مهرجان الأقصى في خطر .. تظاهرة سنوية تدق ناقوس الخطر وتدعو لحماية أولى القبلتين
أجمع مسؤولون وعلماء ومفكرون على المخاطر التي تتهدد المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة في ظل سياسة التهويد والحفريات أو المؤامرات التي تعدها وتنفذها قوات الاحتلال وعصابات صهيونية تسعى لهدم الأقصى وإقامة ما يسمى “الهيكل” المزعوم، داعين في الوقت نفسه إلى العمل على رأب الصدع الفلسطيني باعتبار ذلك الخيار الأقوى في مواجهة المخططات الصهيونية.
جاء ذلك خلال مهرجان الأقصى في خطر في نسخته الثالثة عشر، والذي نظمته الحركة الإسلامية داخل الأراضي المحتلة منذ عام 1948 في أم الفحم، مساء الجمعة (22/8) بحضور عشرات الآلاف من الجماهير الفلسطينية العربية، التي تفاعلت مع الكلمات الحماسية ورددت مراراً وهي ترفع رايات التوحيد الخضراء “بالروح .. بالدم .. نفديك يا أقصى”.
رائد صلاح: الاحتلال إلى زوال
وأكد الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية أن الحركة ستبقى تقيم مهرجان “الأقصى في خطر” حتى زوال الاحتلال الصهيوني عن القدس والمسجد الأقصى.
وقال: “سنبقى نقيم المهرجان موقنين أنه لن يطول الزمان حتى نقيم مهرجاناً قريباً في المسجد الأقصى ليس تحت عنوان الأقصى في خطر بل “الأقصى في نصر”.
وشدد على أن زوال الاحتلال الصهيوني “يعني زوال كل احتلال عن كل شبر من الوطن المسلم العربي، وهو يعني زوال الاحتلال الأمريكي عن العراق وأفغانستان والصومال والسودان ويعني غزة وحرية وكرامة لكل مسلم عربي وفلسطيني”.
ووجه رسالة للاحتلال الصهيوني وقادته المتمثلين في أولمرت وبيريز وباراك، أنه “رغم مرور أربعين عاماً على احتلالكم للأقصى ورغم حفركم شبكة أنفاق تحته وبنائكم كنيس يهودي تحته وإقامتكم متحفا صهيونياً تحته؛ فإن احتلالكم زائل عن القدس والأقصى”.
وقال: “مرة بعد مرة، أقول للاحتلال رغم استباحتكم لحرمة المسجد الأقصى، ورغم وقاحة جنود احتلالكم إلى درجة أن قام أحدهم بارتكاب الفاحشة مع جندية داخل المسجد، ورغم جريمة هدم طريق المغاربة، ورغم خطتكم (القدس أولا) التي تسعون من خلالها لبناء أكبر كنيس في العالم ورغم كل ذلك؛ باسم الحضور أقول لكم إن احتلالكم زائل عن القدس والمسجد الأقصى”.
وشدد على أن الاحتلال “زائل رغم مخطط الاحتلال الهندسي الذي تم كشفه قبل أيام والذي يسعى لبناء جسر عسكري لاقتحام المسجد الأقصى ولبناء سلسلة كنس على امتداد الحائط الغربي ولتحويل مقبرة الحرمة مقبرة الصحابة”.

دعوة للوحدة
ودعا رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة سنة 1948 رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الحكومة إسماعيل هنية إلى تجديد الحوار الفلسطيني “لإحلال الصلح بين أبناء البيت الفلسطيني الواحد خاصة مع حلول شهر رمضان المبارك”.
وقال: “ليرفع كل فيتو على الوحدة الفلسطينية، فكل فيتو كهذا لبيتنا الفلسطيني الواحد لنقف الوحدة صفا لتكسر حصار غزة، وتزيل تهويد القدس ونقف أمام المستوطنات”.
وأكد أن الوحدة بين الضفة وغزة “تعني القوة، وقوة الضفة والقطاع تعني قوة القدس والمسجد الأقصى، وهذا ما نطمح به من الرئيسين أبو مازن وهنية كحلويات عيد تحلون بها كل فلسطيني وعربي ومسلم وكل إنسان حر”.
واقترح على القيادة الفلسطيني أن تباد لتشكيل وفود فلسطينية تطوف العالم “لتنقل للجميع للحكام والشعوب والعلماء والأحزاب مأساة القدس والأقصى اليوم، من أجل نهضة إسلامية عربية فلسطينية تنتصر لتغطية القدس والأقصى”.
ووجه رسالة للعالمين الإسلامي والعربي متسائلاً: “أين نخوتكم أين شهامتكم وأين رجولتكم أين عروبتكم والأقصى لا يزال يستغيث بكم 40 عاماً”.
وقال: “يا أيها المسلمون والعرب هل ترضون أن نبقى محاصرين 40 عاماً نطلب الإذن من الاحتلال كي نؤدي الصلاة في المسجد الأقصى، هل ترضون لنا ذلك؟ ونتناول إفطار رمضان فيه لكننا لن نيأس لان قضية القدس والأقصى قضية منتصرة إن لم تنتصر بأيديكم فستنتصر بأولادنا وأحفادنا وأطفالكم”.
وأضاف الشيخ صلاح: “أقول لهم إن المسلمات الكرديات في زمن صلاح الذين عملن وصنعن زجاجة عطور لتعطير المسجد الأقصى بعد التحرير وكان صلاح الدين على مستوى الأمانة وحملها وعطر بها الأقصى”.
وتابع: “اليوم أنا على يقين، أعرف ما أقول، إن الحفيد لتلك المسلمات الكرديات صنعن هذه الأيام قنينة جديدة مخبأة بأمان تنتظر من يحمها ليدخل بها إلى الأقصى بعد زوال الاحتلال ليعطر بها المسجد الأقصى، فمن هو الرجل الذي سيحمل أمانة زجاجة العطر”.
حصار غزة
وتطرق صلاح إلى حصار غزة، وقال: “هل سيطيب لنا نفوسنا بعد أيام إن نتناول وجبة إفطار رمضان وهناك مليون ونصف مليون في غزة محاصرين حتى الموت، تعالوا بنا نحرم على أنفسنا فرحة العيد حتى كسر الحصار عن غزة”.
ودعا إلى أن يكون أسرى الأراضي المحتلة منذ عام 1948 والأسرى من القدس والجولان ضمن أي صفقة تبادل مستقبلية.
صلاح الدين قادم
ومع صعود الشيخ رائد للمنصة، قدم المسرح الإنشادي لمؤسسة الفجر للنشيد الإسلامي أوبيريت تحت عنوان “صلاح الدين قادم” وتميز الأوبيريت بتفاعل الجماهير مع الفنانين المشاركين وقد نال إعجاب الجميع.
الشيخ صبري ينتقد تحيز اليونسكو
من جانبه؛ انتقد الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى موقف منظمة اليونسكو من الحفريات واستهداف الآثار الإسلامية في القدس وحارة باب المغاربة، متهماً إياها بالتحيز للمشروع الصهيوني العدائي. وقال: “كان من الخطأ والخطيئة إن يلجأ إلى اليونسكو، هذه المنظمة التي احتجت على تمثال بوذا في أفغانستان، ولكنها لم تحتج على إزالة الآثار في باب المغاربة”.
وأكد على رفض المخطط الصهيوني بإقامة كنس في حي المغاربة لأنه وقف إسلامي ولا يجوز التصرف بها.
وبشأن حريق الأقصى؛ قال “إننا نحيي هذه الذكرى حتى تبقى الأجيال واعية لما يحاك ضد المسجد الأقصى، إن حريق الأقصى كان بداية لحرق مدينة القدس وتهويدها وهذه الذكرى تبقى في أذهان أجيالنا لذلك إن الأقصى لا يزال في خطر”.
وحذّر صبري من وجود مخطط يهدف لتدويل هذه المدينة “لكن أهل بيت المقدس صمدوا للمؤامرة واطفأوا الحريق”، مؤكداً أن “أهل بيت المقدس كانوا ولا يزالون على استعداد لصد أي اعتداء على المسجد”.

الخطيب: الاحتلال سيُكنس
من جانبه؛ أكد الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية على أن الذين كنسوا الاحتلال الصليبي قادرين على كنس الاحتلال الصهيوني الذي عمره 40 سنة، مشيراً إلى أن كثيرين من اليهود يتدينون تهرباً من الجندية.
وقال: “قبل أسبوعين كانت ذكرى تحرير القدس على يد صلاح الدين، وفي مثل هذا اليوم 22 آب (أغسطس) كانت ذروة ثورة البراق عام 1929، حينما اعتدى اليهود على حائط البراق فكانت الثورة المجيدة، وانتقلت من القدس إلى الخليل ويافا وطبريا وصفد.
ومضى يقول: “مرتان فتح المسلمون القدس، ومرتان كانت القدس تحت سيادة غير إسلامية، مر زمن الصليبيين والآن بيد الاحتلال الصهيوني، مؤكداً أن احتلال الصليبيين والصهيونيين “ما تم إلا لما ابتعدنا عن الطريق القويم وأدرنا ظهورنا لكتاب الله وما احترق المنبر في محراب الأقصى إلا يوم احترقت فينا جذوة الإيمان”.
وقال الخطيب: “ما ضاعت القدس والأقصى إلا لما رفعت شعارات رنانة وتجرأ العرب حتى على دينهم وتاريخهم. حتى بلغ بهم القول إنهم لم يجدوا الله حتى في مزابل التاريخ”.
وشدد على أن “طريق المجد والكرامة هو نفس الطريق الذي لا يتغير ليدرك كل عاقل أن الطريق الأوحد لاستعادة القدس والأقصى ليس إلا بالعودة إلى قيمنا وأخلاقنا وثوابتنا”. وقال: “نحن أهل الداخل عزمنا وقررنا ليس على إدارة معركة وإنما لنحفظ للأقصى هويته، عزمنا على أن نؤدي دور الأمة كلها لنحفظ المسجد الأقصى المبارك”.
وشدد على أن هذا الدين اليوم هو “قطار قد انطلق وعاصفة تحركت لن يستطيع إن يوقفها أحد، فلا تفوتوا فرصة شرف أن يكون لأحدكم ولو موضع إصبع في دفع هذا المشروع المبارك وليكن رمضان مدعاة لنا إن نعتصم بالله ونجدد علاقتنا به، لأن رمضان يحمل للأمة كلها بشريات الخير”.
المطران عطا الله: لا تتركوا القدس وحيدة
بدوره؛ قال المطران عطا الله حنا “إن تعلقنا بالقدس وارتباطنا بمقدساتنا وبعاصمتها الروحية والوطنية هو الذي جمعنا هنا لنرفع صوتنا مرددين رافضين لكل السياسات الغاشمة التي يقوم بها الاحتلال”.
وأضاف: “لم نأت إلى هنا لكي نتضامن مع المسلمين فقط وإنما لنقول لإخواننا المسلمين إننا شعب وقضية واحدة ومعاناة واحدة فمن يعتدي على المسلمين يعتدي علينا جميعا ذلك لأننا نعتقد بأننا شعب وأمة وقضية واحدة”.
ومضى عطا الله حنا يقول: “شعار هذا المهرجان الأقصى في خطر لا بل في كارثة حقيقية تحدثنا في مؤتمر صحفي إلى جانب المناضل المجاهد الشيخ رائد، الذي أظهر وثائق تؤكد الخطر المحدق بالمسجد الأقصى، ونحن نتمنى أن يصل هذا الكلام إلى حيث عبر إن يصل لعل الضمائر ستفيق من غفوتها وتتحرك لإنقاذ المقدسات”.
وقال: “نضم صوتنا إلى صوت الشيخ (رائد صلاح) ونلتفت للأمة والمسلمين والمسيحيين، انظروا إلى القدس لا تتركوها وحيدة في مواجهة الاحتلال وسطوة المحتل الغاصب”.
ودعا حركتي “فتح” و”حماس” ليتوحدوا “لأن الأقصى والقدس والقضية الفلسطينية في خطر”، وقال :”القدس
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...