الإثنين 06/مايو/2024

الاحتلال فاقم معاناة الطفل بدر خلال اعتقال والدته النائب منى منصور

الاحتلال فاقم معاناة الطفل بدر خلال اعتقال والدته النائب منى منصور

لم يجد أبناء النائب الأسيرة منى منصور بدّا من تقسيم الأدوار فيما بينهم للاعتناء بشقيقهم الصغير “بدر” الذي يعاني من عدة أمراض، في محاولة منهم لسد الفراغ الذي تركه اعتقال الاحتلال لوالدتهم قبل نحو أسبوع.

بدر والذي رأى النور قبل أسابيع قليلة من اغتيال الاحتلال لوالده الشيخ جمال منصور قبل سبع سنوات وتحديداً في مثل هذه الأيام 31/7/2001، يعاني من عدة أمراض تستوجب الاعتناء الدائم به ليلا ونهاراً، وهي الوظيفة التي كانت النائب منى منصور تقوم بها رغم مشاغلها الكثيرة.

مسلسل المعاناة بدأ عندما اكتشفت العائلة أن بدر يملك مريئين (مثنى مريء)، في حالة نادرة جداً، وعندما تم استئصال أحدهما في عملية جراحية وقع خطأ طبي تسبب بكسل في الجهاز الهضمي لديه، كما أدى هذا الخطأ إلى دخول الطعام عبر القناة التنفسية إلى الرئتين والقصبة الهوائية مما تسبب له بمشكلة معقدة في التنفس أدت إلى كسل في الجهاز التنفسي.

الأطباء الذين اعتقدوا أن المشكلة لدى بدر تكمن في وجود “لحمية” في أنفه أجروا له 3 عمليات لاستئصالها، ليكتشفوا متأخرين أنه يعاني من مرض يسمى “الاختناق الليلي”، حيث لا يستطيع التنفس بشكل طبيعي وهو نائم مما يهدد حياته بالاختناق والموت إذا لم يلاحظه أحد.

وللخروج من هذه الإشكالية أوصى الأطباء المعالجون له في الأردن بتركيب جهاز خاص يساعده على التنفس خلال النوم، ومما زاد من صعوبة الوضع أنه بالإضافة لحاجة بدر الدائمة لمتابعة حالته في الليل فإن الجهاز بحد ذاته أيضا يحتاج إلى متابعة للتأكد من استمراره في العمل، وهي الوظيفة التي كانت النائب منصور تقوم بها أيضاً، الأمر الذي كان يمنعها في كثير من الليالي من النوم.

وقبل الوصول إلى هذا الحل المؤقت والمتعب لعلاج بدر، تنقلت النائب منصور مع ابنها بين المستشفيات في الداخل والخارج، فلم تكن تمر فترة من الزمن دون أن ترقد معه في المستشفى لأيام عدة، أبرزها قضاؤها معه شهراً كاملا في مستشفى المقاصد في القدس وشهراً آخر في إحدى المستشفيات في المملكة الأردنية، الأمر الذي جعل بدر شديد التعلق بأمه ويرفض أن تفارقه، وهو ما ظهر جليا خلال اعتقال الجنود للنائب منصور.

وتشير ابتهال كبرى أبناء النائب منصور إلى أن أصعب موقف مر بهم خلال اعتقال الجنود لوالدتهم كانت حالة بدر، والذين أجبرهم الجنود على إيقاظه من النوم وهو يضع الجهاز التنفسي الخاص به، حيث أصيب بذعر كبير وبدأ يبكي، وزاد من صعوبة الوضع عندما سأل أحد الجنود إن كانوا سيعودون والدته؟”، فأجابه الجندي بالنفي، فأجهش بالبكاء، كما أنه التصق بها وهي تهم بالخروج من المنزل، غير أنها تظاهرت بالتماسك حتى لا تؤثر على أبنائها، وهي توصيهم بالاهتمام به نظراً لظروفه الخاصة.

وتشير ابتهال إلى أنهم فشلوا في إقناعه في أن أمهم ذهبت في رحلة، قائلة “رغم صغر سنه، إلا أنه يعي ما يجري حوله، ويدرك أن جنود الاحتلال هم من اعتقلوها، حيث يصرخ في وجهنا “هؤلاء يهود، ولا يريدون أن يرجعلو لنا أمنا”، كما أنه يذهب إلى التلفزيون ويتنقل بين القنوات بحثا عنها، حيث كان يفرح جداً وهو يرى صورتها على الشاشة خلال لقاء أو مقابلة معها”.

وعن شدة تعلق بدر بأمه تشير ابتهال إلى أن أخيها “كان يسأل عنها عندما تتأخر في عملها، ويدفعني نحو الباب وهو يحمل مفاتيح السيارة حتى نذهب لإحضارها.

ورغم مرور أكثر من أسبوع على اعتقال الأم النائب منى منصور، إلا أن الأشقاء ما زالوا يجدون صعوبة بالغة في التعامل مع بدر ورعايته، خاصة وقت النوم حيث يرفض تركيب جهاز التنفس، كما انه يرفض النوم مع شقيقاته، حيث تشير ابتهال إلى أن بدر يتناول 7 أنواع من الأدوية والمغذيات يومياً، بالإضافة إلى منشطات للجهازين الهضمي والتنفسي مما يعني أنه بحاجة دائمة لمتابعة واهتمام، وهو بالغالب يرفض أن نقوم بذلك ويريد أن تعتني به أمي فقط”.

وتضيف “في الليالي الأولى لاعتقال والدتي لم اعرف طعما للنوم، فقد كان بدر يرفض النوم إلى جانبي كما انه لا يقبل أن نضع له جهاز التنفس، وينادي على أمه ويبدأ بالبكاء”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يقصف مناطق متفرقة جنوب لبنان

الاحتلال يقصف مناطق متفرقة جنوب لبنان

بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام شن طيران الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الاثنين- غارات على عدة بلدات جنوب لبنان، بالتزامن مع قصف مدفعي. وقالت "الوكالة...