الإثنين 06/مايو/2024

فضيحة: باراك يتدخل لدى عباس وفياض ويقنعهما باستيعاب الفارين من غزة

فضيحة: باراك يتدخل لدى عباس وفياض ويقنعهما باستيعاب الفارين من غزة

كشفت الإذاعة العبرية أن وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك تدخل وأقنع رئيس السلطة محمود عباس باستيعاب الفارين من غزة من حركة “فتح” وعائلة حلس في رام الله بالضفة الغربية بزعم حمايتهم من مصير الاعتقال الذي ينتظرهم على يد الشرطة الفلسطينية.

وأكدت الإذاعة صباح اليوم الاثنين (4/8) أن قوات الاحتلال الصهيوني تستعد لنقل حوالي مائة وثمانين من نشطاء حركة “فتح” وميليشيات الفلتان الأمني الذين فروا من قطاع غزة إلى رام الله بدلاً من إعادتهم إلى القطاع كما كان مقرراً.

وذكرت أن وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك اتخذ هذا القرار إثر تقييم للأوضاع أجراه مع الجهات الأمنية المختلفة مبينة أنه (باراك) اقنع رئيس السلطة محمود عباس ورئيس وزرائه (غير الشرعي) سلام فياض بضرورة استيعاب الفارين في رام الله بدلاً من إعادتهم إلى القطاع وذلك بعد أن اتضح أن أجهزة الأمن في قطاع غزة تقوم باعتقال بعض العائدين، على حد زعمه. وأشارت إلى أن عباس وفياض قد طالبا في بادئ الأمر بإعادة جميع الفارين إلى القطاع.

وقد ألزمت محكمة العدل العليا الصهيونية مساء الأحد النيابة العامة في الكيان الصهيوني بالرد حتى الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم الاثنين على التماس قدمته جمعية حقوق المواطن ضد قرار إعادة النشطاء الفتحاويين المذكورين.

مساعدة من يحاربون الإسلام المتشدد

وكان نائب رئيس الحكومة الصهيونية حاييم رامون قد اعتبر أن قرار مساعدة عناصر “فتح” الفارين من غزة يأتي انطلاقاً من موقف مبدئي “يقضي بضرورة التعاون ومساعدة الفلسطينيين الذين يحاربون الإسلام المتشدد ويرفضون الإرهاب ويدعمون مفاوضات السلام”.

عباس يرفض وحماس ترحب

وفي وقت سابق؛ أكدت مصادر فلسطينية مطلعة أن “حكومة” سلامة فياض (غير الشرعية) وقيادات فتح في الضفة الغربية والمحيطين برئيس السلطة محمود عباس، أجمعوا على رفض استقبال الفارين من قطاع غزة من ميليشيات الفلتان الأمني التابعين لحركة “فتح” الذين فروا بعد مواجهات مع شرطة غزة، بدعوى أنه “لم يعد لهم جدوى”.

وقالت المصادر المطلعة المقربة من حركة “فتح” في رام الله لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن حركة فتح بهيئاتها المختلفة في الضفة الغربية أجمعت على رفض استقبال الهاربين من غزة تحت أي مبرر.

وذكرت المصادر أن رئيس السلطة كان على اطلاع بالقرار الذي دفعت باتجاهه قيادات “فتح” في الضفة الغربية التي قالت إنها ترفض أن تتحول مدن الضفة الغربية مقراً “للزعران والمنفلتين على حد تعبيرها”.

وأكدت المصادر أن حالة من الاستهجان أثارت قيادة فتح مع تدفق الهاربين عبر الحدود، وقال أحد قيادات فتح في الضفة: “كيف يمكن أن نستقبل هؤلاء الهاربين الجبناء، وماذا سنستفيد منهم”.

وذكرت المصادر أن قيادة فتح تشعر بخيبة الأمل من كوادر فتح الذين كانوا يتمركزون في المربع الأمني لعائلة حلس وكانوا يعولون عليهم الآمال الكبيرة ولكنهم خيبوا الأمل مرة ثانية.

وأشارت إلى أن حركة فتح في الضفة وقيادات بارزة من قيادة “فتح” في غزة رفضت حتى استقبال القيادي أحمد حلس واعتبرت أنها لا يمكن أن تؤويه بعدما زعمت تخليه عن حركة “فتح” طوال الفترة الماضية وتخاذله وهروبه عند أول مواجهة على حد تعبير تلك المصادر.

استثناء المتورطين في التفجيرات

وقالت المصادر إن القرار الذي جرى التوافق عليه بأن يعود الجميع إلى غزة ويتحملوا نتائج أعمالهم وهو القرار الذي أثنى عليه عباس، موضحة أنه جرى استثناء بعض الأشخاص من القرار وهم الأشخاص المتورطين في ارتكاب التفجيرات والذين يمكن أن يشكل اعتقالهم من قبل الشرطة في غزة فضيحة وإدانة لقيادات أخرى في حركة “فتح”.

وذكرت أن قيادات فتح كانت صارمة في رفض انتقال 170 شخص من المسلحين والمعروفين بدورهم في الفلتان في غزة خشية أن يشكوا حالات فوضى ومافيا تفاقم الأوضاع الأمنية المتفلتة أصلاً في الضفة وتعمل على تغيير مراكز القوى هناك.

وكانت قوات الاحتلال قد أعلنت عزمها إعادة جميع الفارين بعد رفض سلطة عباس السماح بانتقالهم إلى الضفة الغربية.

يشار إلى أن العديد من الفارين من غزة الذين هربوا منها بعد أحداث يونيو 2007 يعانون بشدة بسبب ما يسمونه تجاهلهم وعدم الاهتمام بهم من قبل قيادة سلطة عباس التي عبر مسؤولوها أنه لم يعد لهم أهمية وأنهم باتوا يشكلون عبئاً على السلطة وفتح.

الأمان لمن لم يتورط

وفي خطوة لافتة؛ دعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” ووزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية بغزة جميع الذين خرجوا من غزة باتجاه الاحتلال الصهيوني للعودة إليها، وأكدتا حرصهما على عودة الجميع إلى القطاع، “فهو بلدهم وما كان ينبغي خروجهم منه”.

وطمأنت الحركة في بيان للناطق باسمها سامي أبو زهري، تلقى “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة منه اليوم الأحد (3/8) كل من ليس له علاقة بالإخلال بالأمن؛ سيجري الإفراج عنه فوراً وإعادته إلى أهله وبيته.

كما أشارت الحركة “استناداً إلى مصادر الشرطة الفلسطينية، أن الاحتلال أعاد العشرات ممن خرج من غزة يوم أمس، وأن الشرطة تقوم باستقبال هؤلاء وتطمينهم ومعاملتهم بشكل جيد، وأنها ستفرج عن كل الأشخاص سوى المتورطين في أعمال الإخلال بالأمن”.

وشددت “حماس” في بيانها على “أن عملية المداهمة لم تستهدف عائلة حلس فهي عائلة لها مكانتها وتاريخها، وإنما استهدفت بعض الخارجين عن القانون الذين استخدموا العائلة ستاراً لتنفيذ أعمالهم الإجرامية، وإيواء الفارين من العدالة في هذا المربع الأمني”.

وأكدت وزارة الداخلية الفلسطينية إعطاءها الأمان لكل من يعيده الاحتلال الصهيوني إلى قطاع غزة من الذين فروا بالأمس تجاه الأراضي المحتلة على أن يأخذ القانون مجراه بحق من يثبت تورطه في أي أعمال تخريبية أو مخلة بالأمن والنظام العام.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات