مخيم العروب .. مأساة حصار واستهداف وآمال عودة قريبة إلى الديار

لم يكتف الاحتلال بتهجير اللاجئين الفلسطينيين من أراضيهم عام 1948، بل عمد إلى إحكام الإغلاق والحصار والإجراءات العسكرية عليهم في ملجأهم في الضفة الغربية، ومخيم العروب شمال الخليل نموذج لذلك.
فمن نقاط التفتيش والمراقبة والحواجز، إلى طرق التفافية ومداهمات واعتقالات وتنكيلات مستمرة بحق المواطنين في محاولة أخرى لتهجيرهم من بيوت لجوئهم الأخيرة، والهدف في النهاية حماية قطعان المستوطنين.
ويقع المخيم على الطريق الواصل بين مدينتي بيت لحم والخليل، على بعد (15) كيلومتر جنوب مدينة بيت لحم، ويزيد عدد سكانه على عشرة آلاف نسمة.
استهداف متواصل
ويؤكد سكان المخيم أن قوات الاحتلال تستهدف بشكل متواصل مؤسسات المخيم وسكانه بحملات مداهمة وتفتيش واعتقال، لا سيما أن موقع المخيم قريب جداً من الطريق الاستيطاني المؤدي إلى المستوطنات الصهيونية في المنطقة، مشيرين إلى أن “الاحتلال يخشى على مستوطنيه من استهداف شباب المخيم”.
ويوضح أبو أيمن، ذو الأصول الفالوجية أنه خلال الانتفاضة الأولى والثانية “قدم أبناء المخيم عشرات الشهداء ومئات الأسرى والجرحى من كافة الفصائل والتنظيمات”، مبيناً أن الكثير منهم ما يزال معتقلا في سجون الاحتلال.
ويشير إلى أن المخيم يكون دوماً السباق في أعمال المقاومة والرد على الاعتداءات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني في أي مكان، موضحاً أن شباب المخيم يفجرون غضبهم بإلقاء الحجارة على الجيش والمغتصبين الصهاينة المارين على الشارع الالتفافي قرب المخيم، ويؤكد أن هذا “أوقع العديد من الإصابات والضربات في صفوف الجيش والمستوطنين”.
نقاط تفتيش
وعقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية في محيط المخيم، وأحاطته بسياج عازل ومرتفع، فيما وضعت العديد من الأحجار والمكعبات الإسمنتية على أطرافه المحاذية للشارع الرئيسي الذي يمر إلى يمين المخيم.
ولم يكتف الاحتلال بذلك، حيث لم تبق القوات الصهيونية سوى مدخلين وحيدين للمخيم، وضعت عليهما نقاط تفتيش ومراقبة وبوابة حديدية.
ويبدي المواطنون في المخيم استياءهم الشديد من الإجراءات الصهيونية المستمرة، حيث يغلق الصهاينة في كثير من الأوقات البوابات الرئيسية للمخيم، ويتم منع المواطنين من الدخول أو الخروج من المخيم .
ويشير المواطنون إلى أن الاحتلال يقيم الحواجز العسكرية الدائمة على مدخلي المخيم ويقوم بتفتيش المواطنين واحتجازهم ساعات طويلة واعتقال العديد منهم.
ويقول الشاب (أيمن.ن) وهو طالب جامعي إن دخول المخيم والخروج منه يشكل بالنسبة له مغامرة، وكأنه يدخل مربعاً أمنياً لكثرة التشديدات الصهيونية على المخيم وسكانه اللاجئين حيث تقيم برجين عسكريين على مدخليه الوحيدين رغم أن أحدهما مغلق.
محاولات تهجير
واعتاد السكان على الألم والمعاناة، حيث توضح الحاجة “أم أحمد”، التي تضطر لحمل أغراضها بيديها لاجتياز المكعبات الإسمنتية ودخول مخيمها، إن قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين يهدفون من تضييق الحصار على المخيم وتصعيد اعتداءاتهم إلى إجبار اللاجئين الفلسطينيين فيه إلى الرحيل إلى مكان آخر.
وتتابع أن قوات الاحتلال تقوم باستهداف فئة الشباب في المخيم سواء من ناحية القتل والاعتقال أو محاولة إسقاطهم في شبه العمالة ومحاولة إقناع آخرين على السفر إلى الخارج لتحسين ظروفهم.
وتوضح أن شباب المخيم أكثر وعياً وإصراراً على الصمود والبقاء في مخيمهم، ينتظرون يوم عودتهم إلى قراهم وبلداتهم التي هجروا منها قسراً. مشيرة إلى أن فصول معاناة المواطنين تكمن في قطعان المستوطنين.
إهمال سلطوي
ويعاني المواطنون في المخيم من سوء الأوضاع الاقتصادية والصحية، نظراً للازدحام وإغلاق سوق العمل، وازدياد نسب البطالة والعوز بين المواطنين، وفي المقابل لا يتلقون الرعاية والاهتمام.
ويشير المواطنون هناك إلى أنهم تقدموا بالكثير من الكتب والعرائض والمناشدات لقيادة السلطة في رام الله لمساندتهم والمساهمة في تحسين أوضاعهم، موضحين أنها م تجد آذاناً صاغية.
ورغم قساوة الحال في ذكرى النكبة، يتطلع اللاجئون ومعظمهم من الفالوجة وبيت جبرين وعراق المنشية والدوايمة إلى العودة كأمر حتمي لا محالة، ويعلمون أبناءهم دروساً من الصبر والتمسك بالحق الذي لا يقبل التفريط.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...