الإثنين 12/مايو/2025

غداة ستينية النكبة… فعاليات متنوعة تعود بالذاكرة الفلسطينية إلى ما قبل التهجير

غداة ستينية النكبة… فعاليات متنوعة تعود بالذاكرة الفلسطينية إلى ما قبل التهجير

انطلقت فعاليات إحياء الذكرى الستين للنكبة الفلسطينية، في كل من قطاع غزة والضفة الغربية بأنشطة مختلفة ومتنوعة، تعيد ذكريات الشعب مع أرضه المباركة، إلى ما قبل التهجير القسري، الذي نفذته عصابات القتل الصهيونية، بتواطؤ مفضوح من القوى العالمية.

المعرض الفني لذكرى النكبة

ففي غزة بدأت الفعاليات بافتتاح المعرض الفني الكبير على أرض ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة، بتنظيم من اللجنة العليا لإحياء ذكرى النكبة الستين.
 
وافتتح المعرض القيادي في حركة المقاومة الأسلامية “حماس” الدكتور محمود الزهار، والدكتور أحمد بحر رئيس المجلس التشريعي بالإنابة، ووزير الصحة الدكتور باسم نعيم، والدكتور محمد الهندي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، بالإضافة إلى مشاركة العديد من القيادات والشخصيات الوطنية.
 
وقد ضم المعرض الفني رسم خارطة عملاقة لفلسطين التاريخية على أرض الكتيبة مكسية بالطين والإنجيل بطول يزيد عن الـ7 أمتار، وضع بداخلها مجسمات وكتبت أسماء القرى والمدن الفلسطينية التي هجر منها اللاجئون من أراضيهم عام48.

 

وتخلل المعرض تجسيد قوي وكبير للحياة الفلسطينية وحياة اللاجئين على أراضيهم التي هجروا منها منذ ستين عاما، حيت نصبت الخيام وانتشرت حولها المواشي والخيل تعبيرا عن طبيعة الحياة التي كان يعيشها أهالي القرى المهجرين.

فعاليات تراثية

وقامت النساء بإعداد المأكولات الأساسية التي تشكل تراثاً يتمسك به الفلسطينيون، والتي كان من أهمها كما قالت النساء: “أكلة المفتول وفطائر الزعتر والسبانخ، والأجبان المملحة، والخبز الرقيق”.

 

كما أقيم في المعرض ديوان داخل الخيام التي نصبت، وقد زين بمفارش السجاد والوسادات والأثواب والأشكال المطرزة، كما تم عرض أواني النحاس والفخار التي كان الفلسطينيون يستخدمونها، كما وضم قسماً فنيا تراثيا لصور البلدات الفلسطينية، والأشكال المطرزة وكافة المستلزمات الأساسية والصغيرة التي تجسد الحياة الفلسطينية قبل النكبة.

وتخلل المعرض إقامة فقرات حول الأفراح الفلسطينية، حيث قامت مجموعة من الأطفال بارتداء الثوب الفلسطيني المطرز، والدبكة على الأناشيد الوطنية القديمة المعبرة عن حياة اللاجئين وأيامهم وذكرياتهم في أرضهم، وعرض خلال المعرض فيلم وثائقي من إنتاج اللجنة العليا لإحياء النكبة، خاصا بالنكبة وأحداثها، وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين، وتمسكهم بحق عودتهم.

مشاركة واسعة

وشارك في المعرض وإحياء الفعالية العديد من المؤسسات الوطنية والتربوية والوزارات، إضافة إلى دائرة شؤون اللاجئين التي كان لها الدور الأبرز في المشاركة بالمعرض الذي يعتبر أولى فعاليات اللجنة العليا، والذي سيستمر لمدة 3 أيام متتالية.

وأعلنت اللجنة، ضمن فعالياتها ليوم الثلاثاء (13/5)، عن انطلاق فعاليات أخرى أهمها تسليمها رسائل باسم الشعب الفلسطيني إلى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ومدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في قطاع غزة جون كينج، ونظمت اللجنة مسيرات جماهيرية حاشدة انطلقت من العديد من مناطق قطاع غزة، وتجمعت في ميدان فلسطين، وفي ذات وقت المسيرة وافقها مسيرات في العديد من الدول العربية المجاورة.

جلسة للمجلس التشريعي

ومن جهة أخرى، عقد المجلس التشريعي في غزة جلسة خاصة بمناسبة ذكرى النكبة وللتأكيد على حق المهجرين الفلسطينيين بالعودة إلى أراضيهم التي هجروا منها عام 48.

واستعرض الدكتور عبد الفتاح دخان، خلال تقرير أعده عن النكبة الآلام، التي تعرض لها الشعب الفلسطيني منذ الانتداب البريطاني وصولا إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم عام 48 وقرارات مجلس الأمن بتقسيم فلسطين. وأوصى في نهاية تقريره بالعمل الجاد من أجل تحرير فلسطين واعتبار مقاومة الاحتلال حقاً شرعياً ولا بديل عنه، داعيا لعدم الاعتراف بدولة الاحتلال مهما كلف الأمر. ومن جهة أخرى دعا الدكتور أحمد بحر، رئيس المجلس التشريعي بالإنابة الجميع إلى التوحد والعمل الجاد من أجل حق العودة واللاجئين.

الراية في يد الأبناء

ومن جهة أخرى، تفقد وفد من المؤتمر الوطني للحفاظ على الثوابت عدداً من المدارس بمدينة غزة، وذلك احتفاءً وتذكيراً للطلبة والطالبات بالذكرى الستين للنكبة التي تصادف ذكراها هذه الأيام، وضم الوفد كلاًَ من رئيسه الدكتور محمود الزهار ونائبه الدكتور محمد الهندي وعضو المؤتمر المستشار ناهض الريس وزير العدل الأسبق ووزير التربية والتعليم العالي الدكتور محمد رمضان الأغا والأستاذ عمر النجار ممثل منظمة الصاعقة.

وقام الوفد بجولة لعدد من المدارس الابتدائية وسط ترحيب كبير وتهليل من الطلبة بهذه الزيارة ووزعوا بأيديهم خريطة فلسطين التاريخية على كل فصل من الفصول داخل المدرسة وشرحوا ما في محتواها للطلاب من مدن وقرى.

فعاليات متميزة بالضفة الغربية

وفي رام الله قالت اللجنة العليا الفلسطينية لإحياء ذكرى النكبة: “إن الفعاليات التي بدأناها قبل أيام ستتوج الخميس بمهرجان مركزي حاشد في رام الله”.

وأضافت: “ستتزامن هذه المسيرة مع خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش في الكنيست الصهيوني لمناسبة الذكرى الستين لقيام الدولية العبرية، والذي سيشارك إلى جانب قادة عدة دول أجنبية في الاحتفالات الصهيونية”.

ومن جانبها، أكلمت مديرية التربية والتعليم في محافظة قلقيلية استعداداتها لإحياء الذكرى الستين للنكبة، حيث من المقرر أن تنظم المهرجان الختامي المركزي للأنشطة الطلابية اليوم تحت شعار”في الذكرى الستين للنكبة إنا باقون”.

كما ستنظم مديرية التربية والتعليم في المحافظة مسابقة لطلبة المدارس في توثيق قصص النكبة، إضافة إلى التعميم على جميع مدارس المديرية لتخصيص حصص من دوام يوم غد للحديث عن النكبة وتنظيم فعاليات ونشاطات تربوية داخل المدارس لإحياء هذه الذكرى.

العودة حق تتوارثه الأجيال
 
من جانبه، قال محافظ غزة محمد القدوة في كلمة أمام حشد من الأشبال والزهرات: “إذا كان جيلنا لم يحقق لكم حق العودة فإنه لم يسجل على نفسه أنه تنازل عن هذا الحق ليظل تتوارثه جيلاً بعد جيل حتى يتحقق بإذن الله”.

جاء ذلك خلال كلمة للمحافظ في لقاء جماهيري إحياء لذكرى للنكبة أقامته المحافظة في قاعة السنابل بمشاركة الدكتور زكريا الأغا، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس دائرة شؤون اللاجئين فيها وبحضور عدد كبير من الشخصيات الوطنية والإسلامية والفعاليات الجماهيرية والمؤسسات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات