الإثنين 12/مايو/2025

ممتلكات أيتام الخليل .. سيطرة صهيونية مبرمجة وتدريجية

ممتلكات أيتام الخليل .. سيطرة صهيونية مبرمجة وتدريجية

في مسلسلات متواصلة وحملات شرسة، وبالتدرج يواصل الاحتلال الصهيوني مخططه لاستنزاف الجمعيات الخيرية الإسلامية في محافظة الخليل (جنوب الضفة الغربية) وحرمان الأيتام من مصادر أرزاقهم.

فبعيداً عن أعين الصحافة، وبتخدير لأسماع العالم، تواصل قوات الاحتلال الصهيوني حربها ضد مؤسسات ومقار وفروع تابعة للجمعية الخيرية الإسلامية وجمعية الشبان المسلمين، بمداهمات واقتحامات بين الفينة والأخرى، ضمن مخطط مرسوم ينتهي بإغلاق كافة مقار الجمعيات الخيرية والمدارس التابعة لها.

مخزن الطعام

بدأت عملية الاستيلاء التدرجية على الجمعيات الخيرية بالاقتحامات التي شنتها قوات الاحتلال الصهيوني في نهاية شباط (فبراير) الماضي عقب القرار القاضي بتحويل أملاك الجمعيات الخيرية إلى ممتلكات الجيش الصهيوني في المنطقة.

فقد قامت قوات الاحتلال بمداهمة مستودعات الجمعية الخيرية الإسلامية في منطقة الحرايق، في الطرف الجنوبي للمدينة، وقامت بمصادرة كافة محتويات المستودع وبينها أطعمة خاصة بالطلبة الأيتام ومنها اللحوم والبقوليات بأنواعها والزيوت والخضار والمشروبات، إضافة إلى الملابس والأحذية وبينها ملابس داخلية وقمصان، وقرطاسية منوعة بالإضافة إلى الثلاجات والمعدات الأخرى.

وأكد القائمون على هذه المستودعات أن جيش الاحتلال أحضر أربع شاحنات في تمام الساعة الحادية عشرة ليلا يوم 5/3/2008، وقام بتحطيم كافة أبواب المخزن والغرف الداخلية وصادر كل شيء وترك رفوفا فارغة.

وأضاف أحد حراس المستودع أن قوات الاحتلال واصلت العمل حتى الساعة الثامنة من صبيحة اليوم التالي حيث غادر الشاحنات محملة بقوت الأيتام واحتياجاتهم وملابسهم وقرطاسيتهم مما يؤكد أن ما قامت به ليس أقل من “عملية سطو وسرقة يندى لها الجبين”، خصوصاً وأنها ملك لأطفال أيتام لا حول لهم ولا قوة.

وطالت عملية القرصنة أيضاً محتويات الفرع الأول لمخبز الرحمة الموجود في بناية المستودع نفسها. وقدرت الجمعية الخيرية خسائر هذه القرصنة بأكثر من 300 ألف دولار.

مخبز الرحمة

استمرار لمسلسل الاستيلاء التدريجي على ممتلكات الجمعية صادرت قوات الاحتلال فجر الثلاثاء 15/4/2008 أيضاً كافة محتويات ومعدات الفرع الثاني لمخبز الرحمة التابع للجمعية الخيرية في منطقة نمرة في المدينة، بعد حوالي شهر من اقتحام ومصادرة معدات الفرع الأول ومصادرة محتوياته وإغلاقه حتى إشعار آخر.

وأشارت مصادر قريبة من المكان إلى أن قوات الاحتلال حطمت ما تبقى من محتويات للفرعين، وصادرت معدات صناعة الخبز ونقلتها عبر رافعات عسكرية إلى أماكن مجهولة، مؤكدة أن إغلاق المخبز يعود بنتائج كارثية على الطلبة الأيتام ويحرمهم من كسرة الخبز اليومية التي تقدمها الجمعية الخيرية الإسلامية.

وأوضحت تلك المصادر أن حصيلة المتضررين من إغلاق فرعي المخبز يصل إلى حوالي 7000 طالب وطالبة أيتام، مشيرة إلى أن المخبز يزودهم بالخبز الطازج اليومي في وجباتهم الغذائية داخل المدرسة، من بينهم الأيتام واليتيمات الذين يقطنون البيوت الخيرية التابعة للجمعية الخيرية الإسلامية.

وقدرت الجمعية خسائر المخبز بفرعيه بأكثر من 43 ألف دولار، إضافة إلى تعطل 12 موظفاً عن العمل وحرمان آلاف الطلبة من لقمة الخبز وريع هذا الوقف الإسلامي.

سوق الهدى

وفي منصف شهر نيسان (إبريل) الماضي أقدمت قوات الاحتلال على اقتحام سوق الهدى التابع للجمعية الخيرية الإسلامية وسط مدينة الخليل، وأمهلت المستأجرين يوماً لإخلاء كافة ممتلكاتهم تمهيدا لإغلاقه.

ويضم السوق مكتبة الأنوار الإبراهيمية التي تحوي قرابة ألفي كتاب، إضافة إلى عيادات طبية، ومحلات تجارية، قرر الاحتلال إغلاق أبوابها مدة ثلاثة أعوام، ملقياً بالسوق والمستأجرين وممتلكاتهم إلى قارعة الطريق في ظل ارتفاع مدقع للأسعار وقلة دخل يحصد نتائجها المستأجرون المغلقة محلاتهم.

وأوضحت الجمعية الخيرية الإسلامية أن ريع السوق يستخدم في رعاية الأيتام والأسر الفقيرة، وإغلاقه يجفف مصدر رزق آخر كان الأيتام يعتاشون عليه.

مشاغل الخياطة

لم تكن مشاغل الخياطة بمنأى عن الاقتحامات والمصادرات الصهيونية المتكررة، بحق الأيتام ومؤسسات الخير والعطاء في مدينة خليل الرحمن، حيث اقتحمت العصابات الصهيونية خلال شهرين ثلاثة مرات مشاغل الخياطة التابعة للجمعية الخيرية الإسلامية، ثم أعلنت عن إغلاقه اليوم لمدة ثلاث سنوات بعد مصادرة محتوياته.

وذكرت إحدى العاملات بالمشاغل أن عملية الاقتحام الأخيرة كانت الأسبوع الماضي، موضحة أن الاحتلال أمهل العاملين يوماً واحداً لإخلائه، وبالفعل قدم الاحتلال وأغلق المشاغل وصادر محتوياتها.

ولم يكتف الاحتلال بإمهال العاملين لإخلائه، بل هددهم بالاعتقال والسجن مدة خمس سنوات في حال تواجدوا في موقع المشاغل المذكورة.

مخطط مدروس

يتبين لمتتبعي أحداث الجمعيات الخيرية أن الاحتلال يتدرج في المصادرة والإغلاق لأهم صروح مدينة الخليل وركائزها الاجتماعية والتعليمية، يهدف تعويد أسماع العالم على مداهمات ومصادرات واغلاقات، تبدأ في مصادر أرزاق الأطفال وقوتهم اليومي.

بدورها؛ تؤكد الحملة الشعبية أن الاحتلال يعمل على تطبيق مخطط شامل لإغلاق الجمعيات الخيرية في مدينة الخليل، تبدأ بإغلاق مشاغل ومقرات تابعة للجمعيات الخيرية انتهاءً بإغلاق المدارس والمؤسسات التعليمية والإدارية التابعة للجمعيات الخيرية الإسلامية. مطالبة جميع المتنفذين وصانعي القرار بعمل أقصى ما بوسعهم للحيلولة دون تدمير جيل كامل نم الأطفال.

دور السلطة

بموازاة ما يجري من قبل سلطات الاحتلال، لا يلمس المواطن الفلسطيني أي تحرك جدي من قبل السلطة الفلسطينية وفق ما أكدته مصادر مطلعة، بل ذهب البعض إلى اتهام السلطة بالضلوع في عملية الهدم التدريجي لأهم صرحين إسلاميين في الخليل.

وقالت مصادر عليمة إن وزارة الداخلية كانت قد داهمت جمعية الشبان المسلمين قبل اقتحامها من قبل الجيش بيوم واحد، ودققت في جميع وثائقي بشكل غير لائق، وفي اليوم التالي حضر جيش الاحتلال ليداهم نفس الأمان ويصادر نفس الملفات. مما يطرح تساؤلا حول الدور الحقيقي للسلطة الفلسطينية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات