حصار بغزة وملاحقة للأيتام بالضفة .. الاحتلال يواصل حربه الشاملة ضد الفلسطينيين

في الوقت الذي يشدد فيه الكيان الصهيوني حصاره الخانق على قطاع غزة، يشن حملة ملاحقات على الأسواق التجارية في الضفة الغربية، وخاصة تلك التابعة لمؤسسات الخير والعطاء في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.

فلم يتوقف الاحتلال عند حد مصادرة لقمة الخبز المخصصة للأيتام، ومصادرة محتويات المستودع الرئيس من حبوب ولحوم وزيوت وملابس وقرطاسية، بل قرر إغلاق سوق الهدى، وهو أحد مؤسسات الوقف التابعة للجمعية الخيرية الإسلامية في الخليل.

ويتضرر من إغلاق السوق مكتبات عامة وأطباء أغلقت عياداتهم، ومحلات أخرى فقدت زوارها بعد تشميع أبوابها، هذا حال سوق الهدى في مدينة الخليل التابع للجمعية لخيرية الإسلامية بعد قرار الاحتلال إغلاق السوق لمدة ثلاثة أعوام في إطار الاستهداف المتواصل للمؤسسات الخيرية في المدينة، وإمهال مستأجريه أيام قليلة لإخلائه.

سوق مغلق

قرار الإغلاق جاء بعد اقتحام صهيوني ليلي للسوق فجر 26/2/2008 حين قام جنود الاحتلال بخلع البوابة الرئيسية وتحطيم أبواب المحلات والمكاتب المستـأجرة ومكتبة الأنوار العامة وإلصاق قرارات إغلاق على أبوابها.

ولم بتوقف الأمر عند هذا الحد إذ عادت قوات الاحتلال نهاية الأسبوع الماضي واقتحمت السوق وجددت تهديداتها للمستأجرين بضرورة إغلاق محلاتهم ونقل بضاعتهم إلى أماكن أخرى لأنها ستمضي في تنفيذ القرار.

ويضم سوق الهدى العديد من العيادات الطبية ومحلات الملابس والمكاتب الأخرى بالإضافة إلى مكتبة الأنوار الإبراهيمية للأطفال، وجميع هذه المكاتب تم إمهال مستأجريها أيام قلائل لإخلائها، والتلويح بمصادرة ما تبقى من ممتلكات تعود لهم في حال أبقوها داخل محلاتهم وعياداتهم ومكاتبهم المستأجرة.

ويرصد ريع هذه المحلات المستأجرة لدعم الأيتام ورعايتهم في الجمعية الخيرية الإسلامية، وهذا يحرم الأيتام من مصدر آخر من مصادر الدخل بعد تجفيف منابع الجمعية الخيرية ومنع الجمعيات الخيرية من دعمها وإغلاق مخبزي الرحمة ومشاغل الخياطة التابعة أيضاً للجمعية الخيرية الإسلامية والتي كان يرصد جميع ريعها لرعاية الأطفال الأيتام وتوفير احتياجاتهم وتعليمهم.

مكتبة مقفلة

ويحتوي السوق على مكتبة الأنوار الإبراهيمية للأطفال التي تضم حوالي (18000) كتاب، بالإضافة إلى عشرات أجهزة الحاسوب المخصصة لتعليم الحاسوب.

 وأشارت إحدى الموظفات أن هذه المكتبة أنشئت لخدمة طلبة العلم الصغار والكبار، مشيرة إلى أن الاهتمام يتركز بشكل كبير على الأيتام واليتيمات وخصوصا الطلبة الذين يدرسون في مدارس الجمعية الخيرية الإسلامية.

وأوضحت الموظفة في المكتبة أن الاهتمام لا يقتصر على الطلبة الأيتام، بل “يشمل جميع الرواد من المجتمع المحلي”، من المدارس الأخرى والطلبة من مختلف مناطق المحافظة، مشيرة إلى أن هناك عدداً من الرواد الدائمين ليسوا من الطلبة في مدارس الجمعية الخيرية الإسلامية بل من مدارس حكومية مستفيدين من الكتب القيمة التي تحويها المكتبة.

وأكدت الموظفة أن عدد الرواد يقدر بحوالي (4000) شخص شهرياً، وتشير إلى أن عدد الموظفين يبلغ (5) موظفين ذكوراً وإناثاً.

حرمان من الدخل

بدورها؛ توضح إدارة الجمعية الخيرية الإسلامية أن إغلاق الاحتلال لهذا السوق يتسبب في حرمانها من مصدر مهم من مصادر الدخل والدعم المخصص لرعاية الأيتام، مؤكدة أن هناك العديد من النتائج والآثار السلبية التي تترتب على إغلاق السوق، مشيرة إلى أن بعضها يتعلق بالطلبة الأيتام والجمعية الخيرية الإسلامية، وبعضها الآخر يتعلق بالأطباء المستأجرين ومحلات الملابس والمكاتب الأخرى.

وأشار متحدث باسم الجمعية أن موقع سوق الهدى في وسط الخليل يعطيه ميزة كبيرة وأهمية من قبل المواطنين والمستأجرين، مؤكداً أن عملية الإغلاق هذه تسهم بشكل لا يدع مجالاً للشك في خلق أزمات مختلفة للمستأجرين، خصوصاً مع ندرة المحلات التي يمكن استئجارها في المنطقة وهذا يفقدهم لزبائنهم وروادهم ويحرمهم من استكمال عملهم بشكل طبيعي، وما ينتج عنه من خسائر مادية جراء هذا الاعتداء الصهيوني.

وأوضح المتحدث أن الجمعية الخيرية الإسلامية تقوم بإيجار هذا السوق بأسعار زهيدة مقارنة بالسعر المحلي، كمساهمة خدماتية للمجتمع والمواطن والأسر المحتاجة.

تهديد متواصل

وما زال التهديد بتنفيذ القرار الصهيوني متواصل، بمصادرة أملاك الجمعيات الخيرية وجمعية الشبان المسلمين ومصادرة حقوق الأيتام ومصادر رزقهم، تلك التي انتهت أخيرا بإمهال سوق الهدى أيام قلائل لإخلائه من المستأجرين وممتلكاتهم وحرمانهم من دخوله وإغلاق أبواب أرزاقهم في ظل الوضع الاقتصادي الذي يمر به الشعب الفلسطيني في ظل ارتفاع الأسعار والحصار الصهيوني الخانق على الشعب الفلسطيني.

يشار إلى أن إغلاق سوق الهدى يضاف إلى سلسلة الجرائم الصهيونية بحق الأيتام والجمعيات الخيرية بالخليل، ويعتبره العديد من المواطنين استكمالا للحصار الخانق المفروض على قطاع غزة ومحاولة صهيونية لكسر الاقتصاد الفلسطيني في المدينة المحتلة.