الثلاثاء 07/مايو/2024

مقبرة في غزة للمصانع التي أعدمها حصار الاحتلال وشرّد أبناءها

مقبرة في غزة للمصانع التي أعدمها حصار الاحتلال وشرّد أبناءها

الناظر إليها يرى مقبرة تضم عشرات القبور.. على كل قبر كُتب اسم من يرقد بداخله، ولفّ بعلم فلسطين.. وزهور وضعت على واجهة القبر.. وأناس ترقد إلى جواره تودع الضحية.. هذه المقبرة في مدينة غزة؛ لكن الغريب فيها أنها لا تدفن بداخلها بشراً!.

إنها مقبرة رمزية لمئات المصانع التي قتلها ودمرها الحصار الصهيوني الشامل والمشدد على قطاع غزة منذ تسعة أشهر، دشنتها اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار برئاسة النائب المستقل في المجلس التشريعي جمال الخضري، اليوم الثلاثاء (18/3).

مقبرة هي الأولى من نوعها

المقبرة ضمت في جنباتها أربعين قبراً، ودشنت إلى جوار المَعلَم التذكاري لشهداء الحصار في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة، لتبقى حاضرة في قلوب الشعوب، وتظهر آثار الحصار الجائر.

كل قبر من هذه القبور المصطفة إلى جوار بعضها البعض، كتب عليها اسم المصنع وعدد العمال المتعطلين عن العمل جراء توقف هذا المصنع، وقد اختلفت أعمال وأنواع هذه المصانع.

النائب الخضري، ترأس وفداً عن اللجنة الشعبية وتجول بين “قبور المصانع”، مؤكداً في حديثه للصحفيين الذين حضروا بكثافة لتغطية هذه الفعالية الأولى من نوعها في العالم، على أن هذه القبور توضح حجم الخطر وجانب من نتائج الحصار الظالم على قطاع غزة.

وشدد الخضري، على أن قرابة (3900 مصنعاً) توقفت عن العمل بسبب الحصار، وتعطلت أصحابها ومئات العمال فيها عن العمل، وانضموا إلى قافلة البطالة.

وبين الخضري، أن الحصار يستهدف الإنسان الفلسطيني، مشدداً على أن الحصار ظالم وجائر وغير شرعي ويتناقض مع كل المبادئ والقوانين الدولية والحقوقية، واتفاقيات جنيف، معتبراً أن قرصنة صهيونية.

نصف مليار دولار خسائرها الأولية

وأشار إلى أن الحصار تسبب في تعطل العشرات منن مشاريع البنية التحتية والإنشائية في القطاع، وأن إجمالي خسائر هذه المشاريع الأولية بلغ 500 مليون دولار، وأن 80 في المائة من شعبنا يعيش تحت خط الفقر، في حين يعيش مليون و100 ألف مواطن في غزة على المساعدات الخارجية، ونسبة البطالة تعدت نسبتها 65 في المائة.

ولفت رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، إلى أن هذه (تدمير الاقتصاد) ليست الصورة الوحيدة من ممارسات الاحتلال وحصاره في غزة، مضيفاً “يتعرض أيضاً المرضى والطلاب لمعاناة شديدة، جراء إغلاق المعابر، ووفاة أكثر من 110 حالة مرضية، ودمار مستقبل مئات الطلبة الذين يتعلمون في الخارج”.

مقابر لدفن الأحياء والمصانع

أما رجل الأعمال، نصر الحلو، والذي شهد الدفن الرمزي لمصنعه، قال: “هذا ما آل إليه الوضع في القطاع بعد تسعة أشهر من الحصار المشدد”.

وبين الحلو أن المقابر عادة تكون لدفن الأموات، لكن لم نشهد مقابر لدفن الأحياء والمصانع، وذلك بسب إغلاق المعابر ومنع دخول المواد الخام إلى القطاع، وحجز البضائع في الموانئ الصهيونية وتحصيل الضرائب عليه.

بدوره؛ قال رجل الأعمال الحاج محمد أبو العوف إن ما قامت به دولة الاحتلال من تدمير للمصانع وكافة القطاعات في قطاع غزة يعتبر قرصنة دولية تهدف لتدمير الاقتصاد بشكل كامل.

وشدد أبو العوف، على أن رجال الأعمال سيقومون برفع قضية أمام محكمة العدل الصهيونية ضد حكومة أولمرت لمعرفة فقد ما ذنب الطبقة العاملة لتدمرها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات