عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

تحرّكات وفعاليات تتسارع في أوروبا ضد الحصار والعدوان على غزة

تحرّكات وفعاليات تتسارع في أوروبا ضد الحصار والعدوان على غزة

تسارعت في بروكسيل، عاصمة الوحدة الأوروبية، التحرّكات والفعاليات المنددة بالحصار الخانق المفروض على قطاع غزة، وبالعدوان الصهيوني على المواطنين الفلسطينيين في القطاع المحاصر، والذي خلّف أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحى في أيام قليلة، بينما تتواصل التحركات على صعيد البلدان الأوروبية في الاتجاه ذاته.

فبعد سلسلة الاعتصامات والفعاليات التي شهدتها الأسابيع الأخيرة، قبالة مقارّ الاتحاد الأوروبي وبرلمانه في بروكسيل؛ جاء الاعتصام الكبير الذي شارك فيه أكثر من خمسمائة متظاهر أمام مقر البرلمان الأوروبي يوم الثلاثاء (4/3).

متظاهرون ضد العدوان على غزة

وقد احتشد المتظاهرون بدعوة من “الحملة الأوروبية لرفغ الحصار عن غزة”، وبالاشتراك مع “مركز العودة الفلسطيني”، معبِّرين عن دعمهم لغزة وتنديدهم للمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني ضد المدنيين في القطاع. وقد رفع المتظاهرون شعارات تطالب بوقف الحرب ضد الشعب الفلسطيني، وبفك الحصار وفتح المعابر أمام وصول المساعدات الطبية والغذائية.

وهذا وقد ألقى بيار غالو، عضو مجلس الشيوخ البلجيكي، خلال الاعتصام الذي حظي باهتمام إعلامي واسع، كلمة اتهم فيها الكيان الصهيوني بارتكاب “جريمة حرب” ضد الشعب الفلسطيني، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على حكومة الاحتلال لوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني.

وفي تصريح أدلى به لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، أعرب أمين أبو راشد، رئيس “اللجنة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة”، عن ثقته بأنّ “الفعاليات والتحركات ستتواصل في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المواطنين الفلسطينيين، وسنبقى مصمِّمين على كسر هذا الحصار الجائر الذي يضع المليون ونصف المليون فلسطيني من شتى الأعمار في سجن كبير”.

وتابع القيادي الفلسطيني قوله “نقول للجميع إنّ استمرار هذا الحصار هو فضيحة كبيرة بكل المقاييس للمجتمع الدولي، ورسالتنا للجانب الأوروبي أنّ الموقف من الحصار سيكون اختباراً للالتزام بحقوق الإنسان وحريات الشعوب وكرامتها”.

تواصل مع المفوضية الأوروبية

وفي سياق متصل؛ التقى وفد يمثل “الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة” و”مركز العودة الفلسطيني”، المسؤولة الأوروبية البارزة، أندرسا فونتانا، نائب مفوضة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية ينيتا فيريرو فالدنر، وسلمه بياناً يدعو الاتحاد الأوروبي إلى التدخل لوقف الجرائم الصهيونية المتواصلة ضد قطاع غزة، والاضطلاع بدور متوازن على صعيد القضية الفلسطينية يبتعد عن “مساواة الضحية بالجلاد”.

من جانبه؛ أوضح فونتانا أنّ الاتحاد الأوروبي أصدر في الثاني من آذار (مارس) الجاري بياناً انتقد فيه استخدام الكيان الصهيوني القوة في قطاع غزة، وأشار إلى أنّ المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين هي “شأن يخص هذين الطرفين”.

وردّاً على سؤال لأعضاء الوفد الفلسطيني عن إمكانية سفر ممثلين من الاتحاد الأوروبي إلى غزة للإعراب عن التضامن مع النواب الفلسطينيين الأربعين المعتقلين لدى سلطات الاحتلال؛ قال فونتانا إنّ الاتحاد معني أيضا بقضية هؤلاء النواب ويتابع قضيتهم عبر مقر المفوضية الأوروبية في القدس.

وهذا وقد قدّم الوفد الفلسطيني شرحاً مفصّلاً عن الاوضاع الانسانية والصحية والمعيشية التي آلت اليها الأمور في قطاع غزة في ظل الحصار الخانق، مشدداً على ضرورة التحرك الأوروبي العاجل لوقف المجزرة ضد المدنيين.

مواقف في المجتمع المدني

وفي غضون ذلك تتواصل البيانات والمذكّرات الصادرة في البلدان الأوروبية تنديداً بالمجازر والحصار بحق قطاع غزة، في ما أصدر اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا بياناً طالب فيه بلجم الاعتداءات التي يرتكبها جيش الاحتلال ورفع الحصار الذي اعتباره سياسية لا إنسانية ولا أخلاقية.

وفي واحدة من هذه الموقف أصدرت “جمعية الحقوق للجميع” العاملة في سويسرا، بياناً أعلنت فيه أنها ستبادر إلى تنظيم جملة من التظاهرات ومنها “مطالبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن باتخاذ موقف حازم وعاجل لإيقاف المجازر، وإقامة خيمات إعلامية وحملات توعوية في الساحات العامة، وتنظيم احتجاجات أمام مكاتب الجامعة العربية والسفارات إذا لم يتغير الموقف العربي الرسمي حيال ما يحصل في غزة، وتنظيم حملة مقاطعة واسعة للسلع والبضائع الإسرائيلية والشركات التي تدعم الاحتلال، علاوة على تنظيم حملة توعوية تجاه وسائل الإعلام الوطنية لحثها على القيام بدورها الإعلامي بكل موضوعية”، حسب ما أوضح أنور الغربي، مسؤول المؤسسة في بيان تلقى “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة منه.

ومواقف تتفاعل في المستوى السياسي

وبعد أن طالب البرلمان الأوروبي في شهر شباط (فبراير) الماضي برفع الحصار المفروض على قطاع غزة؛ تتفاعل مواقف السياسيين المحذرين من السياسة العدوانية التي تمارسها حكومة الاحتلال.

وفي هذا السياق؛ وصفت عضو البرلمان الهولندي آنيا مولينبيلت، ما يجري في قطاع غزة من حصار وتصعيد صهيوني بالأمر “المرعب والمخيف”. وقالت مولينبيلت خلال زيارتها للقطاع في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية “إنّ ما يجري في قطاع غزة نوع من الإرهاب للشعب ككل، والحرب النفسية” من جانب حكومة الاحتلال.

وكشفت السياسية الهولندية النقاب عن أنّ أغلب الشعوب الأوروبية تتعاطف مع الكيان الصهيوني بسبب ما اعتبرتها “تطبيق خطة إعلامية محكمة وقوية وذكية تصور فيها الفلسطينيين بأنهم يهاجمون المدنيين”، مشيرة إلى “أنّ الشعوب الأوروبية لا تعرف أنّ هناك احتلالاً إسرائيلياً لا يزال متواصلا في قطاع غزة”، وفق تقديرها.
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات