اعتصام الأنصار في وجه الحصار .. النقابة الأردنية تنتصر لحجاج غزة

تحت شعار “اعتصام الأنصار في وجه الحصار”، نظمت النقابات المهنية في الأردن اعتصاماً حاشداً لنصرة أهل غزة، ورفضاً للحصار الجائر المفروض عليهم، وتنديداً بمنع حجاج القطاع من العودة إلى ديارهم عبر معبر رفح الحدودي، وذلك بحضور نقابيين وسياسيين وشخصيات حزبية ووطنية أردنية، وحشد من المواطنين.

وندد المعتصمون بالموقف العربي الرسمي من الحصار ومن أزمة الحجاج العالقين، ورفعوا شعارات منددة بالصمت العربي والموقف الرسمي المصري وأخرى تحيي المقاومة والمقاومين، من قبيل (أهكذا تكون تهنئة الأخوة المصريين لحجاج غزة؟ ..لا تشاركوا اليهود جريمتهم ..حجاج غزة نالوا رضا الرحمن أفلا ينالوا عدل الأنظمة العربية؟! ..من عمان تحية لأبي العبد هنية .. من غزة لجنين شعب صامد لا يلين)، وسط ارتفاع هتافات منددة بالحصار.

براءة من مواقف الأنظمة الرسمية

النقابات المهنية بدورها أصدرت بياناً في أعقاب الاعتصام، تلاه رئيس مجلس النقباء المهندس أكرم السقا، قال فيه إن “النقابات المهنية الأردنية تدين المواقف العربية الرسمية السلبية وتعتبرها مشاركة في الحصار الذي يفرضه العدو الصهيوني على أهلنا في غزة”.

وأضاف السقا: “نعلن براءتنا كمؤسسات وطنية من مواقف الأنظمة العربية التي شاركت في الحصار الذي يفرضه العدو الصهيوني على أهلنا في غزة”، وتابع: “نعلن دعمنا لشعبنا في فلسطين المحتلة ونحيي صمود وصبر إخواننا في غزة هاشم معقل المجاهدين الأبطال، وندعو جماهير امتنا العربية والإسلامية للنهوض من سباتها العميق والتحرك لإعلان تأييدها لثورته، وتأييد صموده الرائع”.

ودعا البيان لـ “تشكيل جبهة مناصرة شعبية لمساندة الشعب الفلسطيني مواجهة المشروع الاستعبادي الكبير الذي تخطط له أمريكا وإسرائيل من خلال إثارة الفتن في البلاد العربية واحتلال ومحاصرة وإضعاف الدول العربية والإسلامية ونهب ثروات الأمة واستغلال طاقاتها البشرية وأسواقها”.

وختم السقا البيان بالمطالبة بالوقوف مع “شعبينا في فلسطين وفك الحصار عن غزة ودعم المقاومة الفلسطينية الباسلة التي تتغذى من شرايين الكرامة والشرف والعزة”.

أمريكا .. فرعون العصر

الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني رشيد، تحدث من جهته في الاعتصام باسم أحزاب المعارضة، وخاطب غزة قائلاً: “إن كنت محاصرة فقد قدمت ما عليك وصفعاتك تلفح وجوهنا لأننا عاجزون أن نقدم شيئاً، ليس بحكم ضعفنا ولكن بحكم القيود التي فرضت علينا، قيودنا من حكامنا وأنظمتنا .. أيها الحكام أشهد وتشهدون أنكم أخلصتم لأمريكا اشد الإخلاص .. قيدتم الأحرار وسجنتم الشرفاء وقدمتم الشعب الفلسطيني على مذبحة المشروع الأمريكي”.

وهاجم بني رشيد الولايات المتحدة ووصفها بـ “فرعون العصر”، وقال: “إن أمريكا العاجزة اليوم في العراق وأفغانستان تريد تركيعنا حتى أنها وعلى النقيض من كل مواقف مختلف الدول تبارك أي انتخابات مزورة في الدول العربية”.

وانتقد الأمين العام لحزب الجبهة مؤتمر أنابوليس وجهود المفاوضات والمفاوضين، وقال: “على ماذا تفاوضون؟ ماذا تبقى لديكم لتقدموه، قدمتم التنازلات حتى لم يتبق لديكم ما تتنازلوا عنه، وأخيراً انفجر مؤتمر أنابوليس .. مؤتمر الخيانة الذي لم يحقق وعداً واحداً من الكيان الصهيوني بتجميد الاستيطان”.

انسجام مع مصالح الاحتلال ضد الأخوة

بدوره؛ حيا نقيب المحامين الأردنيين صالح العرموطي المقاومة الفلسطينية، مطالباً الدول العربية وقف المشاركة في حصار غزة، مشيراً إلى تجميد البنوك العربية لأموال وودائع غزة أو التي ترسل إلى غزة، ودان موقف علماء الأمة الإسلامية، كما دان موقف مؤسسات المجتمع المدني العربية والإسلامية التي وافقت على الصمت تجاه ما يجري في غزة.

واعتبر العرموطي مؤتمر أنابوليس الذي عقد في الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً “محاولة للقضاء على المقاومة الفلسطينية”، مطالباً الفصائل توحيد الصف وتقديس الدم الفلسطيني.

وهاجم نقيب المحامين الأردنيين مواقف مصر من أهل غزة عامة وحجاجها خاصة، وقال: “لقد رضيت هذه المواقف أن تنسجم مع مصالح إسرائيل ضد الأخوة والأشقاء”.

وشهد الاعتصام حضوراً ملحوظاً من النساء اللواتي رفعن اليافطات المطالبة برفع الحصار، وهتفن للمقاومة ولرئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، كما برز مشهد الأطفال الذين قاموا بإحراق العلمين الصهيوني والأمريكي، ومثلوا مشهد منع عودة الحجاج، ولوحظ الاهتمام الإعلامي بالحدث حيث تواجد مندوبو عدد كبير من الفضائيات والصحف ووكالات الأنباء.

مشهد آخر لفت الأنظار، وهو انتحاب امرأة بالبكاء وسط الاعتصام تأثراً بالحدث وبالكلمات التي القيت رافعة صوتها مخاطبة العرب والمسلمين نجدة أهل غزة، قبل أن تلتقط علماً صهيونياً وتقوم بتمزيقه والدوس عليه بقديمها.