الإثنين 12/مايو/2025

أسرى العزل .. ظروف معيشية مأساوية لكسر إرادتهم وقدرتهم على الحياة

أسرى العزل .. ظروف معيشية مأساوية لكسر إرادتهم وقدرتهم على الحياة
ينقسم الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، والذين زاد عددهم عن 11500 أسير حتى الآن، ما بين أسرى قدامى سجلّوا أرقاماً قياسية خلف زنازين الاحتلال، وآخرين مرضى يكابدون العناء ولا يتلقون إلى المسكنات، إضافة إلى المعزولين الذين يسعى الاحتلال للنيل من إرادتهم.

وركّز تقرير أصدرت منظمة أصدقاء الإنسان الدولية، ومقرها في فيينا، الخميس (27/12) على الأسرى الفلسطينيين المعزولين في سجون الاحتلال الصهيوني، ذكرت فيه أن الكيان الصهيوني يسعى لنشر وتوزيع خبرته في قمع الأسرى الفلسطينيين على أرجاء العالم.

 
وقالت المنظمة أن قوات الاحتلال تبغي من خلال سياسة عزل أعداد من الأسرى الفلسطينيين إلى إذلالهم، وتحويلهم إلى أفراد مرضى ومكتئبين لا يقوون على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
 
وأوردت المنظمة أسماء ثلاث عشر أسيراً فلسطينياً، أكدت أنهم معزولون عن العالم الخارجي وأن بعضهم يقبع في العزل منفرداً منذ سبعة أعوام.
 
                                       الاحتلال يتفنن في العقاب

وساقت المنظمة وصفاً دقيقاً للحياة وللظروف المأساوية التي يجبر الأسرى على العيش في ظلها داخل زنازين العزل الانفرادي، حيث تتميز غرف العزل بقلة التهوية والرطوبة العالية، ولا تزيد مدة الخروج إلى الساحة عن ساعة يومياً، ونوعية الطعام في غرف العزل متردية إلى حد بعيد، ما يسبب للأسرى أمراض متنوعة كفقر الدم وضعف التغذية وضعف البصر.

 
وأكدت أن معظم الأسرى المعزولين ممنوعون من زيارة ذويهم، وأن أسعار المواد في بقالة السجن (الكنتين) مرتفعة جداً وترهق ميزانية الأسرى، وكذلك قامت السلطات بمنع تبادل الضروريات بين أسرى قسم العزل، وبلغت المعاملة اللاإنسانية من قبل سجاني الاحتلال ذروتها عندما حاول الأسير مازن ملصه إيصال سجادة صلاة للأسير إبراهيم حامد فعوقب بإرساله الى قسم العقوبة (المُسمى سنوك) تسعة أيام وتغريمه مائتي شيقل.
 
كما لفتت المنظمة إلى تعمد السلطات وإجبارها للأسرى على الإقامة مع المساجين الصهاينة الجنائيين وأن ذلك يشكل معاناة أخرى لهم، حيث رفع أصوات المسجلات ليلاً ونهاراً، والصراخ المستمر والشتائم والكلام البذيء.
 
                                انتشار الأمراض بين الأسرى المعزولين

وأشارت أصدقاء الإنسان أن انتشار الأمراض بين الأسرى المعزولين أمر شائع ومعروف في تلك الأجواء اللاإنسانية، وقد فقد بعض الأسرى صحتهم من الناحية البدنية والعقلية، فمنهم من يعاني من التهاب رئوي حاد، وآخر من مرض نفسي.

 
وأشارت المنظمة في تقريرها إلى الإهمال من قبل طبيب السجن واقتصار عمله على إعطاء المسكنات، وعدم معالجة الحالات الصعبة جذرياً، وأنه أمر متبع في السجون الصهيونية منذ عشرات السنين.
 
وأكدت المنظمة أن المداهمات الليلية وحملات التفتيش المصحوبة بالقمع والضرب واستخدام العنف من قبل الفرق الأمنية التابعة للاحتلال، تحدث حالات استياء حادة في صفوف الأسرى.
 
وتفرض إدارة السجن عقوبات شديدة تشمل إرسال الأسير إلى “السنوك”، وهو عبارة عن غرفة صغيرة جداً طولها  180سم وعرضها 150 سم، وبالكاد تكفي للنوم، ولا يوجد فيها متسع للصلاة، كما إنها لا تحتوي إلا على الفرشة وقارورتان إحداهما لشرب الماء والأخرى لقضاء الحاجة.
 
وقالت أصدقاء الإنسان أن تلك السلطات تقوم كذلك بإعاقة زيارات المحامين للأسرى، وتنكر في بعض الحالات وجود الأسير في المعتقل بالرغم من عدم دقة تلك المعلومات.
 
                                        “عزل” لإضعاف المعنويات

وقد اتخذ الأسرى المعزولون عدة خطوات على مدى السنوات السابقة لمواجهة سياسة العزل، وخاصة في الآونة الأخيرة، منها ترجيع وجبات الطعام ووصل الأمر في عدة حالات إلى الإضراب المفتوح عن الطعام، وكان هدف الأسرى هو الخروج من العزل الانفرادي، ليتمكنوا من العيش مع الأسرى الباقين في الأقسام المفتوحة.

 
ووتتذرع السلطات الصهيونية بذرائع شتى لتبرير عملية عزل المعتقلين، منها وصفها لهم بمعتقلين خطرين قاموا بعمليات عسكرية عنيفة ، وكذلك بسبب مكانتهم القيادية وسعة إطلاعهم وعمق تجربتهم وتأثيرهم على بقية المعتقلين.

 

وتهدف هذه السلطات، إلى إضعاف معنويات ونفسيات هؤلاء الأسرى، وجعلهم أجساداً بلا أرواح، وكذلك على إفشاء الأمراض في أوساطهم وإضعاف البنية الجسدية لهؤلاء المعزولين، لكي يخرجوا من هذه الزنازين غير قادرين على الحركة بسبب الروماتزم وضعف البصر، فحينما لا يستطيع الإنسان أن يرى إلا لمسافة صغيره لا تتجاوز المترين لمدة خمس أو سبع أعوام فمن المؤكد أن ذلك سيؤدي إلى إضعاف بصرة بشكل حاد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات