الإثنين 12/مايو/2025

سياسيون وبرلمانيون مصريون: مؤتمرات السلام خطوة لتمرير المشروع الصهيوني

سياسيون وبرلمانيون مصريون: مؤتمرات السلام خطوة لتمرير المشروع الصهيوني

أكد عدد من السياسيين والخبراء المصريين أن كل ما يُطلق عليه الآن “مؤتمرات سلام” أو “جولات تفاوض” ما هي إلا “مقدمات لتصفية القضية الفلسطينية”.

وقال المشاركون في ندوة “مستقبل القضية الفلسطينية في ظل مقررات أنابوليس”، التي نظمها الصالون السياسي للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين الأحد (9/12)، إن من أهم مقررات أنابوليس وأهدافه إطلاق يد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية وفريقه لتصفية المقاومة وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.

دعم للقضية

بداية تحدث الأستاذ حسين إبراهيم، نائب رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، قائلاً: “إن الشعب الفلسطيني محاصر في ظل مخاطر عديدة تهدد وجوده”، معرباً عن أسفه لوجود شركاء فلسطينيون يساعدون العدو في تهديده، وهو ما يتطلب موقفاً جاداً للضغط علي الحكومات العربية للقيام بدورها، موضحاً أنه “ليس من المعقول أن يكون إخواننا في فلسطين محاصرون، ونحن هنا نقف مكتوفي الأيدي”.

واستعجب نائب رئيس الكتلة ممن يأملون أن يتراجع الكيان الصهيوني عما اغتصبه من أراضى فلسطينية، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي عقد فيه مؤتمر “أنابوليس” وضع الكيان حجر الأساس لمستوطنة جديدة تمهيداً لبناء العديد من المستوطنات الأخرى في الفترة القادمة، وذلك حسبما أعلنت المصادر الصهيونية.

وأضاف إبراهيم أن الذهاب إلى مؤتمر أنابوليس لم يكن إلا “لتقديم فروض الولاء والطاعة للإدارة الأمريكية”، مشيراً إلى أن انعقاد المؤتمر بالتزامن مع احتفال اليهود بمرور تسعين عاماً على وعد بلفور “لا يخلو من دلالة وعلى مسافة ستين سنة من قرار التقسيم الظالم 29/11/1947 الذي جاء ليعطي للفلسطينيين 47 في المائة من مساحة فلسطين، بالرغم من أن اليهود لا يمثلون سوى ثلث السكان”.

واعتبر إبراهيم زيارة القدس التي قام بها الرئيس الراحل السادات في سنة 1977 كانت بمثابة التحول في المسيرة العربية وهى التي مثلت بداية فصل الرأس عن الجسد أي مصر عن بقية الدول العربية، وما تبعها من مسلسل التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني.

الدولة الفلسطينية قائمة

وفى كلمته، قال الدكتور عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق وأستاذ القانون الدولي، أن الحركة الصهيونية حركة عالمية شارك فيها كل الحلفاء في الغرب، ولذلك فإن النظر إلى إسرائيل علي أنها دولة عادية يؤدي بنا إلى نتائج خاطئة”، على حد تعبيره. موضحاً أن “الدولة الفلسطينية بالفعل قائمة حسب القانون الدولي وحسب الاتفاقيات الموقعة عليها إسرائيل” مشيراً إلى أنه “لا ضرورة للهاث وراء مؤتمرات فاشلة للحصول على حق إقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها لأنها قائمة بالفعل”.

وفيما يتعلق بحق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين هجّروا من أرضهم قسراً؛ نبّه الأشعل من أن “إسرائيل تنكر ذلك الآن وتحاول تغييره، فليس بدعاً أن يصرح (اسحق) شامير رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، على أن قرار التقسيم قد مات وانتهي ودفن”.

وأضاف الأشعل أن قرار حق العودة “يتضمن أيضاً التعويض الذي تريد إسرائيل أن تكتفي به عن العودة، فالتعويض لا يمكن أن يكون بديلاً عن العودة، ولذلك رفض الفلسطينيون التعويض فقط مطالبين بحق العودة”، مشيراً إلى أن الكيان الصهيوني يعتبر حق العودة بمثابة “تذكير له بأن الأرض ليست له، ولذلك فهم يريدون قراراً جديداً لا يذكرهم بما حدث في الماضي، وذلك كما قال زعماؤهم مؤخراً”.

واعتبر الأشعل أن أكبر خطأ ارتكبه رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات هو أنه “اعترف بإسرائيل دون أن يذكر أي إسرائيل على العموم، دون أن يقصد هل إسرائيل المشروع، هذا ليس اعترافاً متبادلاً، هو اعتراف من صاحب الحق لأصحاب المشروع المشبوه، أما اعتراف رابين المقابل فهو الاعتراف بأن عرفات هو المحامي للشعب الفلسطيني، ومنظمة التحرير المحامي الذي يتحدث باسم الشعب الفلسطيني، ولكنه لم يعترف بأن للفلسطينيين أية حقوق”.

وأكد الأشعل أن ما بعد “أنابوليس” هو نفسه ما قبل “أنابوليس” وإن كل ما في الأمر أن زواجاً جديدة عقد بين عباس وأولمرت من أجل تصفية “حماس”. مشيراً إلى أنه “بات من الواضح الآن أنه يتم إعداد عباس لتصفية حماس، ومحاكمة أفرادها”.

وعليه، طالب أستاذ القانون الدولي، بضرورة الفصل بين فتح ومحمود عباس، فرئيس السلطة عباس “زعيم فقد القدرة علي الزعامة ويجب على حماس أن تراجع موقفها مراجعة دقيقة بحيث تقترب من فتح وليس عباس، فحماس التي قادت الصراع الفلسطيني لديها القدرة على لم الشمل الفلسطيني”.

“وهم السلام” مع الصهاينة 

وقد أكد الدكتور عبد الوهاب المسيري، منسق عام حركة (كفاية) المصرية، أن “مؤتمرات السلام مع إسرائيل لا تأتى بجديد ولن تعطى الشعب الفلسطيني حقاً كاملاً”، مشيراً إلى واقعة قد حدثت له منذ فترة طويلة وهي أن أحد موظفي وزارة الخارجية ويدعي لسيسكو أعطاه محضر زيارة كانت بين السادات وبين أحد وزراء الخارجية الأمريكية السابقين في المحضر السادات يقول أن ذهابه لإسرائيل لن يفيد ولكن رغم ذلك عليه أن يذهب.

ويشير المسيري إلى أن الوضع الآن بالنسبة لرئيس السلطة محمود عباس “تماماً كما قال السادات “لابد أن أذهب بالرغم من أن له تاريخ طويل في ذلك، لكن هو في نهاية الأمر عملية الخوف من الولايات المتحدة وتصور بعض القادة الفلسطينيين والعرب أن الخلاص ليس من خلال المقاومة ولكن من خلال الباب الأمريكي وهو الأمر الخطأ اعتقاده”.

وقال إن لقاء “أنابوليس” غير مجد، “فما قبل أنابوليس مثل ما بعد أنابوليس”. مشيراً إلى أنه في الصحف العبرية انتشرت نكتة عن أنابوليس عندما أجل الإعلان عن “أنابوليس” قيل لأنه في ا”لأفراح يتم الإعلان عن الدعوة قبلها بفترة أما في العزاء فيتم الإعلان عنها قبلها بيوم”.

وأضاف أنه “قبل اجتماع أنابوليس كانوا يتحدثون عن تخفيض سقف التوقعات وأخذوا يتكلمون عن سقف الدولة الفلسطينية، وأن تكون الدولة قادرة علي وقف الإرهاب، في الوقت الذي فشلت فيه إسرائيل في وقف المقاومة الفلسطينية”.

صراع وجود لا حدود

من جانبه؛ أكد الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، أن هناك بعض الأشياء هي بمثابة حجر الزاوية في حل معضلة القضية الفلسطينية، وهى ما يتعلق بالقضايا الأربعة الرئيسة والتي تمثل إشكاليات في التفاوض وفي الحديث بشأنها وهى تمثل سقفاً بالنسبة للقضية الفلسطينية وهي القدس والمستوطنات وحدود الدولة الفلسطينية واللاجئين.

وأشار إلى أنه في سياق هذه العناصر تدور أية مفاوضات بين الجانبين ومن هنا ننطلق من فكرة مفادها أن صراعنا مع الدولة الصهيونية هو صراع وجود وليس صراع حدود، فالكيان الصهيوني كيان عنصري استيطاني، وهذا الكيان طريقه إلى زوال.

وقال زهران “هناك حركة متنامية للشعوب العربية، حركة متنامية تعبر عن نفسها في المقاومة، ففي العراق مثلا لم يمر أسبوع واحد إلا وقد اندلعت المقاومة العراقية لتكبد الأمريكيان خسائر فادحة ومازالت المقاومة مستمرة، أيضاً أثبت حزب الله أنه قادر علي محاربة نظام عسكري إسرائيلي بكل ما يمتلكه من أدوات قوة، واستطاع هذا الحزب أن ينتصر بالرغم من قدراته المحدودة، أيضا هناك المقاومة الفلسطينية التي استطاعت أن تعبر عن ووجودها لدرجة أن الشعب الفلسطيني نفسه قد انتصر لتلك المقاومة، بعد أن اختار “حماس” قائدة المقاومة لتعبر عنه رسمياً”.

وأشار زهران إلى أنه يقصد من ذلك أن هناك عناصر مقاومة داخل الجسد العربي تكبر وتتنامى وتتطور، وقادرة علي البقاء، بالرغم من مقاومة الأنظمة العربية لها.

وقال: “الآن لدينا فريقين: فريق يسمي نفسه المعتدلين وهؤلاء يسميهم فريق المنبطحين والذين يمتدوا إلى الإدارة الأمريكية، وهذا الفريق على مستوي الأنظمة تمثله قيادة مصرية أردنية ونصف الجانب الفلسطيني ممثلا في محمود عباس في مقابل دول صادمة مثل سورية ولبنان”.

وأوضح زهران أن ظروف عقد المؤتمر في أنابوليس “كان نوع من تكريس الشكل الانهزامي التي وصلت إليها النظم العربية، فهذا المؤتمر في الواقع أكد أن الدور الإقليمي لمصر انتهي وتوقف ولم يعد دور أكثر من دور وساطي ودور علاقات عامة، ولا يخرج علي ذلك علي الإطلاق”.

فأنابوليس، كما قال، “كان تتويجاً لحالة العجز العربي، ممثلا في الأنظمة العربية، هذا الوضع اجبر سورية على الحضور بزعم مناقشة قضية الجولان ولكن تم خذلانها”.

ولفت أستاذ العلوم السياسية الانتباه إلى أنه الآن بعد أنابوليس “أصبح غير مطروح إزالة مستوطنات ولا مطروح حق العودة ولا إقامة الدولة الفلسطينية، إذاً فالمرتكزات الأساسية للقضية الفلسطينية تم التنازل عنها بصورة أو بأخرى، ومن ثم فالوضع ما بعد أنابوليس أسوأ بكثير مما قبل أنابوليس”.

فساد مؤسسي

الدكتور عبد الحميد الغزالي، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، يرى أن أهم المعضلات التي تواجه المشهد الفلسطيني هي غياب المؤسسية فمنظمة التحرير منذ أن بدأت كان المشهد الفلسطيني يعانى حقيقة من شبه غياب المؤسسة فعرفات كان يعمل كل شيء، وهذا الوضع “أفرز فساد مؤسسي في السلطة الفلسطينية يعانى منه الفلسطينيين”.

وقال إنه بعد الانتخابات التشريعية وبعد وفاة ياسر عرفات “كانت هناك محاولة لمأسسة الفساد الفلسطيني ـ أي جعل الفساد مؤسسى ـ ويبدو أن غياب المؤسسة السابق لعب دوراً رئيسياً في عدم قبول التنفيذيين السابقين بالوضع الجديد، لأن السلطة فعلا تفسد وقد أفسدت بالفعل.

ورأى الغزالي أن المقاومة هي السبيل الوحيد للدفاع عن العرض والأرض والمقدسات وهى الطريق الوحيد لاسترداد الحقوق.

وأشار إلى أن الاحتلال “لن يلتزم بما يتعلق بخارطة الطريق إلا بعد أن تلتزم السلطة الفلسطينية بالقضاء على المقاومة الفلسطينية، ولذلك نجد أنه قد أعطى أسلحة وذخائر لعباس من أجل البدء في عملية التصفية (تصفية المقاومة).

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....