الإثنين 12/مايو/2025

فتح لاند فضيحة إعلامية مدوية لقادة الاستخبارات في سلطة عباس

فتح لاند فضيحة إعلامية مدوية لقادة الاستخبارات في سلطة عباس
“فتح لاند” فيلم يكشف عن وجه مظلم آخر لممارسات الأجهزة الأمنية التابعة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الضفة الغربية، وقد عدّه مراقبون فضيحة إعلامية مدوية.

فاستخبارات عباس لم تعد تكتفي بالتنسيق الأمني مع الأجهزة المماثلة لها في الكيان الصهيوني، وتلبية متطلبات الجنرال الأمريكي دايتون، ومواصلة حربها على حركة “حماس”، وتفكيك مؤسسات المجتمع المدني التي قدمت للشعب الفلسطيني الكثير في جوانب الرعاية والإغاثة، والانقضاض على مؤسسات الزكاة، وتجفيف منابع التكافل الاجتماعي، المرتبطة بها؛ بل صارت قيادات “الأجهزة” تباهي بهذه الحرب أمام وسائل إعلام صهيونية، وتتبجح بها، إلى درجة السماح لها بالتصوير الحي لعملياتها “الأمنية”، ومصاحبة فرق المداهمة التي تقوم بهذه المهام، ضد مؤسسات شعبها دون حياء أو خجل.
                                           

  
                                         خط الدفاع الأخير

لقد تم ذلك في الفيلم الوثائقي الذي أعده صحفي صهيوني وبثته القناة الثانية لتلفزيون دولة الاحتلال، في برنامج “حقيقة” مطلع شهر كانون الأول (ديسمبر) الجاري، والذي يتضمن تحذيرات من من إمكانية تحول الضفة الغربية إلى غزة أخرى، عن طريق “سيطرة حماس عليها”، معتبراً أنّ الجنود الذين أظهرهم وهم يتدربون في ختام دورة عسكرية بمدينة نابلس، ضمن ترتيبات الجنرال الأمريكي كيث دايتون، هي “خط الدفاع الأخير” عن الكيان الصهيوني.

أكثر من فضيحة تظهر من خلال هذه الفيلم الذي استغرق عشرين دقيقة وأهمها:

ـ تصريحات قيادات أجهزة عباس التي تتباهى بحربها على المقاومين وحركة “حماس” في منبر إعلامي صهيوني، دون أدنى حرج من الجهر بتلك العداوة أمام المحتل، وعبر وسائله الموجهة للجمهور الصهيوني، فمن يُعرف بمدير الاستخبارات، توفيق الطيراوي، لا يُخفِي في حديثه عن حركة المقاومة الإسلامية “إننا مازلنا أعداء (مع حماس)”. ويبرهن الطيراوي للمراسل الصهيوني الذي يحاول البحث عن إجابة للهواجس التي تسكنه وتسكن الكيان من احتمال سيطرة حركة مقاومة على الضفة، بالقول “الضفة لن تتحول إلى غزة حتى لو متنا كلنا”. بل يؤكد عبد الله كميل، مدير مخابرات عباس بنابلس، للقناة التلفزيونية العبرية بأنّ “حماس الآن تحت سيطرتنا”.

ـ ولكي يثبت كميل للجمهور الصهيوني صدق ادعاءاته ـ على ما يبدوـ ، سمح للصحفي الصهيوني بمرافقة عناصر جهازه الأمني، الذين وجههم لاقتحام ما ادعى أنها مؤسسة تابعة لحركة “حماس”، تم حظرها من قبل وزارة الداخلية في “الحكومة” غير الشرعية التي يرأسها سلام فياض، وتصوير العملية تصويراً حياً. وينقل المراسل في تقريره قول أحد ضباط عباس لجندي “كل شيء تملكه حماس يُصادَر أو يُحرَق” بما في ذلك المصاحف.

                                        عمالة وجاسوسية

ـ انزعاج مسؤول استخبارات نابلس من قيام الكيان الصهيوني بمهاجمة مقرات حركة “حماس” ومنظمات المجتمع المدني الفلسطينية، التي تسبق قواته إلى مداهمتها، ليس استنكاراً لفعل يقوم به المحتل ضد الشعب الفلسطيني، وإنما لأنّ هذا “يُفسّر لدى الشارع الفلسطيني كعمالة وجاسوسية”، على حد قول كميل، والمقصود هنا ارتباط أجهزة عباس الأمنية بالاحتلال.

وبرأي مراقبين؛ فإنّ هذا ما كان ليتم لولا التنسيق الأمني بين الجهتين على مستوى يسمح لاستخبارات الاحتلال بمعاودة اقتحام المؤسسات نفسها التي داهمتها أجهزة الأمن التي يقف كميل وغيره على رأس هرمها، أو من هي على شاكلتها، في وقت متقارب. كما يتضمّن التصرف الصهيوني نوعاً من الشكوك، وعدم الثقة بالفلسطينيين، حتى ولو ذهبوا إلى حدّ التعاون الأمني الكامل معهم.

ـ إظهار فزع العناصر الأمنية التابعة لاستخبارات محافظة نابلس، من تصوير القناة الثانية لتلفزيون سلطات الاحتلال ـ إلى درجة ملاحقة المصورين ـ بعد أن شعرت به، لأنها كانت مكشوفة الوجوه. والفزع هنا كما يتضح من الفيلم ليس خجلاً ناجماً عن التصوير لمصلحة الاحتلال ووسائله الإعلامية، ولجمهوره الموجّه إليه؛ وإنما لأنّ الجنود يحسبون للمستقبل، أي من احتمالات سيطرة المقاومة على الضفة، كما ظهر ذلك في نهاية العمل الوثائقي.
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....