الإثنين 12/مايو/2025

القلق الصهيوني المتواري وراء التلويح بالقوة ضد النووي الإيراني

القلق الصهيوني المتواري وراء التلويح بالقوة ضد النووي الإيراني
شنّ الكيان الصهيوني في الأيام الأخيرة حملة مركزة ضد النشاط النووي الإيراني، عبرت عن قلقه المتزايد مما يعتقد أنه اقتراب طهران من إمكانية إنتاج القنبلة الذرية، خصوصاً بعد إعلان الرئيس أحمدي نجاد عن امتلاك بلاده ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي، ووصلت حد التلويح باستخدام القوة ضد مفاعلات إيران النووية.

                                       هجوم إعلامي مركز

وقد توزّع الهجوم الإعلامي الصهيوني على عدة محاور، واستهدف عدة قضايا أهمها:

ـ مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي، عبر المطالبة بطرده من منصبه، بسبب ما يعتبره الكيان الصهيوني موقفاً غير مسؤول منه، في “غض الطرف” عن الملف النووي الإيراني. وقد جاء على لسان شاؤول موفاز، نائب رئيس حكومة الاحتلال والمكلف بالملف الإيراني، أنّ “السياسة التي يتبعها البرادعي تهدد السلام في العالم، وموقفه غير المسؤول الذي يقضي بغض النظر عما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، يجب أن يؤدي إلى طرده”.

ويعزو مراقبون ارتفاع وتيرة مهاجمة البرادعي إلى تصريحاته التي لم ترُق للمسؤولين الصهاينة، لافتين الانتباه إلى ما جاء على لسان المسؤول الدولي من أنه “لا يملك أدلة على أنّ إيران تصنع قنبلة ذرية”.

وكان رئيس حكومة الكيان الصهيوني إيهود أولمرت أشد وضوحاً في الكشف عن أسباب الهجوم على البرادعي، بقوله إنه “لا يحرك ساكناً قي اتجاه دعم الموقف الإسرائيلي” إزاء الملف النووي الإيراني، حسب ما أوردته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.

وتستبق الآلة الإعلامية الصهيونية صدور تقرير عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول برنامج طهران النووي في الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، حيث نقلت الإذاعة العبرية عن مسؤولين صهاينة خشيتهم من أن يتسم التقرير بـ”الليونة”، في حين أنّ الصهاينة يسعون لفرض عقوبات دولية جديدة على إيران.

ـ التلويح باستخدام القوة ضد المفاعلات النووية الإيرانية، فقد صرح وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك في هذا الصدد، أنه “لا يمكننا استبعاد أي خيار، ويجب دراسة الجوانب العملياتية”. كما أعلن نائب رئيس وزراء حكومة الاحتلال موفاز بعد عودته من واشنطن، ومناقشته هذا الملف مع المسؤولين الأمريكيين على المستوى الاستراتيجي؛ أنّ “كل الخيارات مطروحة” لوقف البرنامج النووي لإيران، مشيراً إلى احتمالية اللجوء إلى القوة.

                                       تشديد العقوبات الدولية

السؤال الذي أثاره المراقبون يتعلق بسرّ التصعيد الخطير ضد البرنامج النووي الإيراني، بصورة غير مسبوقة، لا تستثني استخدام القوة ضده، حيث اتفقت تقديرات سابقة لخبراء صهاينة، مع تصريحات مستجدة لمسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية، حول إمكانية توجيه ضربة أو ضربات جوية لإيران.

من المفيد للإجابة على التساؤل السابق؛ استحضار ما ورد في كتاب الخبير الاستراتيجي أفرام كام، الذي عمل في وحدة أبحاث استخبارات جيش الاحتلال حتى سنة 1993، عن النشاط النووي الإيراني وكيفية مواجهته، والذي علّل ذلك بتشجيع الدول المهمة دولياً للمضي قدما في تشديد العقوبات الدولية (الدبلوماسية والاقتصادية) ضد إيران، وممارسة مزيد من الضغوط عليها، وبالتمهيد لاستخدام هذا السلاح، في حال فشل العقوبات الاقتصادية.

ويرى الكاتب الصهيوني كام أنه مقابل إصرار إيران على المضي قدماً في هذا السلاح؛ هناك تردّد من طرف الدول الغربية وإخفاق حتى الآن في فرض عقوبات اقتصادية جدية ومؤلمة ضد طهران، على حد تعبيره، بل هو يحذِّر من أنّ عدم تغيّر هذا الواقع قد يقود إلى حصول إيران على السلاح النووي.

ولا يستبعد الخبير الصهيوني الاستراتيجي إفرايم إينار، أن يقدم الكيان الصهيوني على فعل “شيء ما” ضد إيران، معتمداً على قدراته الذاتية، إذا أحسّ أنّ العالم تخلّى عن الكيان، مضيفاً أنّ حكومة الاحتلال تخطط لذلك لأنها تعتبر أنّ الخطة الحالية “محطة تكنولوجية حاسمة”، كما نقلته عنه صحيفة “تايمز” البريطانية.

ووفقا لاعتقاد نائب رئيس الوزراء الصهيوني موفاز؛ فإنّ “إيران لم تبلغ نقطة اللاعودة” وأنّ تطوير البنى التحتية اللازمة لإنتاج القنبلة النووية اللازمة في إيران أبطأ مما يعلن عنه المسؤولون الإيرانيون، وهو ما يصبّ في اتجاه اغتنام الفرصة المناسبة للضربة قبل فوات الأوان، كما ورد في تصريحاته الصحفية.

وتعبيراً عن حالة القلق الصهيونية من احتمال تصنيع قنبلة ذرية إيرانية بعد سنة أو أكثر؛ فإنّ الخبير الصهيوني أفرام كام يشدِّد على ضرورة قيام الكيان والولايات المتحدة “بكل شيء لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي”، لأنه بعد أن تصبح إيران دولة نووية “من الصعب إعادة العملية إلى الوراء”، كما جاء في كتابه.

وفي السياق نفسه؛ يدعو كام، في حال عدم تحقق الهدف المنشود من العقوبات الاقتصادية على إيران، وتحديداً عند اقتراب طهران من اللحظة التي يمكنها فيها صنع القنبلة النووية؛ إلى استعمال القوة العسكرية، لمنعها من الحصول على السلاح النووي.

                                  تغيير موازين القوى في المنطقة

قد لا يكون مستغرباً من الكيان الصهيوني الذي يمتلك نحو مائتي رأس نووي وصواريخ بعيدة المدى، ما يصدر عنه من قلق إزاء ملف إيران النووي، والإعلان عن نيته التعامل معه بالقوة إن استدعى الأمر في الفترة القادمة، لأنّ تمكّن طهران من الحصول على القوة النووية يعني وضع حد لاحتكار الكيان الصهيوني للسلاح النووي، وتغيير موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط بشكل جذري، ما قد يقود إلى تشكيل محور قوي ومؤثر في مواجهة السياسات الأمريكية والصهيونية.

ووفقاً لرأي المحللين؛ فإنّ العملية العدوانية الجوية الصهيونية في حال وقوعها لن تكون سهلة ويسيرة، وهي وإن أخرت أو أعاقت إنتاج الطاقة النووية الإيرانية؛ فإنها لن تلغي ذلك البرنامج مطلقاً.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....