نقابة المهندسين في القطاع تستعد لدورة جديدة بعد توسّع نشاطها وإنجازاتها

بدأت عملها في العام 1976 كتجمع نقابي مهني يضم بين ثناياه عشرات المهندسين، ليرتقوا بعملهم وينظموه تحت مسمى “جمعية المهندسين في قطاع غزة”. ومع تطوّر العمل وثقل المهام والأعباء؛ تحوّلت إلى نقابة في العام 1994.

وقد أصبحت النقابة تضمّ الآن ما يزيد عن ستة آلاف مهندس ومهندسة، في كافة التخصصات الهندسية، بعد أن بدأت بأربعة وثلاثين مهندساً ومهندسة منذ نشأتها.

واختتمت النقابة دورتها الحالية، “دورة الشهيد المهندس إسماعيل أبو شنب”، وهي تستعد لدورة انتخابية جديدة للأعوام 2007 ـ 2010، المقرّر عقدها الجمعة (26/10)، لتستكمل جهودها في تطوير المهندس الفلسطيني. وقد شهدت هذه الدورة إنشاء وتجهيز أول مقر دائم للنقابة وسط مدينة غزة، يضم ستة طوابق مجهّزة على أكمل وجه.

ويقول المهندس رفيق مكي، نقيب المهندسين للدورة الحالية، إنّ من أهم أهدافهم “العمل على رفع شأن مهنة الهندسة وتوفير الحياة الكريمة لأعضائها”، إلى جانب تقوية العلاقات الاجتماعية بينهم، والنهوض بالمستوي العلمي للمهندسين.

ويضيف مكي قوله “من أهدافنا العمل على تنشيط البحوث الهندسية، والتنسيق والتعاون مع الهيئات والمنظمات الهندسية وغير الهندسية، سواء على المستوي المحلي أو الدولي، لما فيه خدمة مهنة الهندسة والمهندسين”.

مراكز النقابة وهيئاتها

وتضم هذه النقابة الفلسطينية في جنباتها مراكز وهيئات، ومن أهمها، حسب القائمين عليها؛ مركز التحكيم الهندسي، ويضم مهندسين مختصين في مجال التحكيم الهندسي للنظر في النزاعات المرفوعة للنقابة”.

وقال مكي موضحاً “أُسِّس المركز ليكون الجهة المعتمدة في حل النزاعات التي قد تنشأ بين الأطراف المشتركة في المشاريع الهندسية، وزيادة وعي المهندسين وذوي العلاقة بالأسس التي تكفل حقوقهم”.

كما تضمّ النقابة مركز التدريب، حيث وفّرت النقابة قاعات تدريس خاصة ومراكز حاسوب في جميع فروعها لتطوير قدرات المهندسين وتأهيلهم فنياً وعملياً، ليواكبوا آخر التطورات.

ويؤكد النقيب مكي أنّ هدف مركز التدريب هو “إيجاد مرجعية شاملة للعلوم الهندسية المختلفة تكون بمثابة بيت الخبرة لمساندة المهندس الفلسطيني، بالإضافة لتأهيل وتدريب المهندسين، ووضع آخر التطورات العلمية بين يدي المهندسين”، وفق توضيحه.

ومضى مكي إلى القول “إنّ النقابة تضم هيئة المكاتب والشركات الهندسية، وذلك لحصر العمل الهندسي في المكاتب الهندسية، وتطوير أنظمة ممارسة المهنة المعمول بها، وقد تم العمل بأول نظام للمكاتب والشركات الهندسية في نقابة المهندسين في العام 1996”.

وبعد جهود النقابة الحثيثة؛ استطاع القائمون على النقابة إنشاء أول مختبر لفحص المواد والتربة في فلسطين في 26 تشرين الأول (أكتوبر) 1994، ويهدف لتقديم خدمات متميزة للمجتمع المحلي من خلال الاختبارات والفحوصات، والحصول على جودة عالية في المباني والمشاريع الهندسية.

فعاليات وسجل من الإنجازات

لم يقتصر جهد نقابة المهندسين بقطاع غزة على إنشاء اللجان والمراكز، لكنها نظّمت العديد من الأسابيع الدراسية والمهرجانات، ويقول المهندس أحمد أبو راس، أمين سر فرع غزة، ” تم تنظيم الأسبوع الهندسي الخامس (المهندس وتحديات المرحلة) في 6 ـ 9 كانون الأول (ديسمبر) 2004 لإعادة تفعيل دور المهندس في المجتمع الصناعي، من خلال تنظيم مجموعة من المحاضرات وورش العمل، بالإضافة إلى معرض الإبداعات الهندسية والتكنولوجية والكتاب الهندسي بعنوان: مبدعون رغم الحصار”.

ونظّمت النقابة مهرجان “فلسطين الأول للهندسة والتكنولوجيا”، واشتمل على عدد من المحاضرات وورش العمل، واحتوى المهرجان الذي تم تنظيمه في 23 ـ 28 أيلول (سبتمبر) 2005 على فعاليات هندسية متكاملة.

وأِشار أبو راس كذلك إلى تنظيم ندوة “الإسكان في فلسطين ـ واقع وطموح”، بالتعاون مع اتحاد المقاولين الفلسطينيين بتاريخ 27 ـ 29 كانون الأول (ديسمبر) 2005، واشتمل على التخطيط السكاني والإسكاني، وإدارة السكان، والإسكان والنواحي الاجتماعية، والاستثمار الإسكاني العقاري، والإسكان الاقتصادي، والتشريعات الخاصة بالإسكان، والإسكان والبيئة، وذلك بهدف تقييم تجربة الإسكان في فلسطين.

فعاليات علمية ونشاطات تخصصية

وبيّن الدكتور المهندس أسامة العيسوي، رئيس مركز التدريب، أنّ النقابة نظّمت كماً كبيراً من الفعاليات العلمية في جميع التخصصات الهندسية، التي ساهمت بشكل كبير في تثقيف المهندسين وربطهم بقضايا المجتمع الهندسي، وزيادة تفاعلهم مع مستجدات المهنة.

ومن ورش العمل التي تم تنظيمها، حسب العيسوي، “المهندس بين هموم الواقع وتطلعات المستقبل”، و”آليات تطبيق كودة المباني الموفرة للطاقة في فلسطين”، و”حقوق المهندسين المهنية”، و”أعمال الألمنيوم والحوائط الزجاجية”، و”العمل الهندسي واحتياجات المجتمع”، علاوة على “برنامج التشغيل وخلق فرص العمل”.

وشدّد العيسوي على أنّ النقابة “ساهمت في توفير فرص عمل من خلال البرامج التالية: برنامج ائتلاف الخير، برنامج استيعاب الخريجين الجدد في بال تريد، المكاتب الاستشارية، برنامج البطالة في وكالة الغوث، برنامج إنعاش DAI ، وتوفير فرص عمل خارج البلاد، وبرامج بطالة الإغاثة الكاثولكية”.

وقال الدكتور العيسوي إنّ النقابة شاركت في العديد من الاعتصامات الاحتجاجية، فقد شاركت في اعتصام أمام مجلس الوزراء قدمت خلاله عريضة لمجلس الوزراء حول قانون الخدمة المدنية، واعتصام أمام مقر المجلس التشريعي للمطالبة باقرار قانون النقابات وقانون الخريجين.

كما نظّمت النقابة، حسب سجل نشاطاتها، العديد من الدورات التدريبية، ومنها “تنمية قدرات مهندس الموقع”، و”ضبط الجودة في المشاريع”، و”اللغة العبرية”، و”إدارة المعلومات”، وكتابة البروبوزال (مقترح المشروع) باللغة الانجليزية”، و”تصميم شبكات المياه والصرف الصحي”، و”السلامة العامة”، و”دورة صحية للمهندسات وزوجات المهندسين”، و”فن البروتوكول وتنظيم المؤتمرات”، و”مبادئ الصحافة والعلاقات العامة”، وغيرها من الدورات.

ومن النشاطات الخدماتية التي نظمتها النقابة، حسب العيسوي، تنظيم العديد من النشاطات الإعلامية، وتخصيص بريد إلكتروني على موقع النقابة لكل مهندس منتسب لها، ومعرض الصحفي أحمد جاد الله، ومعرض الفنانة أمية جحا، وإصدار أجندة جيب، وإصدار عدد خاص من مجلة المهندس الفلسطيني، وإصدار نشرة أخبار النقابة، كما ذكر.

ولفت العيسوي الانتباه إلى أنّ النقابة لم تغفل الجانب الاجتماعي من خلال تنظيم العديد من الرحلات والزيارات الميدانية للمهندسين، والأمسيات، وتكريم أبناء المهندسين المتفوقين، علاوة على الجوانب الثقافية والرياضية والسياسية والمشاركة في الأنشطة الوطنية والاعتصامات.

وقد تمكنت نقابة المهندسين من تسجيل نشاط متقدم لها في الحياة النقابية الفلسطينية عبر الأعوام الماضية، وهو ما يكتسب أهمية إضافية في ظل ظروف الحصار والأوضاع شديدة التعقيد التي تلمّ بالساحة الفلسطينية.