الأحد 11/مايو/2025

أهالي المعتقلين في سجون عباس اجتازوا عيداً مغموساً بالآلام

أهالي المعتقلين في سجون عباس اجتازوا عيداً مغموساً بالآلام

ما الجديد في هذا العيد؟ إنه السؤال الذي دار في أذهان بعض المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية، خلال الأيام الأخيرة التي أعقبت شهر رمضان المبارك. فقد لمس هؤلاء تطوّرات مستجدة على واقعهم، ربما لم يألفوها على هذا النحو في مواسم الأعياد التي خلت. وكان الأمر أكثر إلحاحاً بالنسبة لعائلات المئات من المعتقلين الفلسطينيين في سجون الأجهزة الأمنية التي تخضع لإمرة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

فأعداد المعتقلين الفلسطينيين لدى تلك الأجهزة، من المواطنين المحسوبين على حركة “حماس”، باتت تُعدّ بالمئات، وهم في العشرات في كل محافظة من محافظات الضفة المحتلة.

وتتحدث المعطيات الميدانية، والإفادات المستقاة من الذين تم اعتقالهم مؤخراً في تلك السجون وأفرج عنهم؛ عن أنّ الزنازين القاتمة ملأى بمعتقلين، في غياب الإفصاح الرسمي عن الحقائق التي تبدو مذهلة في بعض تفاصيلها.

وفي ما استمرّ مسلسل الاحتجاز ذاك؛ فإنّ مئات الأسر الفلسطينية قد استقبلت موسم العيد بأسى بالغ، خاصة وأنّ الأمر لا يتعلق بأسرى في سجون الاحتلال، وإنما بمعتقلين يتجرعون مرارة ظلم ذوي القربي، الذي هو أشدّ مضاضة على النفس.

وتقول والدة أحد المختطفين لدى أجهزة عباس الأمنية، تحاشت ذكر اسمها خشية الأسوأ، أي إيقاع مزيد من الأذى بالأسرى وألوان من التنكيل الإضافي بابنها، إنّ “المعاناة القاسية جعلت أعيادنا أحزاناً ودموعاً وآلاماً، فمنذ اختطاف ابني لم أشعر بأي طعم للفرح، سواء لرمضان أم لعيد الفطر السعيد”، وتضيف الأم المكلومة “أعيادنا تتساوى مع أحزاننا، ومناسباتنا تمتزج بالعذاب الذي يفرضه عباس وجماعته بالتعاون مع الاحتلال”، حسب شكواها.

أما والدة المختطف “س. س.”، المعتقل في سجن جنيد بنابلس، الذي تديره الأجهزة الأمنية، فلم تستعد ككل النساء بتجهيز الحلويات وكعك العيد، بل توجّهت للمسؤولين من حركة “فتح” والسلطة والأجهزة الأمنية، طالبة منهم الإفراج عن ابنها، ولكن دون مجيب.

وقالت الأم “كلما يأتي العيد نتمنى لسنة واحدة أن تعيش أسرتي كباقي البشر والمسلمين، فتارة أبنائي مطاردون، وأخرى معتقلون، والمصيبة أنهم معتقلون لدى السلطة، ولو كانوا لدى الاحتلال لكان أهون علينا، فهم (الصهاينة) يبقون محتلين، فأي معنى أو فرحة للعيد وسط هذه الظروف القاسية من أبناء جلدتنا؟!”، حسب ما تذكر بألم بالغ.

وتقول زوجة أحد المعتقلين في سجن جنيد، إنّ “الأجهزة الأمنية اغتصبت كل معاني الفرح من أطفالنا، فوالدهم كان يعيِّد عليهم ويشتري لهم ملابس العيد ويدخل السرور عليهم، والأجهزة فرضت علينا أيام عيد مريرة وحزينة”.

وتستذكر الأم “كانت أمنية ابني أن يشتري ألعاباً وملابس جديدة في العيد مع والده من الأسواق، وبدل ذلك نحاول أن نزوره في سجن جنيد وسط الدموع والألم، فمن أين يمكن أن نشعر بطعم العيد؟!”، وتضيف “هذا قدرنا، أن يتحكموا حتى بأعيادنا”.

وتخالج أطفال أولئك المعتقلين مشاعر الأسى، كما بالنسبة للطفلة “س. ن”، التي تقول “منذ اعتقال والدي من قبل جهاز الأمن الوقائي، اعتقلوا معه الأعياد والسعادة والفرح، ولم يبقَ لي ولإخوتي سوى الحزن، ورغم محاولة أقاربي شراء هدايا وملابس لنا بالعيد فقد رفضناها، لأنه لا معنى لأي عيد وأبي يقبع خلف القضبان في سجن جنيد”.

وتضيف الطفلة الحزينة دون أن تتمالك نفسها “أنا حزينة يا عالَم، من يقبل أن ينهض صباح العيد فلا يجد أباً يعايده ويقبِّله ويهنئه”، واصفة يوم العيد بأنه كان “أسوَد لحظات حياتي، فهل يُعقل أن يكون صباح العيد أسلاكاً شائكة وأبراجاً وتفتيشاً وأسلحة ورشاشات مصوّبة نحونا في العيد خلال زيارة والدي في السجن، وللأسف في سجن جنيد، عند عرب فلسطينيين مثلنا”.

مواطن آخر، فضّل الإشارة إليه بـ “أبي محمد”، بدا في أيام العيد أكثر حزناً وتأثراً، كون شقيقين له في السجون، واحد لدى أجهزة عباس والآخر لدى سلطات الاحتلال، أما هو فلا زال عاجزاً عن إدخال الفرحة على نفوس أبناء شقيقيه، فهو يدرك أنّ تغييب الأب لا يعوِّضه العام مهما كان حانياً.

ومن جانبها؛ فإنّ النائبة منى منصور، دعت إلى وقف المعاناة المزدوجة من قبل الأجهزة الأمنية والاحتلال ضد حركة “حماس”، والعودة “لحل مختلف الأمور على طاولة الحوار وليس بزج أفراد حركة حماس بالمئات في زنازين بيتونيا وجنيد”.

وإزاء ذلك؛ فإنّ لجنة أهالي المختطفين في سجون السلطة بالضفة الغربية، لم تقف مكتوفة الأيدي، بل أدانت “الصمت المطبق” لرئيس السلطة محمود عباس، في بيان لها وُزِّع قبل أيام، ودعته للنهوض بمسؤولياته والإيعاز للأجهزة الأمنية بالإفراج عن أبنائها المختطفين. وقالت اللجنة في ذلك البيان”من باب أولى الإفراج عن أبنائنا قبل مطالبة الاحتلال بالإفراج عن أسرانا من داخل سجونه”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات