عيد غزة: رباط وجهاد وزيارات … وبهجة للأطفال

ما بين الرباط على الثغور، وصلة الأرحام وزيارة ذوي الشهداء والأسرى؛ يمضي مجاهدو فلسطين أيام العيد الذي بدا هذه المرة في قطاع غزة أكثر حيوية وأمناً.
فقبل أقل من ثلاث ساعات على صلاة العيد؛ كان مجاهدو كتائب الشهيد عز الدين القسام يخوضون مع قوات صهيونية راجلة توغل في بلدة القرارة الواقعة إلى الشرق من خان يونس (جنوبي قطاع غزة)، اشتباكاً ضارياً أجبروا في نهايته تلك القوات على التقهقر، ليبدؤوا كغيرهم بممارسة شعائر العيد استعداداً لمهمة جهادية جديدة.
ويقول المجاهد “أبو معاذ”، وهو قائد إحدى مجموعات المرابطين المتمركزة إلى الشرق من خان يونس “بالنسبة لنا لم تختلف ليلة العيد عن غيرها، حيث واصلنا رباطنا في مواقع متقدمة شرق خان يونس، لأنّ خبرتنا مع عدونا علّمتنا أنه لا يفرِّق بين أيام عيد وسواها، لذلك نحن جاهزون دائماً للمقاومة والتصدي”.
وذكر “أبو معاذ” أنّ إحدى الوحدات المتقدمة من المرابطين اكتشفت تسللاً للوحدات الصهيونية الخاصة واشتبكت معها، وفجّرت وسطها عبوة قبل أن تجبرها على التقهقر، ومن ثم عاد المجاهدون مع تباشير الصباح ليشاركوا أهلهم وذويهم فرحة العيد.
رباط في الليل وزيارات في النهار
وقال المرابط الفلسطيني متابعاً “قدرنا أن نعيش ليلنا رباطاً وجهاداً في سبيل الله، ونهارنا نعيش حياتنا مع الناس، نعيش فرحهم وألمهم، وهذه الأيام أيام عيد نعيشها ونفرح فيها رغم كل ما نواجهه من حصار وعدوان”.
ولم يمنع حلول العيد، مجاهدي “كتائب القسام”، من مواصلة رباطهم واستعدادهم لمجابهة العدو، وشعارهم دائماً “جاهزون في الميدان”.
عيد مخضب بدم الشهداء
وجاء استشهاد المجاهد القسامي خضر حسن نعيم، البالغ من العمر 22 عاماً، من سكان بيت حانون، ثاني أيام العيد، في قصف صهيوني أثناء رباطه في موقع متقدم في البلدة الواقعة شمالي قطاع غزة، ليؤكد واقعية جهوزية المجاهدين، وليصبغ العيد بطابع خاص ويرويه مجدداً بدماء الشهداء.
وفي السياق العام؛ بدت حركة المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة خلال العيد هذا العام أكثر انسيابية، ولوحظت حركة كثيفة في الشوارع التي ملأها الأطفال المبتهجون بالعيد.
بهجة في منازل العمال
ودخلت البهجة بيوت العمال مع منحة المائة دولار، التي قدّمتها حكومة تسيير الأعمال برئاسة إسماعيل هنية، لما يقارب من 48 ألف عامل فلسطيني يواجهون واحدة من أكثر الظروف الاقتصادية صعوبة، ما ساعدهم على تقديم العيدية لأطفالهم وأرحامهم.
ويقول العامل أحمد عبد الرؤوف “نحمد الله أن وجدنا أخيراً من يلتفت لمعاناتنا، ونحن نقدِّر هذه اللفتة الكريمة من الرئيس إسماعيل هنية، الذي ساعدنا قبيل العيد رغم الحصار والخناق الذي تتعرض له حكومته”.
وتفرض قوات الاحتلال الصهيوني حصاراً خانقاً على قطاع غزة، وسط شكاوى محلية من أنّ أطرافاً فلسطينية وإقليمية تشترك فيه لتضييق الخناق على حكومة تسيير الأعمال الشرعية في غزة، لمنعها من أداء واجبها.
ويقول العامل حسين صادق، إنه لم يصدق في البداية عندما تم الإعلان قبل العيد عن دفع حكومة “أبو العبد”، وهي كنية رئيس الوزراء الفلسطيني الذي يفضل الكثير من الفلسطينيين منادته بها، منحاً مالية ورواتب ومكافآت وسلفاً، وسبب تعجبه هي حالة الحصار والتضييق التي تجابه هذه الحكومة، وأضاف “الحمد لله، تمكنا من إدخال البهجة إلى نفوس أبنائنا، وعشنا كغيرنا من أبناء شعبنا”.
ارتياح
ومع تلقي العمال المنح واستلام الموظفين جميعاً رواتبهم، سواء من المسؤولين في رام الله أو من المسؤولين في غزة؛ فقد كانت النساء الأكثر استفادة من هذا الواقع، وتقول الحاجة “أم ياسر”، إنه “بخلاف كل عام فعيدية هذا العام كانت مضاعفة، فمن لم يقبض من رام الله قبض من غزة، حتى العمال الذين حُرموا طوال الأعوام السابقة أكرمهم الله هذه المرة منحة”، كما تقول مبتسمة.
واعتاد الفلسطينيون على زيارة أرحامهم وإعطائهم “عيديّة” نقدية إلى جانب تقديم الحلويات والفواكه، غير أنه ونظراً للظروف الاقتصادية الصعبة، كان أغلبية الفلسطينيين في السنوات السابقة يكتفون بالزيارة دون تقديم عيدية.
الأطفال .. بهجة ولعب
ويقول محمود، وهو بائع ألعاب أطفال، إنه شعر هذا العام بحركة بيع كبيرة مقارنة بالعام الماضي، حيث كان واضحاً أنّ دفع رواتب الموظفين كان له أثره في تحسّن الحركة الشرائية.
وبدت البهجة على الأطفال وهم يلهون في الشوارع والمنتزهات، وكالعادة كانت اللعبة المفضلة عند الجميع هي لعبة “اليهود والفدائية”، حيث يفضل أغلب الأطفال لعب دور الفدائي، أي البطل الذي يهزم جنود الاحتلال.
وكعادتهم في كل عيد؛ حرص فلسطينيو قطاع غزة إلى جانب صلة أرحامهم على زيارة ذوي الشهداء والأسرى بشكل خاص. ونفذت العلاقات العامة بحركة حماس ورابطة مساجد قطاع غزة، على امتداد مدن القطاع، برنامج زيارات خاصاً، تم بموجبه تشكيل لجان مناطقية في كل محافظة لزيارة ذوي الشهداء والأسرى، مع تقديم هدايا رمزية لهم للتعبير عن التضامن العالي معهم في هذا اليوم، الذي افتقدوا فيه ذويهم وأبناءهم، ولكنهم لم يفتقدوا التضامن الأخوي معهم في هذه الأيام وسواها.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...

قيادي في حماس: مفاوضات متقدمة مباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام كشف قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مفاوضات متقدمة مباشرة تجري بين الحركة والإدارة الأميركية حول وقف إطلاق...

مركز حقوقي: فظائع سديه تيمان تستوجب محاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب
بيروت- المركز الفلسطيني للإعلام أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى (مستقل) أن "ما كشفته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن الانتهاكات الصادمة التي تُرتكب في...

الصحة بغزة: 19 شهيدا و 81 إصابة وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة وصول مستشفيات قطاع غزة 19 شهيدا، و 81 إصابة خلال 24 ساعة الماضية....

المقاومة توقع قوة إسرائيلية بكمين في حي الشجاعية
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تنفيذ عملية مركبة في حي الشجاعية بمدينة غزة، أمس السبت، أسفرت...