الإثنين 12/مايو/2025

الفلسطينيون في العيد: زيارة الشهداء وافتقاد الأسرى واستشعار التحديات

الفلسطينيون في العيد: زيارة الشهداء وافتقاد الأسرى واستشعار التحديات

يحتفل الفلسطينيون بعيد الفطر السعيد، الذي يوافق الجمعة (12/10) أول أيامه في فلسطين، مستذكرين شهداءهم ومتضامنين مع جرحاهم وأسراهم. ويأتي هذا العيد وسط تزايد التحديات المحيطة بالقضية الفلسطينية، وتصاعد المخاطر المحدقة بالقدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، وهو ما بلغ ذروة قياسية خلال السنة الجارية.

ويتوجه الفلسطينيون في صبيحة يوم العيد إلى المساجد لإحياء شعائر صلاة العيد، ومن ثم يتدفقون على المقابر لزيارة أضرحة الشهداء الذين ارتقى قرابة خمسة آلاف منهم خلال “انتفاضة الأقصى” وحدها التي اندلعت قبل سبعة أعوام تماماً، رداً على تدنيس قيادة الاحتلال للمسجد المبارك.

وتفتقد آلاف الأسر الفلسطينية في هذا العيد ما يقارب اثني عشر ألف أسير من أبنائها يقبعون في سجون الاحتلال الصهيوني، متطلعين وإياهم إلى تحريرهم وبخاصة عبر إمكانية إبرام صفقة تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية.  

كما يجيء عيد الفطر والقضية الفلسطينية تجتاز في الوقت الراهن منعطفات حادة، على ضوء تعاظم الأزمة الداخلية في الساحة الفلسطينية وتزايد التحركات الأمريكية والصهيونية الرامية لتصفية القضية والدفع باتجاه انتزاع تنازلات كبرى من صانعي القرار في رام الله مع اقتراب أوان لقاء الخريف الذي دعا إلى عقده الرئيس الأمريكي جورج بوش.

وقد خيّمت عواقب الحصار الخانق المفروض على المواطنين الفلسطينيين، سواء في قطاع غزة المغلق بالكامل أم في الضفة الغربية التي شهدت حملة ضارية على الجمعيات الخيرية فيها، على احتفالات الفلسطينيين بيوم عيدهم. فقد تزايدت مؤشرات الفقر والبطالة، وتصاعدت أزمة شح الموارد المعيشية للأسر الفلسطينية التي اندفع المزيد منها تحت خط الفقر، بموجب سياسة الحصار والتجويع المتفاقمة منذ ما يزيد على السنة ونصف السنة.

وعلى الصعيد الفلسطيني العام، يأتي عيد الفطر وأوضاع الشتات الفلسطيني تشهد تدهوراً في بعض المناطق، وبخاصة في لبنان والعراق. إذ يجيء العيد بينما تستمر أزمة نازحي مخيم “نهر البارد” للاجئين الفلسطينيين في شمالي لبنان، الذي تم تدميره بالكامل خلال الأعمال القتالية التي نشبت فيه بين الجيش اللبناني وجماعة “فتح الإسلام” أواسط السنة الجارية قبل هزيمة الأخيرة. وأما اللاجئون الفلسطينيون في العراق، فما زالوا يواجهون التهديدات بالقتل والاستهداف والتهجير للسنة الرابعة على التوالي، وهو ما دفع الكثير منهم للنزوح واضطر بعضهم لأن يعلق على الحدود العراقية لتبدأ مأساة إنسانية في العراء، وسط تطلعاتهم بأن يتمكنوا من الإقامة اللائقة في بلدان قريبة من فلسطين بما يضمن أمنهم ويحفظ حقهم في العودة.

وبدورها؛ هنّأت حركة “حماس” في بيان لها تلقى “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة عنه، الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية بحلول عيد الفطر السعيد، كما وهنأت الحركة ذوي الشهداء والجرحى، مؤكدة أنّ “دمائهم أبنائهم ستبقى البوصلة التي تحدد طريقنا، ولن نحيد عنها مهما بذلنا في سبيلها من أرواح ودماء وتضحيات”.

وأبرقت الحركة بالتهنئة إلى الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الصهيوني على اختلاف أطيافهم انتماءاتهم وتوجهاتهم، وتمنت الحركة في بيانها “أن تقر بهم عيون آبائهم وأمهاتهم وزوجاتهم وأبنائهم قريباً”، مؤكدة “عزمنا كسر قيدهم وتحريرهم من سطوة الجلاد”.

وأكدت حركة المقاومة الإسلامية في هذه المناسبة، تمسكها بالمقاومة ضد العدو الصهيوني، مجدِّدة دعوتها للحوار الفلسطيني – الفلسطيني، وقالت “إنه لا سبيل لوحدة الشعب الفلسطيني إلا بالحوار”.

كما دعت الحركة إلى التكافل والتوادد والتراحم فيما بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد، وزيارة أهالي الشهداء والجرحى والأسرى، ورسم البسمة على شفاه الأطفال الأيتام وزوجات الشهداء، ومد يد العون للفقراء والمساكين، وإشاعة أجواء من الإخوة والتسامح فيما بيننا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات