الخميس 30/مايو/2024

سجن الجنيد التابع لعباس .. أو المسلخ الذي يضم بين أسواره الفظائع

سجن الجنيد التابع لعباس .. أو المسلخ الذي يضم بين أسواره الفظائع

إنه “المسلخ”، كما يصفه العارفون به من الفلسطينيين، فأسواره تضم فظائع وتحكي حكايات عن محققين نُزعت من قلوبهم معاني الآدمية، وعن أساليب من التعذيب فاقت كل تصوّر. هو سجن الجنيد، الواقع غربي نابلس، والذي تحوّل بالفعل إلى مسلخ للمختطفين خلال الحملة الضارية التي تستهدف حركة “حماس”.

فما يدور في هذا السجن الذي تديره الأجهزة الأمنية التي تتبع رئيس السلطة محمود عباس، يبدأ من الشبح المتواصل ليل نهار مروراً بالتعليق في الهواء إلى الضرب المبرح على أماكن حساسة في الجسم.

وتشمل ألوان التعذيب أسلوب الشبح على شكل الموزة، الذي تستخدمه المخابرات الصهيونية في التحقيق العسكري والشبح على الكرسي ووضع الرأس بين الرجلين والضرب على العمود الفقري وتغطيس الرأس في الماء حتى الاختناق.

كما يشمل المهام التي يمارسها أولئك القساة؛ الشبح على البكرة والتكبيل الخلفي ووضع الطوب على الرقبة ووضع الكيس العفن على الوجه والضرب بالعصي المخرّمة والحرمان من النوم ونتف اللحى والعزل الانفرادي، ومنع الزيارات والضرب بالسياط والشبح للخلف أما التعذيب المعنوي فله أشكاله وصوره، من بينها شتم قيادات الشعب الفلسطيني وإهانتها تحت الإكراه.

وإمعاناً في التعذيب النفسي فإنه يجري التهديد بالحكم على الشخص بأحكام عالية أو الاتهام بالعمالة للاحتلال إذا لم يستجب المجاهد للمحققين ويرضخ لمطالبهم أو التشهير بقضية أخلاقية ملفّقة، أو الحرمان من الوظيفة إذا كان موظفاً.

كل ذلك غيض من فيض ما في سجن الجنيد وغيره من سجون الأجهزة الأمنية من فظائع وتجاوزات، وهو السجن الذي يشهد طفرة في ظاهرة نقل المجتجزين فيه إلى المستشفيات في حالات متدهورة جراء صنوف التعذيب الممارسة بحقهم.

ولم يكن شهر رمضان استثناء من هذا التنكيل البشع، فمزيد من المحتجزين في سجن الجنيد تم نقلهم خلال شهر الصيام إلى مستشفى رفيديا بنابلس جراء التعذيب الوحشي.

من هؤلاء كان المواطن إسماعيل عبد الكريم إسماعيل، من بلدة بيت إيبا، الذي تم نقله إلى مستشفى رفيديا في نابلس لتلقي العلاج بسبب خطورة وضعه الصحي. وقد ذكرت والدة المعتقل إسماعيل إنها في البداية لم تستطع التعرف عليه لخطورة حالته وتغيّر معالمه، وذلك بعد أن مضى على تعذيبه أربعون يوماً في سجن الجنيد.

ومن فيض الحالات الأخرى؛ هناك حالة المواطن فارس أبو غزالة، من منطقة روجيب في نابلس وقد تم نقله من سجن الجنيد إلى مستشفى رفيديا لصعوبة حالته الصحية وتدهورها، نتيجة التعذيب الشديد والمتواصل الذي تعرّض له في هذا المكان البائس.

وفي حالة المواطن راسم الخطاب؛ فإنه تم نقله من سجن الجنيد إلى مستشفى رفيديا جراء التعذيب الوحشي على يد المحققين، ليصل إلى المستشفى محمولاً على حمالة المصابين. وقد قام أفراد الأجهزة الأمنية بتغطية وجهه بكيس أسود لمنع التعرّف عليه من قبل الموجودين في المستشفى إلاّ أنّ شقيقه الذي تصادف وجوده في المستشفى في ذلك الوقت تعرّف عليه من ملابسه.

وأفاد شهود العيان أنّ حالة الشاب راسم صعبة حيث وصل المستشفى في وضع يرثى له وآثار التعذيب بادية على كل أنحاء جسمه جراء الشبح المتواصل والضرب المبرح لدرجة عدم مقدرته على الكلام أو تناول الطعام. وقد قام أفراد الأجهزة الأمنية بالوقوف أمام الغرفة التي يتواجد بها في المستشفى ومنعوا أي أحد من الدخول عليه كما منعوا أهله من إدخال الطعام إليه.

إنه حالة من حالات وفيرة ينضح بها سجن الجنيد، ولا يختلف الموسم الرمضاني عن غيره في هذا الشأن، كما تبرهن الكثير من الحالات المنقولة إلى المستشفيات، مثل حالة الشاب فراس الزبيدي الذي تم نقله إلى المستشفى الوطني، والمهندس مهدي حدادة الذي تم نقله إلى المستشفى ذاته، من فرط التعذيب والتنكيل الذي يُمارَس في هذا “المسلخ”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

سلوفينيا تعترف بدولــة فلســـطين

سلوفينيا تعترف بدولــة فلســـطين

سلوفينيا – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن رئيس وزراء سلوفينيا روبرت جولوب، الخميس، اعتراف بلاده بدولة فلسطين، وهي الدولة الرابعة التي تتخذ خطوة كهذا...