الإثنين 12/مايو/2025

الغلاء يطارد الفلسطينيين في الضفة الغربية حتى عبر رغيف الخبز

الغلاء يطارد الفلسطينيين في الضفة الغربية حتى عبر رغيف الخبز

رغم الاحتلال وممارساته اليومية وحصاره للشعب الفلسطيني، ورغم الأوضاع المادية والاقتصادية القاسية الصعبة التي يعاني منها المواطن الفلسطيني؛ قرّرت نقابة المخابز في الضفة الغربية رفع سعر كيلو الخبز للمواطن من ثلاثة شواقل إلى ثلاثة شواقل ونصف الشيقل ابتداءً من السبت (11/8).

ويرى مراقبون للأوضاع أنّ الخطوة جاءت على ما يبدو دون التبصر بعواقب مثل هذا الفرار على الفلسطينيين، إذ كان ذلك آخر ما ينتظره المواطن الذي يشكو من قلة الرواتب وعدم توفر العمل وتراكم ارتفاع سعر الطحين عالميا

وأرجعت نقابة المخابز وأصحاب الأفران سبب رفع أسعار الخبز في الضفة الغربية إلى زيادة أسعار القمح العالمية، والتي تتصرّف فيها الولايات المتحدة الأمريكية كما تتحكم بسياسات كثير من الدول جراء ذلك. وقال أصحاب المخابز إنّ كيس الدقيق الذي كان سعره 115 شيقلاً ارتفع قبل أيام إلى 150 شيقلاً بزيادة بلغت حوالي الثلث، عدا عن الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات.

وأضاف هؤلاء أنّ ثلاثمائة وخمسين مخبزاً موجودة في الضفة الغربية المحتلة تعاني منذ فترة من الارتفاع الحاد في الأسعار، وأنّ ارتفاع الأسعار ليس بيدهم، مؤكدين عدم مسؤوليتهم عنه، بل يعربون عن أمانيهم أن تهبط أسعار الطحين العالمية لتزول الأزمة ومسبباتها.

وقال احد أصحاب المخابز لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، “لا يمكن أن نبقى نبيع بالسعر القديم نفسه، لأنّ سعر الطحين ارتفع بشكل كبير وغير مقبول إطلاقاً، وهذا أمر خارج عن إرادتنا نحن أصحاب المخابز”.

التلويح بثورة وغضب عارم

وإزاء هذا الإجراء الذي يثير قلق المواطنين؛ يقول عبد الحافظ عبد الحافظ “أبو أحمد”، وهو رب أسرة من سلفيت باستياء وتوتر “إنّ رفع أسعار الخبز كسلعة أساسية في حياة الناس وفي كل بيت فلسطيني سيعقد الأمور أكثر، ويدفع الناس للثورة، أو يدفع بالناس إلى التفكير بالهجرة بحثاً عن لقمة العيش”، وفق تقديره.

وتحدّث “أبو أحمد” مستهجناً “كيف للموظف والعامل القاعد عن العمل أن يوفِّر الطعام لأبنائه بعد أن ارتفعت أسعار كثير من السلع وعلى رأسها الخبز؟” مناشداً المسؤولين التدخل فوراً لوضع الحلول قبل أن تضيق السبل بالمواطنين وكي لا يجدوا سوى الخروج للشوارع بديلا للتعبير عن غضبهم.

من ناحيته قال خليل عمران، رئيس نقابة الصناعات الغذائية بمحافظة سلفيت، إنّ ارتفاع أسعار الخبز في هذه الظروف الاقتصادية والبطالة المرتفعة الصعبة من شأنه ان يفاقم من نسبة الفقر في الأراضي الفلسطينية.

وطالب عمران بالتدخل الفوري لدعم الدقيق وتوفيره للمواطن بأقل الأسعار كما دعا مؤسسات “المجتمع المدني” إلى “التحرك الفوري والسريع للوقوف الى جانب المواطن في ظل الارتفاع الكبير لسعر رغيف الخبز”، كما قال.

استهجان

واستهجن السكرتير العام لنقابات عمال فلسطين في محافظة سلفيت، محمود البر، رفع أسعار الخبز والتي تزيد معاناة فئات الشعب الفلسطيني، وخصوصاً الطبقة العاملة التي تصل نسبة البطالة في صفوفها إلى 70 في المائة.

وأكد البر أنّ مثل هذا القرار يُعتبر “مؤشِّراً خطيراً” على عدم وجود سياسة نحو حماية غالبية قطاعات الشعب الفلسطيني، والتي هي في أمسّ الحاجة للمساعدة والدعم، وخاصة لمواد أساسية حياتية كالخبز وحليب الأطفال. ولاحظ النقابي أنّ هذا الإجراء من شأنه تعميق حدة الأزمة والأوضاع الصعبة والقاسية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في مثل هذه المرحلة الصعبة، والتي تبلغ فيها نسبة الفقر أكثر من 65 في المائة.

مطالبات

وفي هذا السياق؛ طالب الكثير من المواطنين الفلسطينيين بوقف ارتفاع أسعار الخبز، معتبرين أنّ حجج أصحاب المخابز والأسباب التي تم ذكرها من قبلهم كمبرر لرفع أسعار الخبز؛ ترتكز في الأساس إلى ارتفاع أسعار الدقيق في السوق، حيث لا توجد رقابة على هذه الأسعار من قبل السلطة الفلسطينية ومؤسساتها.

ويطالب المواطنون بضرورة أن يتم إجراء تدخلات رقابية واقتصادية من قبل السلطة ومؤسساتها، وذلك من خلال تحديد أسعار الدقيق، واتخاذ إجراءات اقتصادية لتحديد الأسعار عبر المساهمة في دعم هذه السلعة الأساسية الهامة.

وتتضمن المطالبات أن يتم التراجع الفوري والسريع عن قرار رفع أسعار الخبز، وأن تقوم السلطة فوراً باتخاذ إجراءات عاجلة لدعم هذه السلعة ومعالجة ظاهرة ارتفاع أسعار المواد الأساسية الأخرى، من خلال تطوير آليات رقابة مناسبة على ذلك، وإلاّ فإنّ حنق المواطنين قد يكون له ما بعده.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات