عائلة الطالب الشهيد رداد تتحدث إلى الشعب الفلسطيني وتشرح موقفها ومطالبها
الطالب محمد رداد، هو شهيد من نمط مميّز للحركة الطلابية الفلسطينية، فقد ارتقى يوم الجمعة (27/7) متأثراً بإصابته على أيدي من اقتحموا حرم جامعة النجاح بنابلس بقوة السلاح وأجهزوا عليه بدم بارد.
أسرة الشهيد الفلسطيني، وابن الكتلة الإسلامية بجامعة النجاح، والتي تقطن بلدة صيدا الواقعة في قضاء طولكرم، تحدثت إلى “المركز الفلسطيني للإعلام”، مخاطبة الشعب الفلسطيني وقياداته، بشأن الجريمة المروِّعة التي طالت ابنها الشهيد الذي عرف بكونه حافظاً للقرآن ومتفوقاً في دراسته وحَسَن السيرة والخلق.
طريقة بشعة وتعطش للدماء
بشأن الطريقة التي استشهد بها محمد رداد، قالت أسرة الطالب الشهيد: “إنها طريقة بشعة تنم عن الحقد والحسد والرغبة في الانتقام من كل من له لحية، (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) البروج 8، تعطّش للدماء لم نعهده على بني يهود، ناتج عن تعبئة وتسميم فكري ممنهج من قبل من يدعمه ويوجهه من الضالين المضلين، (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ …) الصف 8، وأنىّ لهم ذلك خسئوا وبائوا بالخسران المبين”.
نبذة عن حياته
وأوضحت أسرة الشهيد نبذة عن حياة محمد رداد قائلة: “إنه وُلد عام 1987م، وأتم حفظ كتاب الله وعمره 12 سنة، وعمل في حلقات تحفيظ القرآن الكريم وكان متفوقاً في دراسته، حيث أنهى شهادة الثانوية العامة في الفرع العلمي، وأبى إلاّ أن يدرس الشريعة الإسلامية بعد أن قُبل في كلية الهندسة بجامعة النجاح الوطنية بنابلس، وكان متفوقاً في دراسته في الجامعة يحبّه جميع محاضريه حيث يحصل على أعلى الدرجات، وعضواً في فرقة الأمجاد للفن الإسلامي، وفرق محلية أخرى. نال الجائزة الأولى في مسابقة تحفيظ القرآن الكريم لمحافظة طولكرم، وكان عنصرا فعالاً نشطاً مع إخوانه في مسجد الخلفاء الراشدين في بلدته صيدا (قضاء طولكرم) التي أحبها ورجع إليها من السعودية ليعيش به، ويكمل تعليمه حيث كان أبوه يحلم بأن يحصل على درجة الدكتوراة في الشريعة”.
شيمه وسماته
وعن الأمور التي تميزه؛ قالت أسرة الشهيد: “لقد حجّ واعتمر مرتين وكان إماماً في رمضان في السعودية، وعندما عاد إلى صيدا عمل مدرساً وإماماً وخطيباً في مسجد صيدا، وإماماً للتراويح في مسجد الروضة في نابلس، وفي البلدات المجاورة ومدينة طولكرم كإمام متنقل يحبه كل من يسمعه ويتمنى أن يأتي ليصلِّ بهم في المسجد، ينتظره الناس على شوق ولهفة ومحبة، طموحاً مبتسماً دائماً، محباً للأطفال وبراءتهم، مشفقا ذا قلب رقراق، يعتبر الناس جميعاً أسرته. في إحدى المرات تُوفي له قريب من طرف أمه وجاءه الخبر للمدرسة، وأبى إلاّ أن يغادر ليرى قريبه والدمع يقفز من عينه يسبقه إليه. كان شغوفاً محباً لمساعدة المحتاجين يتسابق مع الشباب ليوزع الخبز أو أية مساعدات للمحتاجين. ما أن تطلب منه شيئاً إلاّ وتجده معك ملبياً، وراعياً غيوراً لحرمات الله”.
علاقته مع أسرته
وبشأن علاقته مع أسرته؛ أوضحت الأسرة أنها: “علاقة أخوية مبنية على الحب المتبادل، خاصة لأخواته الصغار يرعاهن كعصفور صغير يخشى عليه من البلل، مداعباً لهن منادياً بكل كلمات الحب الرقراقة العذبة، مازحاً تسبقه نظراته البراقة وكلماته الشفافة لتلامس نغماته أسماعهن، وهو ينشد لهن ويرتل كتاب الله تعالى، قلبه مليء بالعطف والرقّة لأهله وبيته، ندياً شدياً بقسمات وجهه البشوش وهندامه الذي كان يحبّ أن يظهر به على أفضل حال، محباً لأسرته منتمياً لعشه الهادئ الوديع الذي نسجه في أحضان والديه وأخواته وأخيه الوحيد عبد الله”.
واقعة الاستشهاد ووقعها
وعن واقعة استشهاده؛ روت أسرة الطالب محمد رداد، ابن الكتلة الإسلامية، قائلة: “أُصبنا بالصدمة والذهول، وخاصة أنه قُتل على أيدي فئة ضالة مأجورة من أبناء جلدتنا. كنا نتمنى له الشهادة ولكن على يد يهود لا على يد أبناء شعبنا. كنا نود أن يشاركنا الغادر في عرس شهادة ابننا لا أن يحطم كل معاني الإنسانية حتى الحيوانية لتمتد يده لتغدر بابننا وتقتله. لقد كانت حادثة الغدر كوقع الصاعقة على الأمة العربية والإسلامية، واتضح حجم ذلك من الاتصالات الدولية الكثيفة التي تتضامن معنا وتشاطرنا أحزاننا، وخاصة أنه الشاب الوديع الذي عرفه النابلسيون وعرفه الطلبة وأهالي المنطقة، حيث كان يشاطرهم أفراحهم وأطراحهم، بصوته العذب أو بموعظته الندية السلسة البسيطة الصادقة”.
مطالب أسرة الشهيد
أما مطالبها أسرة الطالب الشهيد محمد رداد، فهي كما قالت: “إجراء تحقيق عاجل ونزيه لكشف الجناة وتقديمهم للعدالة لقطع دابر الفتنة، والوقوف بحزم وبقوة أمام الجناة ليأخذوا العبر جراء فعلتهم الشنيعة. نطالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، كونه المسؤول الأول والأخير عن الأجهزة الأمنية، لوقف حالة الفلتان الأمني التي تستشري في المجتمع، ولا بد من إرساء حالة من الأمن والطمأنينة في المجتمع، لا أن يخاف الواحد منا على نفسه. كما نطالب التنظيمات الفلسطينية، خاصة حركة فتح والأجهزة الإعلامية التابعة لها في ظل الحكومة الحالية (غير الدستورية) بتوجيه الخطاب الإعلامي نحو رص الصفوف والوحدة لا نحو التفرقة والتحريض والخوف، فهل القوة التنفيذية التي لا توجد في الضفة هي التي قتلت ابننا، أم أنها التعبئة الفكرية المسمومة والتحريض والتعبئة الداخلية المبنية على الكره والضغينة لكل شئ اسمه حماس أو كتلة إسلامية؟!. أنسينا أننا نبقى أبناء شعب واحد وألم واحد ومصاب واحد وعدوّ واحد، إذاً لمصلحة من نقل الأحداث والمسارعة بها لتصل لحد القتل على الهوية واللحية كما حصل مع ابننا الذي خرج يومها من المحاضرة ليقف مدافعاً عن عرض أخواته في الجامعة، لتنال يد الغدر وخفافيش الظلام منه، ليس لشيء سوى ما ميّزه من طول قامة وهامة ووجود لحية تزيِّن وجهه المنير. كما ونطالب رئيس الجامعة (جامعة النجاح) باتخاذ أقصى الإجراءات لعدم السماح للأجهزة الأمنية ولعناصر الفلتان الأمني بالدخول لحرم الجامعة، حيث أنه المسؤول الأول لدخول العناصر المسلحة لداخل حرم الجامعة، كما ونطالبه بالاعتذار رسمياً عن بيان مجلس عمداء الجامعة الذي برّر لقتل ولدي وشارك في الجريمة والتغطية عليها، وعدم السماح للمضللين بالعبث بفكر ورأي أعلى هيئة أكاديمية في الجامعة، ليمارسوا عليهم التضليل والتدليس مما يقلل من هيبة هذه الهيئة الأكاديمية التي يفترض أن تتحلى بها، وعلى الجامعة أن تتحمل كافة المسؤوليات الأدبية والأخلاقية والمادية اتجاه ولدنا”.
إلى الشعب الفلسطيني
وتوجّهت الأسرة إلى الشعب الفلسطيني بالقول: “نطالب شعبنا الفلسطيني البطل والذي عودنا على التعالي على الجراح، وعودنا الصبر في الملمات والنائبات، أن يزيد من لحمته ووحدته، وأن لا يسمح للعابثين بزج شعبنا بأتون معركة خاسرة الرابح الوحيد فيها هو الاحتلال البغيض. كما نطالب بأن تكون القيادات الفلسطينية كافة على مستوى المسؤولية، وأن يتقوا الله في هذا الشعب، وأن يكون دم ابننا الشهيد محمد آخر دم يُراق على هذه الأرض الطاهرة، وأن يكون سبباً في توحيد هذا الشعب”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...