تحركات تضامنية مصرية مع العالقين في رفح والعريش .. وقوافل تتلاحق

تصاعدت التحركات الشعبية والبرلمانية المصرية، الرامية لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني فى قطاع غزة، وإيجاد حلول لأزمة العالقين فى رفح والعريش.

وقد تتابعت تحركات التضامن والإغاثة من الشعب المصري صوب أولئك العالقين، وآخرها القافلة التي انطلقت صباح الأربعاء (1/8) تحت عنوان “ري العطش”. وينظمها هذه القافلة اتحاد الأطباء العرب، حيث تشرف عليها لجنة الإغاثة والطوارئ بالاتحاد، المعروفة اختصاراً باسم “غوث”، وذلك للوقوف إلى جانب العالقين الفلسطينيين فى رفح والعريش.

ري العطش ..

وقال مشرف القافلة رأفت سعد، لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، إنّ القافلة ركّزت هذه المرة على توصيل كميات كبيرة من المياه، تزيد على عشرة آلاف عبوة، لتوزيعها على العالقين فى رفح والعريش، والتى تكفل بها كاملة أحد المحسنين المصريين الذي أصرّ أن يرسل تبرعه على هيئة عبوات مياه “لري عطش” العالقين فى ظل حرارة الجو المرتفعة فى مصر هذه الأيام، ولصعوبة الحصول على المياه الصالحة للشرب فى رفح والعريش.

وهذه هى القافلة الإغاثية الرابعة التى أطلقتها لجنة “غوث”، للوقوف إلى جانب العالقين الفلسطينيين فى رفح والعريش منذ بداية أزمتهم الحالية، والتى تنوّعت بين قوافل طبية وأخرى إغاثي،ة ولكنها المرة الأولى التى يتركز فيها الجهد كلها على توصيل المياه العذبة فقط.

وفي هذا السياق؛ أُعلن في القاهرة عن تبرّع أحد المصارف السعودية للجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب، بمبلغ خمسين ألف دولار، تُخصّص لصالح العالقين وتوفير احتياجاتهم.

زيارات ميدانية

وعلى صعيد آخر؛ أعلن عدد من نواب البرلمان المصري، وهم من جماعة الإخوان المسلمين والمستقلين، عن تنظيم قافلة إلى العالقين فى رفح والعريش، والقيام بحملة تبرعات فى صفوف النواب لجمع مليون جنيه مصري من أجل هؤلاء العالقين.

فقد أعلن الدكتور محمد البلتاجي، الأمين العام للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، عن تشكيل الكتلة وفدًا منها للقيام بزيارة ميدانية لتفقُّد أحوال العالقين الفلسطينيين على معبر رفح، والوقوف على أوضاعهم الصحية والاجتماعية والاقتصادية.

وأكد البلتاجي أنّ هذه الزيارة تمثِّل رسالةً سياسيةً لدعوة الجميع لممارسة الضغوط؛ من أجل إنهاء أزمة العالقين وسرعة إعادة فتح معبر رفح أمامهم.

كما أوضح القيادي البرلماني المصري أنه سيتم إعداد تقرير بالزيارة سيجري رفعه إلى الجهات المعنية، وعلى رأسها هيئة مكتب مجلس الشعب، كما صرَّح أنه تمَّت دعوة نوابٍ من مختلف التيارات والأحزاب للمشاركة في هذه الزيارة.

مؤتمرات جماهيرية

وفي القاهرة التي يسود قطاعات من قواها السياسية والشعبية القلق الواسع على ما يجري في العريش ورفح؛ نظّمت نقابة الأطباء المصرية مؤتمراً حاشداً مساء الثلاثاء (31/7)، لإبراز الجهود الاغاثية التى قامت بها لجنة الاغاثة الإنسانية التابعة لها ولجنة الاغاثة والطوارئ التابعة لاتحاد الاطباء العرب، وذلك للوقوف إلى جانب الفلسطينيين العالقين فى رفح والعريش.

ففى كلمته؛ شدّد الدكتور عصام العريان، أمين صندوق نقابة الأطباء، على أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة، واصفاً حال العالقين الفلسطينيين بالمأساة، وحضّ على ضرورة التحرّك من أجل نصرتهم والتبرُّع لهم بالمال والغذاء والدواء.

ومن ناحيته؛ لفت الدكتور عبد القادر حجازي، أمين عام لجنة الإغاثة الإنسانية، في كلمته، على تحرُّك نقابة الأطباء وهيئة الإغاثة الإنسانية منذ بدء تبلور الأزمة لمساعدة العالقين. ووصف حجازي أحوال العالقين بالمأساوية؛ حيث سكن المئات منهم الأرض تحت أشجار الزيتون برفح، كما تعفَّنت جروح بعضهم ممن أجروا العمليات الجراحية ولم يجدوا العناية الطبية اللازمة لهم طوال خمسة وأربعين يوماً قضوها عالقين في رفح والعريش.

حملة إلكترونية

من جهتهم؛ بدأ ناشطو الإنترنت حملة رسائل إلكترونية لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وفتح معبر رفح لعودة العالقين إلى الأراضى الفلسطينية عبر المعبر المصري – الفلسطيني، وليس عبر معابر أخرى.

وجاء في رسالة موجهة إلى المسؤولين المصريين، حصل عليها “المركز الفلسطيني للإعلام”، بعنوان “الرجاء فتح المعبر أمام العالقين”؛ أنّ “اغلاق المعبر حتى الآن تسبب في صنع كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة حيث تم ترك أكثر من ستة ألاف فلسطيني في العراء وبدون مأوى يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ينظرون إلى أرضهم وأهليهم على بعد مئات الأمتار منهم، وتأكل قلوبهم الحسرة لعدم استطاعتهم الوصول إليها”، وتضيف الرسالة “قد علمنا وعلم العالم معنا أنّ زهاء ثلاثين منهم قد قضوا”.

ودعا الموقعون الحكومة المصرية “أن تربأ بنفسها أن يكون لها دور في حصار إخوانهم الفلسطينين وإذلالهم خدمة لمصالح من لا يريد بفلسطين ولا بمصر خيراًَ”، كما ورد في رسالتهم.