الإثنين 12/مايو/2025

نواب وقادة رأي يؤكدون أنّ الحوار هو المخرج من الأزمة الفلسطينية

نواب وقادة رأي يؤكدون أنّ الحوار هو المخرج من الأزمة الفلسطينية

شدّد نواب فلسطينيون وقادة رأس، وناشطون في المجتمع الأهلي الفلسطيني، أنّ الحوار هو السبيل الأوحد للخروج من الأزمة الداخلية التي تعتري الساحة الفلسطينية.

وفي هذا الصدد؛ أكد سعيد صيام رئيس كتلة “التغيير والإصلاح” ممثلة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بالمجلس التشريعي ووزير الداخلية الفلسطيني السابق، أنّ حركة “حماس” تعلن مرة جديدة أنها جاهزة للوفاق الوطني وأن يدها ممدودة للحوار.

وقال صيام في كلمة له خلال “المؤتمر الشعبي لتعزيز الوفاق والحوار الوطني”، الذي انعقد في مدينة غزة، في فندق الحلو الدولي، عصر الثلاثاء (24/7)؛ “نحن نستند في حوارنا على كل ما اتفقنا عليه، ابتداء باتفاق القاهرة ومروراً بوثيقة الوفاق الوطني وكذلك اتفاق مكة المكرمة”.

وأضاف الوزير السابق “إننا مستعدون للمرونة بحيث يكون الوطن للجميع لا أن يكون لفئة واحدة من الشعب”، وقال “إنّ الحوار والوفاق يجب أن يكون على قاعدة أنّ الوطن يتسع للجميع وبحاجة للجميع”.

وأوضح صيام أنّ حركة “حماس” نادت بالحوار بعد فوزها في الانتخابات التشريعية، وأضاف أنّ هناك من حاول منذ اللحظة الأولى إفشال تجربة الحركة وإفشال كل خطوة تسير في مصلحة الشعب الفلسطيني، حتى وصل الأمر إلى إفشال حكومة الوحدة الوطنية باعتبار أنّ رئيسها إسماعيل هنية من حركة “حماس”.

الانتخابات المبكرة ليست محل إجماع وطني

وشدّد صيام على أنّ الحوار يجب أن يستند إلى احترام إرادة الشعب الفلسطيني ونتائج الانتخابات التي تمّت، مؤكداً أنّ المراسيم التي أصدرها رئيس السلطة محمود عباس التي تجاوزت القانون والانتخابات المبكرة ليس محل إجماع وطني، وقال إنه “لن يحدث إلاّ ما هو مُجمَع عليه وطنياً، وأنّ غير ذلك لا يحلّ المشكلة ويزيد الهوة ويطيل في عمق الخلاف الذي لا نريده”.

واستهجن صيام في مداخلته في المؤتمر، التصريحات التي أدلى بعض من تم تنصيبهم وزراء في “حكومة” سلام فياض غير الشرعية، بخصوص صرف رواتب أعضاء المجلس التشريعي، وقال متهكماً “أظنهم يدفعون هذه الرواتب من تركة آبائهم”، وأضاف “إنّ هذه الرواتب وهذه الأموال هي حق لجميع أبناء الشعب الفلسطيني وليس لفئة دون فئة، وأنها ليست منّة من أحد”.

على “فتح” الاعتراف بخطأها تجاه الشعب

كما طالب القيادي البرلماني الفلسطيني حركة “فتح” بأن تعترف بالخطأ الذي ارتكبته بحق الشعب الفلسطيني من تجاوزات وفساد خلال الحقبة المنصرمة، معلناً عن استعداد حركة “حماس” لتحمّل كل نتائج ما حدث في قطاع غزة والاعتراف بأنّ ما حدث في القطاع كان خطأ أم لا، مؤكداً أنّ الحركة مع لجان تحقيق لما حدث في قطاع غزة، وقال “نحن مستعدون لذلك ولا نتهرّب من مسؤولياتنا، ولا نغضّ الطرف عن خطأ هنا أو هناك”، وأضاف “يجب العلم أنّ هناك فرق بين ما يحدث من ممارسات في الضفة الغربية حيث أنّ هناك سياسة موجّهة ومبرمجة ومعتمدة؛ وبين بعض التصرّفات الفردية والشخصية في قطاع غزة يتم معالجتها على جناح السرعة، ويتم ملاحقة فاعليها ومحاسبتهم”.

نحن جاهزون للوفاق ومستعدون للحوار

وأوضح صيام أنّ ما حدث في قطاع غزة كان ضد “فئة قاتلة لا تريد الأمن والأمان للشعب الفلسطيني، وأنّ هذه الفئة امتصّت خيارات الشعب واعتدت على أعراضه، وارتمت في أحضان الاحتلال وأمريكا واستقوت بالأجنبي”، حسب تحذيره.

وكرّر رئيس كتلة “حماس” البرلمانية؛ الدعوة لرئيس السلطة محمود عباس ولقيادات حركة “فتح”؛ بالعودة إلى الحوار الوطني، قائلاً “يا سيادة الرئيس، ويا إخواننا في فتح؛ أيدينا ممدودة للحوار، وجاهزون للوفاق، ونحن مستعدّون أن نعمل من أجل مصلحة الشعب وأن نمضي، أما الاحتلال والاستقواء بالأجنبي فلن ينفعكم”.

وشدّد صيام على أنّ الوفاق والحوار الوطني يحتاج إلى “إرادة حقيقية نابعة من الحرص على الوطن وعلى مصلحة الشعب ووحدته ووحدة الوطن، وليس على تعزيز الانفصال والتشرذم والتفرق والانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة”، مؤكداً رفضه للحوار المشروط والإملاءات الخارجية والأجندة الصهيونية والأمريكية.

“يجب استبعاد الخونة”

وطالب صيام عباس بضرورة استبعاد من أشار إليهم على أنهم “الخونة الذين تجسّسوا على أبناء الشعب الفلسطيني وعلى المجاهدين، واستخدموا أساليب الإسقاط والجنس مع قيادات وشخصيات وتم ابتزازها مالياً وأخلاقياً وسياسياً، والخونة الذين تجسّسوا على الدول العربية والإسلامية لمصلحة الاحتلال وأمريكا والمخابرات العالمية”، كما قال.

وعلّق رئيس كتلة “حماس” البرلمانية على المزاعم التي تقول إنّ هناك اعتقالات سياسية لكوادر في حركة “فتح” في قطاع غزة، قائلاً “يكذب من يقول هذا، ولن نسمح لأي كان أن يعتقل على خلفية سياسية، ولكن هناك معتقلون على خلفية جنائية للتحقيق معهم في ملفات فساد وتجاوزات أمنية”.

وانتقد صيام إفشال نواب حركة “فتح” لجلسة المجلس التشريعي التي تمت الدعوة لعقدها يوم الأحد الماضي (22/7) لمنح “حكومة” فياض الثقة من المجلس التشريعي، كما استغرب صيام غياب فياض ذاته وهو من دعا للجلسة، في حين كان يتجوّل في ساحة المجلس التشريعي في رام الله.

وقال القيادي البرلماني “إنّ سياسة الضغط على قطاع غزة ومحاولات تركيع القطاع لن تنجح على الإطلاق، وإنّ محاولات الاستقواء بالعدو الصهيوني وبالعالم كله لن تنجح؛ وكلّ هذه المحاولات ستفشل كما فشل العدو الصهيوني”، على حد تأكيده.

“حماس”: نرفض الانتخابات على أساس التمثيل النسبي

وفي كلمة حركة المقاومة الإسلامية “حماس”؛ أكد النائب الدكتور خليل الحية، أحد قادة حركة “حماس”، أنّ الحركة لم تكن تخطط لما حدث في قطاع غزة إطلاقاً، وأضاف “نحن لم ننتصر، نحن عندما نقول انتصرنا فإننا نكون قد انتصرنا على العدو الصهيوني فقط”، مشيراً إلى حالة العفو العام الذي أعلنت عنه حركة “حماس” عندما بسطت سيطرتها على قطاع غزة، وفي هذا الصدد قال الحية “نحن عندما أصدرنا هذا العفو فقد كان عفواً عاماً ومسؤولاً ومقدّراً، حتى أننا عفونا على بعض من عليهم جرائم قتل”.

وشدّد الحية على أنّ حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، “ترفض الانتخابات التشريعية على أساس التمثيل النسبي”، وهو ما قد يُخرج الحركة من أغلبيتها في المجلس التشريعي، مضيفاً أنّ “حركة فتح نفسها كانت ترفض قضية التمثيل النسبي سابقاً”، موضحاً أنّ “ذلك يجب عرضه على المجلس التشريعي لكي بتم اعتماده قبل العمل به”.

وأشار الحية إلى أنّ أبناء حركة “حماس” بذلوا أنفسهم وأبناءهم وأموالهم من أجل الوطن، مضيفاً “إننا نطلب الحوار ولكننا لا نستجديه، لأنه هو الملاذ لشعبنا الفلسطيني”.

وأكد الحية، في إشارة إلى فريق رئيس السلطة محمود عباس في رام الله، أنه “لا أفق سياسي ويجب على البعض ألاّ يغتر بالعدو الصهيوني وألاّ يغتر بـ (رئيس حكومة الاحتلال إيهود) أولمرت، هؤلاء (الجانب الصهيوني) خذلوا أبا عمار (رئيس السلطة السابق وزعيم “فتح” ياسر عرفات)، فلا مأمن لهم”.

أما بشأن سياسة المنح والحجب التي يمارسها فريق عباس في ما يتعلق بالرواتب والأموال؛ فقد قال الحية “كفاكم لعباً بأموال شعبنا الفلسطيني، وكفاكم لعباً بعواطفه”.

“حماس” جاهزة للحوار

وشدّد الدكتور خليل الحية على أنّ حركة “حماس” جاهزة للحوار “بقلب مفتوح وصدر رحب”، وفيما يتعلّق بالمواقع والمراكز الأمنية تساءل الحية “لمن نسلمها؟”، مؤكداً أنّ “هذه المواقع سيتم تسليمها في حين تم توافق يجمع الكلّ الفلسطيني وفيما يهمّ مصلحة الشعب الفلسطيني”.

ورحب الحية بكل جهد يدعو للحوار الفلسطيني – الفلسطيني، وقال إنّ حركة “حماس” لا ولم تعلن انقلاباً عسكرياً، معيداً إلى الأذهان أنّ ما حدث في قطاع غزة كان خطوة اضطرارية لتثبيت الشرعية الفلسطينية، وأضاف أنّ الحركة “تؤكد أنها لن تفعل شيئاً خارج القانون، ولن تقبل بأن يكتب عليها التاريخ أنها تجاوزت القانون”.

وشدّد الحية على أنّ حركة “حماس” ستحتفظ بالأمانة التي أولاها إياها الشعب الفلسطيني، وقال “إنها أمانة في أعناقنا”، وأضاف “من هنا فإنني أقول لأبي مازن: كفى تضييعاً للوقت، ومن هنا فإنني أتمنى أن لا يصمّ أبو مازن أذنيه عن هذا المؤتمر الذي ندعو فيه إلى الوفاق والحوار الوطني”.

لا طريق للوفاق إلا بالوحدة الوطنية

وتابع الحية تأكيده أنه لا طريق للحوار والوفاق إلا بالوحدة الوطنية، وأضاف “سنتحمل مسؤولياتنا القانونية والتاريخية والأخلاقية في إدارتنا لقطاع غزة، وسنحافظ على أمن المواطنين، ونؤكد أننا نحن من سيوفر الأمن والأمان”.

وأكد القيادي الفلسطيني في كلمته أنّ الحركة “ستضرب بكل قوة على كل من يخترق القانون حتى لو كان من القوة التنفيذية نفسها”، متعهداً بالقول “سنكون جنوداً للجميع فيما يحقق السعادة للمواطن الفلسطيني أينما كان”.

وفي ما يتعلق بالاعتداء على النائب أشرف جمعة؛ أشار الحية إلى أنّ “حركة حماس لا ولم تقبل ذلك الاعتداء على الإطلاق، ونحن اتصلنا به وآزرناه، وعبّرنا عن رفضنا لمثل هذه التصرفات”، وأضاف أنّ “الذين اعتدوا عليه هم الآن في السجن”، ووجّه الحية رسالة إلى حركة “فتح”؛ قال فيها “أيها الإخوة: كيف تبنون وطناً وأنتم تديرون ظهوركم للحوار الوطني”، مؤكداً أنّ حركة “حماس” مستعدة للحوار والوفاق الوطني.

مداخلة المركز الفلسطيني للحقوق الإنسان

من جهته؛ شرح راجي الصوراني، مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، الواقع الأليم الذي عاشه أبناء الشعب الفلسطيني والذي كان نتيجة فساد الأجهزة الأمنية الماضية.

وحمّل الصوراني، في مداخلته، القيادة السياسية الفلسطينية نتائج ما يجري على الساحة الفلسطينية، وقال “إنّ المخرج من الأزمة هو خيار الحوار الوطني، وغير ذلك سيذهب بالقضية الفلسطينية إلى الهاوية”.

ورأى الصوراني أنّ المشكلة الفلسطينية ليست عسكرية ولا أمنية، بل هي مشكلة سياسية تزيد يوماً بعد يوم بسبب الانقسام الحاصل في رأس الهرم السياسي الفلسطيني، منوهاً إلى أنّ ما يحدث في الضفة الغربية “يزيد الطين بلّة”، في إشارة لمراسيم رئيس السلطة محمود عباس والاعتداءات على أعضاء “حماس” وأنصارها.

واستعرض القيادي الحقوقي الفلسطيني مج

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات