الإثنين 12/مايو/2025

الشبّان العرب يؤكدون التفافهم حول المقاومة ويجددون دعمهم لـحماس

الشبّان العرب يؤكدون التفافهم حول المقاومة ويجددون دعمهم لـحماس

اختُتمت في سورية فعالياتُ المخيم الثالث لشبيبة الأحزاب العربية، الذي نظمته الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية بمشاركة 175 شاباً وشابة يمثلون 61 حزباً عربياً. وقد حفل برنامجُ المخيم بالعديد من المحاضرات والندوات التي تناولت المحاورَ السياسية والثقافية والقضايا الحيوية، كما تخللته العديد من الزيارات للمناطق الأثرية ومنطقة الجولان ومدينة القنيطرة المحررة.

والمؤتمر العام للأحزاب العربية، هو إطارٌ جامع للأحزاب السياسية العاملة في أقطار الوطن العربي ويتأسس على قاعدة العلاقة التنسيقية مع المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي، من أجل حشد طاقات القوى الحية في الأمة ودعم نهج المقاومة والممانعة ضد الاحتلال الصهيو ـ أمريكي في المنطقة.

وينطلق المؤتمرُ العام للأحزاب العربية، والذي تتخذ أمانته العامة من العاصمة الأردنية عمّان مقرّاً لها، من شعار مركزي هو “نحو تضامن وعمل عربي شعبي مشترك”، وقد حدد لنفسه جملة أهداف من أبرزها: اجتماع القوى السياسية العربية على ثوابت الأمة، وتطوير الفكر السياسي العربي، والاهتمام بدور الشباب، والعمل على التواصل مع الأحزاب الأفريقية ولا سيما في الأقطار الإسلامية منها، والعمل على فتح حوار سياسي حضاري مع الأحزاب الأوروبية بهدف تشكيل جبهة عالمية مساندة للقضايا العربية، والتأسيس للتكامل بين العمل العربي الشعبي والرسمي، وتشكيل مرجعية معلوماتية للعمل الحزبي العربي.

 

الدكتور عبد العزيز السيد

ويوضح الدكتور عبد العزيز السيد؛ الأمين العام لأمانة الأحزاب العربية، الذي كان على رأس المشاركين في المخيم، في لقاء مع “المركز الفلسطيني للإعلام”، أنّ هذا المخيم الشبابي هو “وليدٌ شرعيٌ للمؤتمر العام للأحزاب العربية ويسعى من أجل التضامن والعمل العربي الشعبي المشترك، والنهوض بثوابت الأمة، وجمع أحزابها على نقاط الالتقاء بعيداً عن نقاط التنابز والتنافر والخلاف، التي كانت قد أضاعت جهد العمل الحزبي السياسي العربي على مدار عقود من الزمن”.

ويتابع الدكتور السيد “نستطيع أن نقول بأننا نجحنا في المؤتمر (العام للأحزاب العربية) بأن نجعل هذه الأحزاب بمختلف اتجاهاتها العقائدية والفكرية تلتقي على قضايا الأمة التقاءً هو في محصلته تحسين وتعزيز لجبهة المقاومة التي أكدنا أنها هي جبهتنا الأساسية، سواء المقاومة الفلسطينية أو المقاومة اللبنانية أو العراقية، وأخيراً الصومالية”.

المخيم فرصة للشبّان ليتدارسوا قضايا الأمة ويحددوا أدوارهم

ويمثل المخيم الشبابي الذي عقد دورته الثالثة في سورية (المخيم الأول والثاني عُقدا في العاصمة اللبنانية بيروت)، أداة وذراعاً أساسياً من أذرع المؤتمر العام للأحزاب العربية. وفي هذا الصدد يقول الدكتور السيد موضحاً “نحن من خلال هذا المخيم نستعين بالشباب بما يمثلونه من طاقاتٍ ومن قدراتٍ ومن عزائم ومن طموحات، تجسيداً لأمالنا وتجديداً لهممنا ولشبابنا ولإرادتنا ولعزيمتنا”، مضيفاً أنّ هذا “المخيم يشكّلُ فرصة لشباب الأحزاب العرب لكي يتدارسوا قضايا الأمة، ويحددوا أدوارهم، من أجل خدمة هذه القضايا”.

ويؤكد الأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربية الدور الحاسم لقطاع الشباب في تحديد مسار ومصير الأمة، ويقول “إننا نؤمن بالدور الهام والمحوري للشباب، إنّ إعطاءهم دورهم الفاعل في أن يكونوا شركاء لنا بأدواتهم الجديدة وأساليبهم وقدراتهم ولغتهم وخطابهم، هو الذي يمكن أن يشكل نقلةً نوعيةً في مسيرة المستقبل العربي”.

توحيد الجهود العربية

ويؤكد المشاركون في المخيم ضرورة عقد اللقاءات الدورية بين الشبّان العرب، بما يتيح المجال أمام تكوين وعي شبابي قادر على التعاطي بجدية مع قضايا الأمة وهمومها، وفي هذا الإطار يقول منير الجوري، رئيس وفد شبيبة جماعة العدل والإحسان في المغرب، خلال لقاء مع “المركز الفلسطيني للإعلام”، “إنّ أهمية هذا المؤتمر تكمن في أنه جدّد فكرة الوحدة، وأكد أنّ الحلول لمشاكلنا، وخاصة فيما يتعلق بالمقاومة ضد قوى الاستعمار؛ لا يمكن أن تجد طريقها ونحن منكبّون على مشاكلنا القطرية، وإنما يجب أن نوحِّد جهودنا وأن نعمِّم نظرتنا لكي تشمل عالمنا العربي والإسلامي”، لافتاً الانتباه إلى أنّ “فكرة الوحدة هي فكرة هامة ومحورية، ومثل هذه المؤتمرات هي السبيل الوحيد للبقاء على جذوة مشروع الوحدة متوهجة في يد الشباب”.

ويضيف الجوري “المسألة الثانية هي أنّ العلاقات التي تربط بين الشباب في هذه المؤتمرات والمخيمات هي علاقات فيها تبادل للأفكار وفيها تدافع للرؤى والمعطيات الخاصة لكل بلد”، وتابع “هذا له تأثير كبير طبعاً في تكوين شخصية الشباب ويعرّفهم على عالمهم العربي والإسلامي، وفي تبنيهم لقضايا أخرى خارج بلدانهم، هذا يعطي بطبيعة الحال لشخصيتهم بعداً عربياً وإسلامياً وبعداً عالمياً”.

مضامين قومية وإسلامية

ويُجمِع الشبّان المشاركون في هذا المخيم، على أنّ هذه الملتقيات والمخيمات تشكّل خطوة متقدمة على طريق تعزيز الوعي القومي في أوساط قطاع الشباب، وفي هذا يقول الدكتور سامر الدنكي، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية، ورئيس وفد حزب البعث العربي الاشتراكي في هذا المخيم؛ “لقد أتاح لنا المخيم فرصة التعرف على الطيف الحزبي العربي من المحيط إلى الخليج، فهناك أحزاب كثيرة نتعرف عليها لأول مرة، كما أنه (أي المخيم) عزّز الحوار بين الشبّان المشاركين، على الرغم من التباينات الفكرية والأيديولوجية بين أحزاب أولئك الشبّان، وقد كان هناك بالفعل توافق ملحوظ على الكثير من القضايا التي تهم الأمة”.

ويضيف الدكتور الدنكي “هكذا مخيمات ذات مضامين قومية عروبية وذات مضامين إسلامية؛ يجب تكثيفها ويجب أن تكون مستمرة، ويجب أن لا تنقطع”، كما قال.

البيان الختامي

لقد انطلقت فعاليات المخيم في الثاني عشر من شهر تموز (يوليو) الجاري، واستمرت على مدار ثمانية أيام، ويوجز سامر الدنكي، لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، أهم النقاط التي جاءت في البيان الختامي (الذي لم يكن قد تمت صياغته بشكل نهائي عند إجراء هذا اللقاء)، بالقول “أكدنا وحدة الشباب العربي، وشددنا على ضرورة العمل من أجل استرجاع جميع الأراضي العربية المحتلة، وطالبنا بنبذ الخلافات بين الدول العربية، كما وجهنا دعوة للإخوة الفلسطينيين للشروع بحوار وطني شامل من أجل تطويق الخلافات وتعزيز الوحدة الوطنية، وأكدنا على ضرورة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل مؤسساتها”.

ويضيف الدنكي “أكدنا كذلك ضرورة دعم نهج المقاومة من أجل تحرير الأرض العربية المحتلة واسترجاع حقوقنا المغتصبة، وطالبنا الدول العربية بأن تكسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما طالبنا الدول العربية المجاورة لفلسطين بفتح المعابر وعدم الاستجابة للضغوط الصهيو ـ أمريكية”

ويتابع الدنكي بالقول “جددنا تأكيد حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هُجِّروا منها قسراً عام 1948، واعتبار حق العودة حقاً فردياً وجماعياً لا تملك أية جهة حق التنازل عنه أو استبداله بأي شكل من أشكال التعويض أو التوطين”.

ونوّه الدنكي إلى أنه تم خلال المخيم إنشاء رابطة الشباب لدعم القدس، وأيضاً أمانة عامة لشباب الأحزاب العربية تابعة للأمانة العامة للأحزاب.

فلسطين تحتل الصدارة في سلم القضايا

شبيبة الفصائل الفلسطينية كانت في مقدمة الأحزاب المشاركة في هذا المخيم؛ فقد كان هناك ممثلون عن ثلاثة عشر فصيلاً فلسطينياً، وقد احتلت القضية الفلسطينية مكان الصدارة في سلم القضايا التي ناقشها الشباب خلال الندوات والاجتماعات.

وقد شارك في هذا المخيم الخبير خليل تكفجي، مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق بالقدس المحتلة، الذي ألقى محاضرات تناولت التوسع الاستيطاني الصهيوني في الضفة الغربية وقضية الجدار العنصري، والاستيلاء الصهيوني على المياه الجوفية والسطحية الفلسطينية. كما شاركت أيضاً “مؤسسة القدس الدولية” التي قامت بتوزيع عدد من الكتب والنشرات التاريخية والجغرافية، التي تخص مدينة القدس المحتلة.

 

عبد الجبار شلبي

تضامن شبابي واسع مع “حماس” وحكومة هنية

ويقول عبد الجبار شلبي، رئيس وفد حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في هذا المخيم؛ إنّ “القضية الفلسطينية كانت من أبرز القضايا على جدول أعماله، وشكّلت محورا أساساً للنقاشات والحوارات التي دارت بين شباب المخيم”.

وحول موقف شبيبة الأحزاب العربية من الأحداث الداخلية التي تشهدها الضفة الغربية وقطاع غزة؛ أكد شلبي في حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، أنّ الغالبية العظمى من شبيبة الأحزاب العربية “أعربت عن تضامنها مع حركة حماس ومع حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها الأستاذ إسماعيل هنية”، لافتاً الانتباه إلى أنّ الشباب العربي “أبدوا تفهّمهم للعملية التي قام بها أهالي قطاع غزة والقوة التنفيذية ضد التيار الانقلابي، على اعتبار أنّ هذا التيار يشكّل طابوراً خامساً ويشكّل خطراً محدقاً على الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية في آن معاً”.

وفيما يتعلق بمواقف رئاسة السلطة الفلسطينية؛ أوجز شلبي مواقف شبيبة الأحزاب العربية، بتأكيدهم لضرورة تراجع رئاسة السلطة محمود عباس عن جميع القرارات والمراسيم التي تكرّس الانقسام الجغرافي والسياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وتشديدهم على ضرورة تبني خيار الحوار على اعتباره أنه السبيل الوحيد للخروج من المأزق الراهن الذي تعيشه الساحة الفلسطينية على الصعيد الداخلي.

مؤامرة لا يمكن أن تمر

مواقف الأحزاب العربية التي ذكرها شلبي، خاصة فيما يتعلق بضرورة إطلاق قاطرة الحوار الوطني الفلسطيني؛ أعاد الدكتور عبد العزيز السيد التأكيد عليها، وقال “نمرّ بمرحلة عصيبة، لكنّ هذه المؤامرات الأمريكية الصهيونية التي تجد لها للأسف أدواتٍ عربية وعلى الساحة الفلسطينية أدواتٍ للأسف فلسطينية؛ لا يمكن أن تمر”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....