فلسطينيون يرقدون في المشافي بعد أن أصابتهم أجهزة عباس بـعاهات مستديمة
مواطنون فلسطينيون لازالوا يرقدون على أسرة الشفاء وقد أصيبوا بعاهات مستديمة جراء اعتداءات عناصر التيار الانقلابي بحركة “فتح” والأجهزة الأمنية التابعة لرئيس السلطة محمود عباس التي عانوا منها قبل استتباب الأمن في قطاع غزة.
التنقل بين هؤلاء المصابين الذين يُوصف سنّهم بـ”عمر الزهور”، ممن يعانون حالة صحية حرجة بعد تعرضهم لإطلاق النار من الانقلابيين؛ يحمل في طياته الأسئلة الشائكة، عن مبررات ارتكاب هذه الاعتداءات بحق هؤلاء المواطنين، وعلى هذا النحو.
بتروا ساقي
ويمكن لجولة على عدد من هؤلاء المنكوبين، أن تحمل في طياتها الكثير من القصص، فكل منهم يحمل قدراً من المأساة والمعاناة، وبما يشي بأسلوب استثنائي في ممارسة الحياة سيضطرون إلى سلوكه.
المواطن أحمد فحجان، البالغ من العمر عشرين عاماً، وهو أحد عناصر القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية، لا زال يرقد على سريره بالمستشفى الأوروبي في مدينة خان يونس بعد بتر ساقه اليسرى. وبعد أن قام أحد زملائه بعدل وسادته كي يسند أحمد رأسه عليها، بدأ في سرد قصته بقوله “في يوم إصابتي قبل الحسم العسكري بيومين فقط؛ كنت متواجداً في حي الجنينة في مدينة رفح في مهمة خاصة بوجودي على حاجز نصبته حركة حماس، وأُصبت برصاص قناصة من أعلى برج مجاور من مسلحي فتح، حيث اخترقت الرصاصة فخذي مما تسبب في تكسير العظم وتمزيق الشرايين، نجم عن ذلك بتر ساقي اليسرى”.
واعتبر فحجان أنّ ما حدث له كان متوقعاً من بتر ساقه، لأنه خرج في مهمة من أجل محاربة المفسدين الذين كانوا يعذبون الناس على إطلاق اللحية وقول كلمة “لا إله إلا الله” مضيفاً “الآن أنا أدرس في المستوى الأول في الجامعة بقسم إدارة الأعمال، ما حدث لي أعتقد أنه بفضل إيماني بالله وإرادتي، ولن يعيقني عن استئناف دراستي ومواصلة طريق الجهاد، خاصة إذا قمت بتركيب طرف صناعي”.
وأعرب فحجان عن فخره الشديد بمشاركته في عملية الحسم، لافتاً الانتباه إلى أنّ السبب حسب رأيه يعود إلى أنه يعتبر نفسه شارك في تطهير قطاع غزة من كل مظاهر الفلتان والفساد، مؤكداً أنه كان يتمنى لو كانت إصابته هذه على أيدي الاحتلال الصهيوني الذي حاول في مرات سابقة اغتياله، ولكنه أصيب على أيدي “أشقائه” الذين لم يكونوا كذلك عندما ارتكبوا فعلتهم.
أذوق الويل كل يوم
الشاب أنس الحج، البالغ من العمر عشرين عاماً، يرقد الآن في المستشفى الإنجليزي بغزة، وله قصة طويلة مع فصول التعذيب التي لا يصدقها العقل، ولكنها حدثت بالفعل. أنس ليس ناشطاً في حركة “حماس”، ولكنه من مؤيديها فحسب، حيث أوقفه حرس الرئاسة عند أحد الحواجز العسكرية في مدينة غزة، كونه ملتحياً ويحمل البطاقة الجامعية التي تثبت أنه طالب بالجامعة الإسلامية، حيث تنقلوا به من مكان إلى آخر، بعد أن عصبوا عينيه وكبّلوا يديه خلف ظهره، وقاموا بحرق جسده بأعقاب السجائر، واستخدموا السياط في ضربه بشكل لا إنساني، هو ومن معه من المحتجزين.
وفي هذا الصدد استأنف الحج “أصرّوا على أنني أنتمي لحركة حماس، فنفيت لهم ذلك، وقلت لهم إني لا أقوم سوى بتحفيظ بعض الأطفال القرآن الكريم في المسجد، فزادوا في تعذيبي بتهمة اعترفت بها، على نفسي أنني داعية كما قالوا”.
وتابع الشاب الجريح قوله “بعد ذلك أخرجونا ونحن معصوبو الأعين وأمرونا بالانطلاق في الخلاء، ثم اصطدمنا جميعاً بشاحنة ضخمة وضعوها في طريقنا، فأخذ فمي يسيل منه الدم بغزارة، وكان معنا حسام أبو قينص الذي لم يرحموا استغاثته وصراخه عندما قال لهم: أنا من حركة فتح .. هل فتح تفعل هكذا بأبنائها؟”.
ويشرح الشاب الفلسطيني “لقد أطلقوا علي ما لايقل عن ثلاثين رصاصة، أصبت باثنتي عشرة منها في قدمي، ولم أُصب بحمد الله في أي من المفاصل، ولولا رحمة الله لكانت حالتي أسوأ، حيث شخّص الأطباء حالتي الصحية بالخطرة جداً، خاصة فيما يتعلق بيدي اليسرى التي لا أستطيع تحريكها”، مشيراً إلى أنه تم تحويله إلى أحد مشافى الواقعة في فلسطين المحتلة سنة 1948 لكن سلطات الاحتلال منعته من الوصول إليها لأنه ممنوع أمنياً لديها، ولكنه سيبذل قصارى جهده من أجل السفر للخارج لإجراء عملية جراحية.
وبأنفاس حارقة كاللهب؛ تنهد أنس الحج ثم قال “حسبي الله ونعم الوكيل، في كل يوم أعد الدقائق والساعات التي ستمضي حتى أشفى، في كل يوم أرى الويلات وأذوق العذاب عندما يقومون بالتغيير لي على الجروح، حياتي كلها انقلبت رأساً على عقب بسبب ظلمهم وافترائهم”، في إشارة إلى المليشيات التي تأتمر بأمر رئيس السلطة محمود عباس.
لم نعد قادرين على المشي
ويروي الشاب الفلسطيني إبراهيم شاهين، ذو التسعة عشر ربيعاً، الذي يدرس بقسم السكرتاريا بكلية المجتمع، فصول تجربته مع اعتداءات التيار الانقلابي، حيث أطلقت عناصر من حركة “فتح” النار على ساقيه، ولم يتمكن حتى اللحظة من المشي عليهما.
تحدث إبراهيم عن تفاصيل ذلك الحادث الذي كان مفصلياً إلى حد ما في حياته، قائلاً “في الثالث عشر من حزيران (يونيو)، أثناء عودتي من درس السياقة؛ فإذا بحاجز أمني يوقفني نظراً لأني كنت ملتحياً، وأخذوني إلى غرف التحقيق الخاصة بهم، وأخذوا يضربوني ببنادقهم ضرباً مبرحاً، ناهيك عن السب المقذع للذات الإلهية، ومن ثم أخذونا إلى الشاليهات (التابعة لحرس الرئاسة)، وأطلقوا النار علينا”.
لم يكن من إبراهيم إلاّ أن صمت ثم قبل أن يطلق دعوة انطلقت بحرقة من صميم قلبه، حيث قال”الله مهلكهم لا محالة، أنا لم ارتكب ذنباً يذكر حتى يعاقبوني بساقيّ ويعطلوني عن الحركة كل هذا الوقت”.
أما “أبو عبد الله”، القائد الميداني في حركة “حماس”، الذي كان مستلقياً على ظهره منذ أكثر من شهر بعد إصابته أثناء توليه مهمته العسكرية في محيط أبراج عين جالوت بالنصيرات، التي كان يسيطر عليها المسلحون الانقلابيون، فقد قادته الأحداث المفاجئة في موقع الحدث هذا إلى أن يطلق المسلحون من الطرف الآخر بضع رصاصات في اتجاه ساقه اليسرى، ما أدى إلى تقطيع الشرايين وارتخاء الأعصاب، حيث يتنبأ الأطباء أنه من الممكن أن يواجه صعوبات في المشي مستقبلاً أو على الأقل ألا يعود إلى سابق عهده الطبيعي.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

سجن جندي احتياط إسرائيلي لرفضه القتال في الضفة الغربية
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية إن جندي احتياط إسرائيليا سجن 5 أيام بعد رفضه المشاركة في القتال في الضفة الغربية...

رفض حقوقي للخطة الأمريكية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام عبر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان عن رفضه التام للخطة الجديدة التي تروج لها الولايات المتحدة الأميركية، بالتنسيق مع دولة...

33 شهيدًا و94 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 33 شهيدا، منهم 29 شهيدا جديدا، و4 شهيد انتشال)، و94 إصابة، إلى مستشفيات غزة خلال...

أبو عبيدة: الإفراج عن الجندي الأسير عيدان ألكساندر اليوم الاثنين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قرارها، الإفراج عن الجندي الصهيوني الذي يحمل...

16 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة إسرائيلية في مدرسة تؤوي نازحين في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة فجر اليوم الاثنين، بعدما استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في جباليا البلد شمال غزة،...

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...