تقديرات صهيونية تستنتج هزيمة الاحتلال أمام القسام في المواجهة الأخيرة

تتفاعل التقديرات في أوساط الخبراء والمحللين الصهاينة، لترسم مشهداً قوامه الاستنتاج بهزيمة الكيان الصهيوني وجيشه الاحتلالي في المواجهة التصعيدية الأخيرة مع المقاومة الفلسطينية، وخاصة على جبهة قطاع غزة ـ النقب الغربي المحتل.
وفي أحدث هذه التقديرات؛ أقرّ الخبير الأمني والاستراتيجي الصهيوني زئيف شيف، بهزيمة الكيان الصهيوني في مغتصبة “سديروت” الواقعة في النقب الغربي المحتل سنة 1948، أمام المقاومة الفلسطينية وفي طليعتها كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
وقال شيف، المعروف بعلاقته الواسعة بدوائر بالمنظومة الأمنية الصهيونية، في تعليقه اليومي بصحيفة “هآرتس” العبرية في عددها الصادر الجمعة (8/6)، “حتى لو أعلنّا عشرات المرات بأنّ حماس مضغوطة وتريد وقف النار؛ فهذا لا يشطب حقيقة أنه في المعركة على سديروت “إسرائيل” هُزمت عملياً”.
وشدّد شيف على أنّ “التصريحات الزائدة” التي أطلقها مسؤولون صهاينة مؤخراً عن حرب محتملة مع سورية؛ لا ينبغي أن تصرف الانتباه عن الهزيمة في “سديروت”.
وخلص زئيف شيف إلى اعتبار أنه يوجد ردع متبادل بين الكيان الصهيوني والمقاومة في قطاع غزة، وقال إنّ الكيان الصهيوني “علق في تعادل عسكري مع حماس”، مشيراً إلى أنّ ذلك يمثلا إخفاقاً ذريعاً في الوعي الوطني (للصهاينة)، الذي هو أخطر من الإخفاق في حرب لبنان الثانية”، وفق تعبيره.
ورأى شيف أنّ “ما حصل في هذه المدينة (سديروت) لم يحصل لها منذ حرب الاستقلال (اغتصاب فلسطين سنة 1948)، هذا إذا حصل أصلاً”، حسب استنتاجه.
وقال الخبير الاستراتيجي الصهيوني إنّ “العدو (يقصد المقاومة الفلسطينية وفي طليعتها حركة حماس) استنزف مدينة كاملة، أوقف حياتها الجارية”، مشيراً إلى أنّ يأس رئيس بلدية مغتصبة “سديروت” هو مثال واحد عمّا يجري، كما أنّ “مشهد شيوخ المدينة يعودون من رحلة “الانتعاش” ويرفضون النزول من الباص إلى منازلهم؛ هو دليل آخر على أنّ ما يجري في سديروت هو عار وطني”، على حد وصفه.
وتطرق زئيف شيف في مقاله إلى أقوال عناصر الاحتياط بجيش الاحتلال من مغتصبة “سديروت” ومغتصبات أخرى في الجنوب، ممن التقوا مرتين مع وزير الحرب الصهيوني عامير بيرتس، “فهم لا يهددون بألاّ يخدموا في الاحتياط، بل يشرحون بأنهم يعيشون في خط جبهة الكيان الصهيوني ويشعرون بأنّ باقي أجزاء البلاد والحكومة لا يقفون خلفهم. فإحساسهم هو أنّ الحكومة فشلت في الدفاع عن الجبهة الداخلية”، حسب ما كتب.
وتابع شيف قوله “بالفعل، الحكومة الحالية وسابقتها أيضاً فشلت هنا فشلاً ذريعاً”، وأضاف أنّ الحكومة الصهيونية لن تنجح في أن تصبح “سديروت” المقصوفة ما سماه “مشروع دفاع وطني”، وقال “هذا يعزِّز التقدير بأنّ هذه الحكومة غير قادرة على قيادة الأمة في مواجهة عسكرية كبرى”.
واعتبر المحلل الاستراتيجي الصهيوني أنّ هذه التطوّرات مثّلت هزيمة لجهاز أمن الاحتلال، بما في ذلك الجيش الصهيوني، مؤكداً أنه على مدى سنوات لم يتوفر جواب، وانّ كان جزئيا، على مشكلة صواريخ “القسام”.
وزعم شيف أنّ العدو الذي هزم الكيان الصهيوني في “سديروت” هو “منظمة إرهابية” ضعيفة من ناحية عسكرية، ورغم ذلك نجحت في تحقيق ردع متبادل حيال الكيان الصهيوني مثلما حقق حزب الله، مشيراً إلى أنّ حكومة الاحتلال وجهاز أمنها يبرران الوضع بحجج مثل: يدور الحديث عن معركة اقتحام شديدة، سيُقتل فيها جموع من الفلسطينيين وستكون للصهاينة فيها خسائر كثيرة؛ وأنّ الجيش الصهيوني سيعلق في قطاع غزة في الوقت الذي قد تشتعل فيه الجبهة السورية؛ وأنّ الرأي العام الدولي سيعارض ردّ الكيان الصهيوني شديد. وقال إنه في هذه الأثناء، لا يردّ جيش الاحتلال بالنار على مصادر النيران للقسام حين تطلق من مناطق مأهولة، حسب زعمه.
ورأى زئيف شيف أنّ الواقع رسّخ حقيقيتين استراتيجيتين هامتين محظور تجاهلهما، الأولى هي أنّ التغييرات في ميدان المعركة وفي شكل القتال أدت إلى أنّ العمق الاستراتيجي، وليس فقط الجغرافي، للاحتلال هو صفر، مشيراً إلى أنه إذا حصل في الضفة ما يحصل في قطاع غزة، فسيعود الموقف إلى وضع مشابه للوضع الذي كان في فلسطين في اغتصابها، بما في ذلك يُحتمل أيضا طرد مؤيدي المقاومة الفلسطينية، في إشارة تهديدية إلى واقع النكبة.
ورأى شيف أنه يتعيّن على الكيان الصهيوني أن يُصرّ اليوم على عزل الضفة وأن تُرفض خطة المنسق الأمني الأمريكي الجنرال كيت دايتون لاختبارات التنفيذ الأمنية، بزعم أنّ من شأنها أن تؤدي إلى تسلل “حماس” إلى الضفة، حسب مخاوفه.
وعلّق شيف ما تقضي به خطة دايتون من أنه لو تم التوصل إلى وقف نار حقيقي في قطاع غزة فيجب أن تمر سنة هادئة واحدة على الأقل إلى أن ينتقل وقف النار إلى الضفة؛ فكتب معقباً على ذلك “إنّ الحقيقة الثانية هي إلغاء كامل تقريباً للقاعدة الاستراتيجية التي قرّرها دافيد بن غوريون”، في أنه عند اندلاع مواجهة عسكرية فإنّ على الكيان الصهيوني أن ينقل بسرعة القتال إلى أرض العدو، فالآن العدو (المقاومة) هو الذي ينقل فورا النار والقتال إلى أرض الكيان الصهيوني، حسب ما قال.
وكان مجاهدو كتائب عز الدين القسام قد تمكّنوا في الأسابيع القليلة الماضية من دكّ مغتصبة “سديروت” الصهيونية وما يجاورها من مغتصبات وتجمعات بعشرات صواريخ القسام، ما أدى إلى مقتل اثنين من الصهاينة وجرح العشرات وإجبار الآلاف على الفرار بسبب الرعب الذي خلّفه توالي انهمار الصواريخ الذي تواصل بوتيرة متصاعدة، رغم القصف الصهيوني وتحليق الطيران الحربي لجيش الاحتلال المكثف في سماء قطاع غزة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

إصابة مواطنين برصاص الاحتلال في بنت جبيل جنوبي لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شخصان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، في بلدة مارون الراس الحدودية، قضاء بنت جبيل، جنوب لبنان....

حماس: الموقف العربي من حرب التجويع والإبادة لا يرقى لمستوى الجريمة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام شددت حركة "حماس" على أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جريمة حرب مركبة في غزة، باستخدامها التجويع سلاحا ضد...

السلطة تقطع رواتب عدد كبير من الأسرى في سجون الاحتلال
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام أقدمت السلطة على قطع رواتب عدد من الأسرى والأسيرات، والمحررين والمحررات، في خطوة أثارت استياء واسعًا في...

الأورومتوسطي: إسرائيل تقتل امرأة فلسطينية كل ساعة في قطاع غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل بالقصف المباشر على قطاع غزة ما معدله 21.3 امرأة...

الصحة تحذر من تسارع مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وزارة الصحة من أن مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية في "تسارع خطير"، فميا أفادت بأن مستشفيات القطاع استقبلت...

الأونروا تحذر من ضرر غير قابل للإصلاح مع إطالة أمد الحصار الإسرائيلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن إطالة سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال المساعدات إلى...

السفير الأمريكي في إسرائيل يجدد دعم واشنطن لتهجير الفلسطينيين من غزة
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام جدد السفير الأمريكي لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي مايك هاكابي، دعم واشنطن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، رغم...