عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

المفاوضات مع سوريا لن تطرح في قمة اولمرت – بوش

المفاوضات مع سوريا لن تطرح في قمة اولمرت – بوش

بعض مستشاري رئيس الوزراء الصهيوني “ايهود اولمرت” يتحفظون من المبادرة لاستئناف محادثات السلام مع سوريا خشية ان يمس الأمر بعلاقات دولة الكيان مع الولايات المتحدة، و حسب هذا الفهم، فان الإدارة الأمريكية غير راضية عن إحياء القناة السورية وترى في نظام الرئيس بشار الأسد جهة إشكالية تمس بالاستقرار الإقليمي.

وقال مصدر سياسي في القدس المحتلة ان استئناف المفاوضات الإسرائيلية – السورية ليس على جدول الأعمال الذي اعد للقاء اولمرت مع جورج بوش بعد أسبوعين، حيث سيبحثان المسيرة السياسية مع الفلسطينيين، ومبادرة السلام العربية، فضلا عن صد التهديد النووي الإيراني.

ومقابل مستشاري أولمرت، يعتقد رئيس هيئة أركان الجيش الفريق “غابي اشكنازي” بأن على تل أبيب استئناف المحادثات مع سوريا لإبعادها عن إيران، وتصميم نظام إقليمي جديد تقترب فيه دمشق مما وصفها بـ”الدول العربية المعتدلة”.

وقال اولمرت مؤخرا في محادثات مغلقة ان واشنطن “لم تقل لنا رسميا أبدا ألا نتحدث مع السوريين”، فيما فهم موظفون كبار شاركوا في المباحثات أنه يدير اتصالات سرية مع دمشق، وحسب مصدر سياسي صهيوني مطلع، فان الفحص الذي يجريه اولمرت من خلال طرف ثالث بشأن استئناف المحادثات يرمي إلى فهم “المقابل الاستراتيجي الذي ستعطيه سوريا للكيان الصهيوني بعد انسحابه من هضبة الجولان، وقال المصدر: “نحن نريد أن نعرف اذا كانت الحدود فوق بحيرة طبريا ستكون هادئة أم ستكون هناك مواقع عسكرية لحركة حماس وقوات إيرانية”.

من جهة أخرى، فإن التقديرات الاستخبارية التي يتلقاها اولمرت تشدد على المكان المركزي لسوريا في “محور الشر” لأعداء دولة الكيان، وهي إيران، حزب الله ومنظمات المقاومة الفلسطينية، ويسعى رئيس الوزراء لان يتأكد، قبل أن يوافق على الشروع في مفاوضات، بان سوريا ستوافق على تبريد علاقاتها مع إيران، وتعود لتنخرط من جديد في منظومة الدول السنية في المنطقة، إلى جانب مصر، الأردن والسعودية. وحسب المصدر السياسي فان انسحابا من الجولان سيكون خطأ اذا كان الحلف السوري مع إيران سيستمر، ومثله دعمها لحماس وحزب الله.

ويبحث المجلس الوزاري السياسي – الأمني الصهيوني اليوم الأربعاء في الإستراتيجية الإسرائيلية حيال سوريا، وسيستمع الوزراء إلى التقديرات الاستخبارية عن تعاظم الجيش السوري وتزوده بسلاح حديث، تمترسه وتدريباته التي يجريها لقواته، وتعتقد شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” بان الاستعداد السوري ليس في منظومة هجومية بل دفاعية، ورد الجيش الصهيوني على التعاظم بمناورات لقواته البرية في هضبة الجولان، وبمناورة قيادات كبيرة جرت في هيئة الأركان.

· تخوفات صهيونية

التخوف الأساس في تل أبيب هو من سيناريوهين: السيناريو الأول هو عمليات مقاومة تطرح كخطوة “لتحرير الجولان المحتل” في حالة إصرار صهيوني على رفضها المفاوضات، والسيناريو الثاني هو خطوة أكثر جرأة، “خطف” يحاول فيه الجيش السوري السيطرة بالقوة على منطقة صغيرة، واستخدامها كرافعة لمسيرة سياسية تخلي فيها تل أبيب كل الجولان، على نحو يشبه الإستراتيجية التي اتخذها المصريون في حرب عام 1973.

من جهة أخرى، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية العميد “بايداتس” إن حزب الله يهيئ نفسه لاحتمال حدوث مواجهة الصيف الحالي، ومع ذلك فإنه معني بالهدوء حالياً، ولكن يمكن القول أيضاً إن سوريا هي الأخرى تعد نفسها لمثلِ هذه المعركة، من خلال الإسراع بتنفيذ صفقات أسلحة والتعجيل في التدريبات، ورغم ذلك لا يوجد هناك أي تغيير على الوجود السوري في هضبة الجولان، وإن حضوره حضور دفاعي وليس هجومي، مع أن بإمكانهم تطويرَ هذا الوجود والانتقال إلى حالة من القدرة التنفيذية الهجومية، وإن هذا كَّله ناجم من خشيةِ سوريا من إمكانية حدوث مواجهة مع “إسرائيل” هذا الصيف.

وعقب وزير الدفاع على هذه المعطيات بقوله: إن التواجد السوري في الجولان تواجد دفاعي ولكن يمكن الانتقال من هذه الحالة إلى حالة هجومية خلال مدةٍ قصيرة، إذ أن الانتقال إلى حالة هجومية من شأنه أن يتم خلال أيام وليس أشهر، لأن أمر الانتقال من حالة الدفاع إلى الهجوم بحاجة إلى قرار فقط، ونحن من جانبنا على استعداد لمواجهة أي سيناريو محتمل، كما تطرق إلى التصريحات والتلميحات السورية بشأن السلام فقال: إن سوريا تمسك بزمام السيطرة على تسليح حزب الله، فإذا رغبت بإيقاف مثل هذا الإجراء، تستطيع القيام بذلك، وأضاف: ينبغي علينا فحص كافة الخطوات بحذر، ولكن دون إغلاق الأبواب في وجه التوجهاتِ السورية.

· إحصائيات عسكرية هامة

ورغم نفي المسئولين السياسيين والعسكريين الصهاينة لوجود أي توتر او حركة غير اعتيادية على خط الجبهة مع سوريا، استمرت وسائل الإعلام على مختلف أنواعها بنشر أخبار الحرب وكأنها أمر بات مقضيا لا مفر منه، مرددة أنباء حول التسلح السوري المحموم، والعلاقات مع إيران، لدرجة اتهام سوريا بشراء صواريخ ارض أرض، ومنظومات للدفاع الجوي من روسيا لحساب إيران، وغيرها من الاتهامات المنقولة في العادة عن مصادر عسكرية غير معروفة او مصادر استخبارية غربية مجهولة الهوية.

وفي هذا الإطار، نشرت صحيفة “يديعوت احرونوت” تحليلات سياسية وعسكرية تنبأ فيها بقرب الحرب مع سوريا، إضافة لتصور لميزان القوى بين الجانبين تضمن أعداد الأسلحة وأنواعها وصلاحيتها، إضافة إلى عدد الجنود في كلا الجيشين، وحسب الصحيفة فان سوريا تملك 490 طائرة مقاتلة خرج بعضها من الخدمة الفعلية، إضافة إلى 23 طائرة نقل عسكرية مقابل 600 طائرة مقاتلة تمتلكها “إسرائيل”، و79 طائرة نقل، فيما تمتلك سوريا 227 طائرة عمودية مقابل 300 طائرة إسرائيلية.

وفي مجال الصواريخ ارض ارض، تمتلك سوريا حوالي 150 صاروخ ارض ارض أغلبها من طراز سكود، مقابل 50 صاروخا من طراز يريحو 2 تمتلكها تل أبيب، إضافة لبطاريتي صواريخ مضادة للصواريخ من طراز حيتس، في حين تمتلك سوريا 227 منظومة دفاع جوي مقابل 60 منظومة إسرائيلية.

وعلى صعيد الأسلحة البرية والبحرية، تمتلك دمشق 3700 دبابة من مختلف الأنواع، و512 ألف جندي بين نظامي واحتياط، مقابل 3900 دبابة إسرائيلية و 613 ألف جندي بين نظامي واحتياط، فيما يمتلك الجيش السوري ثلاث غواصات لا يعرف وضعها التشغيلي، مقابل 5 غواصات إسرائيلية، وفي حين تمتلك سوريا 14 زورقا حربيا مقابل 17 زورقا إسرائيليا، ما يجعل تفوق الجيش الصهيوني واضحا في كافة المجالات إذا صحت الأرقام التي تناولتها الصحيفة، إضافة إلى التفوق النوعي والتقني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات