عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

بدلا من استعادة جلعاد…تلقينا صواريخ القسام

بدلا من استعادة جلعاد…تلقينا صواريخ القسام

في هذه الأيام ستكون قد مرت سنة علي اختطاف “جلعاد شليط” من داخل دبابة للجيش الإسرائيلي، شرقي الجدار المحيط بقطاع غزة، النفق الذي حُفر تحت الخط الأخضر، وعملية الاختطاف الجريئة لأفراد القسام، نُفذت في أوج فترة هدوء نسبي في المنطقة، كانت تلك احدي الفترات التي تم فيها إحراز وقف إطلاق لصواريخ القسام من داخل القطاع علي سديروت والبلدات القريبة منها.

كان لـ”إسرائيل” ردان فوريان، أحدهما إعلان ملتوٍ بطلب الإطلاق الفوري بلا شرط للجندي الأسير، ولن تُجري أي تفاوض في إطلاق أسرى فلسطينيين مقابل إعادته، والرد الثاني على الصعيد العسكري استعمال حصار شبه تام وضغط عسكري شديد، رمت هذه الخطوات إلى إقناع مختطفيه ومن قد يؤثرون فيهم، بأن الثمن الذي سيحتاج إلى دفعه سكان القطاع، إذا لم يُطلق سراحه فورا، سيكون غير محتمل عندهم.

هناك وآنذاك بدأت حرب غزة الثالثة، الاثنتان السابقتان: بعد تشرين الأول أكتوبر 1956 وحزيران يونيو 1967، وهي حرب بدأت بعد الانفصال الإسرائيلي عن القطاع قبل ذلك بسنة، تبين في تلك الأيام جميع الدلائل التي كُشف عنها بعد عدة أسابيع في الحدود اللبنانية، اتخذ المستوي السياسي الأمني الإسرائيلي قرارات إستراتيجية متسرعة، بلا فحص وبلا نقاش مسئول متعمق، كانت تلك قرارات غير موزونة وعديمة المسؤولية، وصفعها الواقع سريعا جدا علي وجوهنا، أصبحنا نستطيع اليوم أن نقرر ثلاث حقائق لا اعتراض عليها: لا يوجد أحد اليوم يتذكر الالتزام الصارم والمتبجح لرئيس الحكومة وهو أن الدولة لن تجري مفاوضات في مبادلة الأسرى بالجندي الأسير، مرت أيام معدودة، ونُسي التصريح وخُزن وابتدأ التفاوض، أشك في أن يكون الثمن الذي سندفعه عن جلعاد أقل من الثمن الذي كنا سندفعه لو توصلنا إلى اتفاق فورا بعد اختطافه.

المشكلة الرئيسية التي تواجهنا اليوم ليست عودة جلعاد، لقد برهنا علي أن الفلسطينيين سكان القطاع يدفعون في الحقيقة ثمنا باهظا جدا، بيد أن سكان سديروت وسائر بلدات غلاف غزة يُطلب إليهم في هذه الأثناء أن يدفعوا ثمنا أبهظ بكثير، منذ زمن نسينا أن كل ما طلبناه هو إطلاق سراح جندي مختطف، نحتار اليوم كيف نوقف إطلاق صواريخ القسام، تعلمنا أن نعرف ونفهم العلاقة المتبادلة بين التهدئة في سديروت والتهدئة في مناطق القطاع.

وفي آخر الأمر، تعرضنا الي الآثار المقلقة لخطواتنا بمكانة الدولة في العالم، إن الصور والتقارير التي تصل من القطاع أصعب من تلك التي وصلت قبل سنة من لبنان، فهناك حارب الجيش الإسرائيلي عصابات حزب الله العسكرية، وهنا في حرب غزة الثالثة، الصورة التي تُرسم في العالم هي صورة الدولة التي حوّلت 1.4 مليون مواطن فلسطيني في القطاع إلى رهائن، منذ سنة وهؤلاء السكان يعيشون في ظروف خانقة وظروف حصار شبه شاملة.

ربما لأن هذه الحرب ما تزال في أوجها، لا نعترف بالإخفاق السياسي والعسكري، ولسنا نطلب إقامة لجنة تحقيق رسمية تفحص عن الإخفاقات، والأخطاء والإدارة الفاشلة للحرب هذه، وهذا مؤسف، فالحقائق والواقع واضحان بنظر الجميع.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

جنين- المركز الفلسطيني للإعلامتصدّت المقاومة لقوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة، بعد اقتحامها جنين وحصارها منزلا في بلدة جبع جنوبًا، شمال...