عاجل

الإثنين 06/مايو/2024

الأمن الإقليمي من منظور إسرائيلي

الأمن الإقليمي من منظور إسرائيلي

 

إن الأمن الإقليمي القائم على تعاون مجموعة من الدولالمتجاورة هو سمة هذه المرحلة، فالمحاور الإقليمية الناشئة مهمتها ضمان استقرار دولالمنطقة والعمل على حل نزاعاتها، وتعزيز التعاون فيما بينها، والحد من التسلحالتقليدي والانتشار النووي، والتعاون المشترك لمكافحة الإرهاب والحركات المتشددةوضبط ومحاصرة الدول التي تشكل حاضنا لهذه المجموعات تحت طائلة الحصار والتضييقعليها، ومن هنا يبدو أن هذه الدراسة تسعى لوضع منطقة الشرق الأوسط تحت هذا العنوانبحيث يكون التفاهم الإقليمي بين دول المنطقة ومن بينها إسرائيل قائما على مكافحةالإرهاب والدول المارقة التي ترفض الانخراط في اتفاقيات من هذا النوع، وتربط هذهالدراسة استقرار دول المنطقة ونموها الاقتصادي وأمنها الداخلي بأمن واستقرارإسرائيل.



العنوان الأصلي: Regional Security- An Israeli Perspective
الكاتب: د. صموئيل بار
  Shmuel Bar – باحث وخبير استراتيجي في معهدهرتزيليا
المصدر: ورقة مقدمة إلى مؤتمر هرتزيليا

التاريخ: 21-24 كانون
الثاني/ يناير 2007
ترجمة: الزيتونة



البحث عن الأمن الإقليمي
   كان السعيللتوصل إلى آلية للأمن الإقليمي، تكون موضع إجماع ومقبولة من الجميع وما يزال جزءاًمن عملية السلام العربية – الإسرائيلية منذ عقد مؤتمر مدريد عام 1991. جاءت هذهالعملية كنتيجة للتجربة الإيجابية التي تمخضت عنها الحرب الباردة والتحالفاتالأمنية التي كانت سائدة في أماكن أخرى من العالم. إن السعي لتطبيق مفاهيم أمنيةعالمية على مستوى إقليمي. كانت مشكلة، منذ البداية، وتمثلت في محاولة ترجمة وتطبيقبعض المبادئ التي رسمت العلاقات بين تحالفات القوى العظمى على مستوى العلاقات بينالدول بشكل أحادي. إن الدروس التي نستفيد منها مما جرى تطبيقه في المناطق الإقليميةالأخرى، حيث تمت محاولات من هذا النوع غالباً ما كانت غير ذات صلة. وفي أنحاء أخرىمن العالم حيث تم إنشاء تحالفات أمنية، كانت أساساً في مناطق يعمها السلام أصلاً،بينما في منطقة الشرق الأوسط فإن البحث عن الأمن الإقليمي يتم النقاش حوله كجزء منعملية السلام الشامل التي يتم السعي لتحقيقها بين دول المنطقة التي هي فيحالة حرب.
  
إن النقاش حول الأمن الإقليمي الذي جرى خلال عقد التسعينات من القرن الماضي
قد أخذ مكانه ضمن عدد من المحاور الإقليمية التي لا تزال موجودة إلى اليوم. أحد هذهالمناطق لا يزال يعاني مخاض صدمة الاحتلال العراقي للكويت، والشعور بالامتنان الذيلا زالت تبديه دول الخليج العربي للولايات المتحدة التي سارعت إلى حمايتها وإنقاذهامن أحد أبناء جلدتها. لقد عانى المعسكر المتطرف في تلك الفترة من حالة تراجعوتقهقر، فقد وجدت سوريا نفسها دون رعاية قوة عظمى، ولحق العار بمنظمة التحريرالفلسطينية لتأييدها العراق في احتلاله الكويت، وقيّد نظام صدام حسين بنظامالعقوبات، ومفتشي الأسلحة، والمناطق الشمالية والجنوبية العراقية منع فيها الطيرانالعراقي من التحليق، إضافة إلى قوة قوات التحالف العسكرية الموجودة في المنطقة،فالتوجه العام كما يبدو كان يسير نحو الاستقرار.
  
يميل الشعور العام في منطقة
الشرق الأوسط بشكل أساسي إلى تعريف أي توتر في المنطقة على أنه بسبب النزاع العربيالإسرائيلي. رغم أن هذا يناقض التجربة التي مرت بها المنطقة. وتبرز لنا الأحداثالأمنية التي عصفت بالمنطقة خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي، صورة الحربالعراقية – الإيرانية، والتي امتدت طوال ثمانية أعوام، والغزو العراق للكويت،والأزمات المتعددة التي وقعت في المناطق الكردية، سواء بين الأكراد والعراقيين أوبسبب التدخل التركي في هذا النزاع. واستمرار الدعم العراقي لمنظمة مجاهدي خلقالإيرانية، وتبادل عمليات التفجير بين الدولتين، والنزاع الحدودي بين إيرانوجيرانها من دول الخليج، والاحتلال السوري للبنان، والتوتر بين تركيا وسوريا بسببحزب العمال الكردستاني. كل نزاع من هذه النزاعات له أصوله وجذوره المختلفة، التي لاتمت إلى النزاع العربي – الإسرائيلي بصلة. إن تركيز النقاش حول الأمن الإقليمي فيالمنطقة من زاوية النزاع العربي – الإسرائيلي، لن يؤمن الإجابات الصحيحة والمناسبةلهذه القضايا وباقي الأزمات الأخرى. وأضفت الحرب على الإرهاب التي ألقت بظلها علىعملية السلام في المنطقة منذ أيلول/ سبتمبر 2001، معنىً جديداً للرابط بين الأمنالمحلي والأمن الإقليمي، كما قامت بتعريف أساليب جديدة للتورط الدولي في أحداثالمنطقة.

عملية مدريد
   تضمنت المساراتالمتعددة لمؤتمر مدريد مجموعة عمل تهتم بالحد من التسلح والأمن الإقليمي (ACRS)،والتي عقدت عدداً من الاجتماعات بين عامي ( 1993- 1995)، حيث تمت بلورة عدد منالأفكار المتعلقة بالتعاون في شؤون الأمن الإقليمي (مرتبطة بقضايا مثل، تنظيم أمورعمليات الإنقاذ، الإعلان المسبق عن نشاطات عسكرية معينة، وتبادل المعلوماتالعسكرية). لقد تم التوصل إلى بعض الاتفاقات ولكن القليل منها قد تم تطبيقه، مثالعلى ذلك (خطوط الاتصال المباشرة التي بدأت بالعمل في عام 1995، ومن ثم توقفت عنالعمل في عام 1999).
  
كما ذكر سابقاً فإن مجموعة العمل
(ACRS) قد تأثرتكثيراً بنماذج عن الاتفاقات الأمنية التي عقدت خلال فترة الحرب الباردة. لذا فقدعانى مفهوم الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط من هذا التوجه والتأثر، والمفاوضات التيجرت عكست خلافات جوهرية في مقاربة الأطراف المختلفة لهذه العملية بشكل يكاد يفقدهامبرر وجودها.
  
من وجهة نظر الطرف الإسرائيلي وكذلك الأمريكي، فإن هذه العملية
تهدف لإشراك دول في المنطقة لم تكن مشاركة في المفاوضات الثنائية، وهذا يهدف إلىإضفاء الشرعية على العلاقات بين إسرائيل وهذه الدول، ولتعزيز وإيجاد مناخات سلميةفي المنطقة، ولدعم مسارات المفاوضات الثنائية. إن عملية تعزيز مناخات الثقة وبناءإجراءات أمنية، كان من المفترض أن يستمر إلى النهاية، وبالعمل على تعزيز الشعوربالأمن لدى كل الأطراف.
  
من ناحية أخرى تخشى العديد من الأطراف العربية
المشاركة ى من أن تؤدي عملية التطبيع، (أو حتى تخفيف حدة التوتر)، بين إسرائيلوالمحيط العربي، إلى إضعاف دعم العالم العربي لبعض المطالب المحددة لهذه الأطرافالمشاركة في المفاوضات الثنائية. دولة مصر والتي سبق ووقعت معاهدة سلام مع دولةإسرائيل كانت تخشى من أن تؤدي هذه العملية إلى إضعاف موقع مصر المميز، واستعملت هذاالأمر كوسيلة لشن حملة ضد التوجهات الإسرائيلية الإستراتيجية التي تواجه بها العرب،ولتسويق أفكار حول منطقة شرق أوسط خال من السلاح النووي.
  
توقفت عملية مدريد
المتعددة الأطراف في عام 1995. وأصبح من الواضح أن إحراز أي تقدم على هذا المسارمرتبط بتحقيق حل سلمي شامل بين إسرائيل وجيرانها العرب. من دون تحقيق تقدم علىالمسارات الثنائية، فإنه يبدو أن كل محاولة لتطوير اتفاقات تعاون أمني إقليمي أومنع انت

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات