الشاب شاهين يروي تفاصيل نجاته من الإعدام المحقق على يد أجهزة أمن الموت

“في اللحظة التي أمسكوني فيها وقالوا اذهبوا به إلى السرايا؛ عرفت أنها نهاية حياتي وأنني لن أنجو أبداً، وقلت حينها إنني سأفارق الحياة”. هذا هو الموقف الذي لا يكاد يفارق ذاكرة الشاب أدهم شاهين، البالغ من العمر اثنين وعشرين عاماً، وهو من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، والذي نجا من الموت المحقق بأعجوبة.
بداية القصة
ويقول شاهين في رواية لقصته المصوّرة التي شاهدها الآلاف “لقد كنت ذاهباً إلى عملي في مقر القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية، بالقرب من ملعب فلسطين والذي قُصف بعد يومين من قبل قوات الاحتلال، وعادة تكون المواصلات مؤمّنة من العمل ذهاباً وإياباً، إلاّ أنه في هذا اليوم (الثلاثاء 15/5) اتصلوا بي وأخبروني أنّ الأوضاع صعبة، ولم تتمكن السيارة من القدوم إلينا، فانتظرت في الموقف وقتاً طويلاً تجاوز ربع الساعة وأنا أبحث عن سائق أعرفه لأركب مطمئناً أن يوصلني إلى مكان عملي، إلى أن يئست بعد مرور الوقت وركبت بسيارة عادية من النصيرات متوجهاً للعمل، فأنزلني السائق بعد دوار السرايا بقليل، وكان ذلك الساعة 8:10 صباحاً، وكانت الأوضاع هادئة ولم أسمع طلقات نار، ولأنّ المقر قريب؛ فقد قرّرت أن أسير قليلاً لأصل إليه”.
يحملون أسلحة أمريكية
ويضيف شاهين شارحاً تجربته “وأنا أسير متّجهاً للعمل؛ فوجئت بمجموعة من المسلّحين المقنعين على اليمين واليسار من الشارع، يتجاوز عددهم العشرة، وأجسام غالبيتهم ضخمة، يحملون سلاحاً (رشاشاً) من نوع “إم 16” أمريكي الصنع، ويحملون كذلك سلاحاً من نوع “أر بي جي” (قذائف مضادة للدروع)، إضافة إلى عدد من المسلحين الذين يعتلون برجاً مرتفعاً في المنطقة اسمه برج الجوهرة”.
ويردف شاهين “حاولت الرجوع قليلاً وإيقاف سيارة لتقلّني، لكن لم أتمكن، فأمسكني اثنان منهم من أكتافي، وأول كلمة قالوها لي: متقلقش يا شيخ إحنا كفار. بعد ذلك سألوني: أين تذهب؟ فأجبت: إلى عملي، سألوني: وأين عملك؟ فقلت لهم: في الداخلية، رغم أنني أعمل في الأمن والحماية، لكن حتى أكفّ شرهم عني، وبالطبع سرقوا مني هاتفي النقال وبطاقتي ومالي وأوراقي الشخصية”.
شاب أعزل من السلاح .. في قبضتهم
ويؤكد شاهين أنه لم يكن معه سلاح أو ذخيرة، ويتابع “حتى لو كان أي أحد يمتلك سلاحاً؛ فلن يستطيع رفعه، لأنّ أصابعهم على الزناد، فأي حركة ستلاقي زخات رصاص، ما كان معي هو هاتفي النقال وبعض المال وهويتي وأوراقي الرسمية، وقد أخذوها مني جميعها”.
عرفت أنها نهايتي
ويسرد شاهين قصته “في اللحظة التي أمسكوني بها وقالوا: اذهبوا به إلى السرايا؛ عرفت أنها النهاية ولابد أن أخلِّص نفسي. فكنت أفكِّر وأحاول البحث عن طريقة للهروب من أيديهم، وأفلت منهم بعد أن دفعتهم بيدي وتمكنت من الهرب. في هذه اللحظات كان الرصاص كالمطر، ولكن كان هدفي الخلاص منهم بأي ثمن، وذهبت بين ثلاث سيارات بينما كان إطلاق النار لا زال ينهمر من كل جانب ومن فوق برج الجوهرة، وأُصبت في الصدر واليد أكثر من إصابة، إلا أنّ حلاوة الروح أشد، فكنت أتلقى الرصاص بجسدي وأحاول الفرار، ما أوقفني عندهم هو إصابتي في ركبتي، عندها لم أتمكن من المسير، إلاّ أنني رغم ذلك وضعت قدمي المكسورة على قدمي الأخرى وبدأت أزحف، زحفت ما يقارب المتر ونصف المتر، وما كان يشجعني أني رأيت سيارة رينو ونزل منها سائقها، لكنهم أطلقوا النار على السيارة وكانوا يقولون: اللي بدو يسعفوا حنطُخّوا”.
ويذكر شاهين “عندما رأيتموني في الفيديو المصوّر وأنا أنظر إلى يدي؛ فقد كانوا في هذه اللحظة قد أطلقوا النار عليّ فأُصبت في كف يدي فأمسكتها، ونظرت إليها وبعدها عدت أزحف، ما بين إصابة يدي وركبتي أقاوم الموت”.
كنت أقاوم الموت
ويضيف الشاب الفلسطيني الذي جاءته النيران من حيث لم يحتسب “لا زلت أقاوم الموت إلى أن أيقنت أنّ هذه هي اللحظات الأخيرة من عمري، وخاصة بعد أن منعوا كلّ من حاول إسعافي، وتيقّنت أنّ الله قدّر لعمري أن ينتهي الآن، فاجتهدت بالزحف واتجهت نحو القبلة ونمت على الجانب الأيمن، وتلفظت بالشهادة ثلاث مرات: أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً عبده ورسوله، وبعدها نمت ودخلت في غيبوبة لم أستفق منها إلاّ الساعة الواحدة وأنا تحت تأثير البِنج (المخدِّر الطبي)، إلاّ أني بفضل الله تمكّنت من إعطاء رقم هاتف بيتنا للطبيب” المعالج في المستشفى.
ويتابع شاهين “لا أعرف إطلاقاً كيف وصلت إلى المستشفى، وما عرفته هو أنني دخلت في غيبوبة أفقت منها، وقد حاولت أن أسأل الأطباء والاستقبال، إلاّ أنّ أحداً لم يعرف من أوصلني”.
فظائع كثيرة لم ترصدها الكاميرات
وتُعتبر قصة الشاب أدهم شاهين الذي نجا من الموت بأعجوبة؛ إحدى القصص التي رصدتها الكاميرا، ولكن هناك العشرات من القصص التي نفذتها تلك المليشيات المنبوذة فلسطينياً بحق أصحاب اللحى، ولكنّ الكاميرات لم تتمكن من التقاطها، رغم ما تحفل به من الفظائع.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...

قيادي في حماس: مفاوضات متقدمة مباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام كشف قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مفاوضات متقدمة مباشرة تجري بين الحركة والإدارة الأميركية حول وقف إطلاق...

مركز حقوقي: فظائع سديه تيمان تستوجب محاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب
بيروت- المركز الفلسطيني للإعلام أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى (مستقل) أن "ما كشفته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن الانتهاكات الصادمة التي تُرتكب في...

الصحة بغزة: 19 شهيدا و 81 إصابة وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة وصول مستشفيات قطاع غزة 19 شهيدا، و 81 إصابة خلال 24 ساعة الماضية....

المقاومة توقع قوة إسرائيلية بكمين في حي الشجاعية
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تنفيذ عملية مركبة في حي الشجاعية بمدينة غزة، أمس السبت، أسفرت...

الاحتلال يقتحم مجمع المدارس في حلحول ويشدد إجراءاته العسكرية في الأغوار
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من الطلبة بالاختناق، اليوم الأحد، جراء اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة مجمع المدارس في بلدة حلحول...

إصابة مواطنين برصاص الاحتلال في بنت جبيل جنوبي لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شخصان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، في بلدة مارون الراس الحدودية، قضاء بنت جبيل، جنوب لبنان....