عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

إسرائيل بعد جيل الرواد

إسرائيل بعد جيل الرواد

تدخل اسرائيل مرحلة ما بعد جيل الرواد بعد ان اخفق آخر ثلاتهم شارون واولمرت وبيريز في تسليم الجيل الجديد غنيمة يسهل عليهم حمل عبء الدفاع عنها في وجه اصحابها الشرعيين الذين يزدادون اصرارا وقدرة على مقارعتهم رغم الاختلال الهائل في القوة المادية بينهم.

باعتبار اولمرت صار في خبر كان، تتحرك القيادات الشابة لتصدر الساحة السياسية الاسرائيلية ولن يطول الوقت قبل ان نشهد السجال يدور بين رموز شابة مثل باراك ونتانياهو وتسيبي ليفني وعامي ايالون.

كان هم جيل الرواد في اسرائيل توسيع رقعة اسرائيل الى اقصى مدى ممكن وجلب اكبر عدد من يهود الشتات للعيش في اسرائيل ولذلك تمسكوا بالاراضي العربية المحتلة عام 1967 وصادروا اكبر قدر من تلك الاراضي ولكن مع استلام الجيل الجديد للقيادة في اسرائيل كان مشروع التوسع قد لقي مقاومة اجبرته على الانكفاء نسبيا، والسؤال المطروح حاليا هل سيكون بمقدور الجيل الجديد مواصلة التمسك بالاراضي العربية المحتلة عام 1967 .

يقول بنيامين نتانياهو زعيم حزب الليكود ان افضل حل لمشكلة الفلسطينيين هو باقامة فيدرالية اوكنفدرالية بينهم وبين الاردن وهو بذلك يضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد فهو يتجنب الانسحاب الى حدود 1967 واقامة دولة فلسطينية مستقلة والاقرار بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة الى ديارهم وممتلكاتهم التي اغتصبت منهم واما مبادرة السلام العربية فهو يرفضها وهذا يعني عدم امكانية التوصل الى سلام مع حكومة بزعامته في حالة عودة حزب الليكود الى الحكم.

واما حزب العمل الذي يتنافس على زعامته كل من ايهود باراك وعامي ايالون فليس لديه برنامج واضح يتميز فيه عن حزب الليكود وهذا سبب تحوله الى حزب ثانوي واذا ما قدر لحزب كاديما النهوض مجددا واختار قيادة بديلة عن ايهود اولمرت فسيكون حلقة ضعيفة تجسر الهوة بين اليسار واليمين وهذه وصفة مثالية لحالة الشلل السياسي على صعيد ما يسمى بعملية السلام.

في ظل هكذا اوضاع على الساحة الاسرائيلية وارتباك الساحة الفلسطينية وعجز الفعل السياسي على مستوى الدول العربية سيبقى الصراع دائرا بين القوات الاسرائيلية وقوى المقاومة الفلسطينية دون وجود حلول سياسية، فالى اين سيقود هذا الواقع الناجم عن استمرارية النزاع بآلياته؟

شاء الاسرائيليون ام ابوا فقد اصبحت المشكلة الفلسطينية لا تخص الفلسطينيين وحدهم وانما اصبحت مشكلة مزمنة تخصهم ومرتبط مصيرهم بمصيرها فلا الشعب الفلسطيني سينقرض ولا ارادته في العودة الى وطنه والعيش فيه ستتزعزع وقد اثبت الفلسطينيون انهم مستعدون لتحمل كل صنوف العذاب وتقديم كل التضحيات من اجل الحفاظ على هويتهم واستعادة حقوقهم المسلوبة وعلى الاسرائيليين ان يشاطروهم هذه العذابات والتضحيات الى ان يقتنعوا بانهم لن يحتفظوا بما غنموه بقوة السلاح.
 
* صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات