الجمعة 07/يونيو/2024

الهجمة على صاروخ القسام…!! لماذا ..؟؟؟

كمال جابر

عند مقارنة صاروخ القسام بما يملكه الكيان الصهيوني الغاصب من ترسانة أسلحة متطورة فتاكة ومتنوعة ،فإن هذه المقارنة تضعنا أمام مفارقة عجيبة ومدهشة لا بل محزنة ، مفادها أن لا مجال لإجراء مثل هكذا مقارنة في حكم المنطق الموزون !!! أو حقائق القوة على الأرض عند طرفي ساحة الصراع!!
إلا إذا أردنا استحضار مشهد (مجازي) تحتشد فيه أسراب من النمل لمواجهة قطيع عرمرم من الفيلة،،!!هذه هي الحقيقة المرة ، وهذا هو واقع الحال المزري !!!!

ولكن مع ذلك تجد من يفرد لسانه السليط لمهاجمة هذا (المشروع) القسامي المتوثب الطموح …. ، نعم إنه مشروع متعدد أوجه الإبداع ، وليس مجرد قذائف محلية تطلق على الصهاينة فتصيب مرة وتخطئ مرات تتلوها مرات…..!!!

ذلك أن المشروع الذي يعبر عنه القسام هو الوحيد الذي ظهر في ساحة الصراع مع الصهاينة وينطلق من أسس ويسعى لتحقيق أهداف تتناقض مع الاحتلال ومخططاته بكل وضوح وجلاء ،،!! مشروع يسعى بعنفوان لكسر كل القواعد التي تحكم صراعنا مع الصهاينة المعتدين !!! في الوقت الذي اعتاد فيه الصهاينة على رسم قواعد هذا الصراع وأدواته والتحكم بها بصورة انفرادية لخدمة مشروعهم وتثبيته على الأرض المغصوبة ليس إلا !!!

فالخلخلة التي يحدثها مشروع القسام في قواعد اللعبة ..لصالح المقاومة ، عبر إضعاف اليد الصهيونية القابضة بقوة على هذه القواعد ،،! هو ما يوجع الصهاينة ويثير الرعب في قلوبهم أكثر مما يتوجعون من إصابة هنا أو هناك تتسبب بها الصواريخ القسامية !!!
فالدلالات غير المرغوبة (حسب الصهاينة) والتي يحملها هذا المشروع القسامي هي التي تثير قلقهم ومخاوفهم ، ومن أقدر على تحديد هذه المخاوف والتعبير عن ملامحها منهم ؟؟؟ فهم الأقدر على فرز وتصنيف ما يواجههم إن كان يخدمهم أو يتناقض مع مخططاتهم،،، كيف لا وهم من ينسج كل الخيوط والسياسات القائمة لتعزيز وجودهم الظالم وتكريس سيطرتهم على الأرض والإنسان !، الأمر الذي لم تتم مجابهته بمشروع حقيقي مضاد يملك خططاً ناضجة وبرامج عملية جادة لمواجهة هذا البلاء الصهيوني المتمادي في غيه وعدوانه!!!! اللهم إلا مشاريع باهتة مخادعة كاذبة ، لم تكن في حقيقتها وجوهرها سوى أدوات ماكرة تقوم بمهمتين !!! الأولى : رفد الصهاينة بأسباب البقاء عبر حماية الحدود (إن من الداخل أو من الخارج) ، ومنع قيام أي قوة حقيقية من شعوب المنطقة تعمل بجد لاستهداف الصهاينة ومواجهتهم !!! والثانية: قطع الطريق على قيام مبادرات شعبية مخلصة غير مرتبطة بالاحتلال (شكلا ولا مضمونا) للقيام بواجبها في مواجهة المعتدين طالما هناك أنظمة رسمية وجيوش ومنظمات ثورية تقوم بالمهمة (المقدسة) !!!

وعبر هذه المعطيات المريرة ، نهض مشروع القسام ليكون صرخة في وجه المؤامرة والمتآمرين ، وثورة على عجزنا وضعفنا ، ومسيرة احتجاج لفقدان القدرة على فعل شي في مواجهة العدوان الغاصب ،، واعتصام بالإرادة الحرة لمجابهة ألوان وأشكال من الأعداء والمتآمرين نعرف منهم وننكر !!!

ولذلك فإن صاروخ القسام عندما يحلق في الأجواء الطاهرة باتجاه مواقع الصهاينة المجرمين ، وقبل ان يضرب أهدافه الحقيقية على الأرض !!! فإنه ينفجر في جدار الصمت العربي المطبق على جرائم بني صهيون ،،،ويكشف عن حجم التآمر والعجز الذي يتسربل به حكام العرب والمسلمين ،، ويزيل الستارة عن حقيقة الأدوار المشبوهة التي تقوم بها أنظمة النخاسة السياسية اليعربية ،،، ولهذه الأسباب وغيرها الكثير ، تبدأ المزايدات الرخيصة والهجوم الأرعن على القسام لا بل على المشروع الطاهر الذي عجز عن الأخذ به كل الرويبضات الذين صبوا جام غضبهم عليه ، (في الوقت الذي يتألم الصهاينة منه أشد الألم) ، لا لشيء ،، الا لأن (مشروع) القسام ، الصاروخ ، والفكرة ، والإرادة ، وروح التحدي … يفضحهم ويكشف عوارهم وخبالهم !!!!!!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات