عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

حين يذبح الفلسطيني بالسكين ويسكت العالم!

حين يذبح الفلسطيني بالسكين ويسكت العالم!
قبل أيام ، قام شابان فرنسيان يحملان الجنسية الإسرائيلية بذبح سائق فلسطيني من القدس الشرقية بالسكاكين بعد أن أوصلهما بسيارته وساعدهما في حمل أمتعتهما إلى داخل شقتهما.

مر الخبر من دون ضجيج ، ليس في الكيان الصهيوني فحسب ، بل في الغرب عموماً ، وفرنسا بشكل خاص.
فرنسا المصابة على نحو هستيري بوباء التصدي لمعاداة السامية ، الأمر الذي جعلها تستنفر كل مؤسساتها من أجل قبر يهودي رسمت عليه شعارات نازية ، أو من أجل يهودية مصابة بالضجر زعمت أن شابين بملامح شرق أوسطية قد تحرشا بها وأسمعاها كلاماً تفوح منه رائحة العنصرية ، قبل أن يتبين أن ما زعمته كان تلفيقاً في تلفيق.

هذه القصة مجرد نموذج لا أكثر ، ولو صحت لما عنت الكثير الكثير ، لأن حوادث العنصرية تقع كل يوم في فرنسا بحق العرب والأفارقة من دون أن تواجه بأدنى ردة فعل. ونتذكر كيف وصف الرئيس الفائز في الانتخابات (ساركوزي) شبان الضواحي المحتجين على ظروف حياتهم بأنهم حثالة ، رغم أنه من أبناء المهاجرين ، وله أصول يهودية لا يعترف بها حيث يزعم أنه كاثوليكي.

نعود إلى قصة ضحيتنا المسكين لنسأل: أية ثقافة يعبأ بها أمثال هؤلاء حتى يبادر اثنان منهما إلى ذبح رجل بادر إلى مساعدتهما بالسكين على ذلك النحو البشع؟، لم ينقص المشهد بالطبع سوى تنفيذ العملية أمام الكاميرات ، ومن يدري فربما فعل الشابان ذلك ، لكن الشرطة الإسرائيلية التي تابعت الجريمة قد أخفت ذلك خوفاً من الفضيحة.

لم يقل لنا الخبر ، فضلاً عن كلام الشرطة الكثير عن سيرة الشابين ، فقد قيل فقط أنهما متدينان ، الأمر الذي يطرح أسئلة حول طبيعة الثقافة التي نهلا منها ، مع أننا نعرف الكثير عنها في واقع الحال ، وبالطبع من خلال فتاوى الحاخامات التي تتحدث عن العرب والمسلمين بوصفهم خنازير وحشرات وربما أسوأ من ذلك. وهي فتاوى طالما بررت عمليات القتل الهمجي الذي مارسه ويمارسه الجيش الإسرائيلي في فلسطين ولبنان.

ثمة تربية عنصرية بالغة البشاعة ينشأ عليها هؤلاء ، بمن فيهم أولئك الذين يأتون من أوروبا في مخيمات صيفية ثم يعودون إلى بلادهم ، ولذلك تراهم ينشأون على حب الدولة العبرية أكثر من حب بلادهم ، ولعلنا نشير هنا إلى الخبر الذي نشر في ذات اليوم الذي نشر فيه خبر الجريمة إياها 15( ـ 5) والذي يتحدث عن تصاعد مشاعر العداء لليهود بين الأوروبيين ، لا سيما ما يتعلق بالاعتقاد بأنهم أكثر ولاء لإسرائيل من أوطانهم ، وأن لهم تأثيرا كبيرا على الاقتصاد العالمي.

هكذا تمر جريمة بشعة من هذا النوع من دون كثير من الضجيج ، لا سيما في فرنسا التي أشرنا من قبل إلى ما تعانيه من هستيريا على صعيد المعركة ضد اللاسامية ، وإن لم تخل دولة أوروبية من مثل هذه الهستيريا ، وإن على نحو متفاوت.

ماذا يقول الذين يتحدثون عن المدارس الدينية العربية حيال جريمة من هذا النوع ، ولماذا لا يفتح ملف تلك المدارس الدينية اليهودية التي تغذي طلابها بالحقد والكراهية على كل ما هو عربي ومسلم ، بينما يركز العرب والمسلمون على من يعادونهم ويحتلون ديارهم وليس على مخالفيهم في الدين ، وحتى أسامة بن لادن لم يتورع عن طرح سؤال: لماذا لم نستهدف السويد مثلاً؟

هذا الازدواجية في المواقف والمعايير تذكرنا بحياة جندي إسرائيلي اسمه جلعاد شاليط ينشغل العالم بأسره بحياته ومعاناته ، في حين ينسى حياة اثني عشر ألف معتقل فلسطيني في سجون الاحتلال. ثم يسألونك كيف ينمو التطرف في ديار المسلمين!

 
* صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

جنين- المركز الفلسطيني للإعلامتصدّت المقاومة لقوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة، بعد اقتحامها جنين وحصارها منزلا في بلدة جبع جنوبًا، شمال...