انتبهوا لماذا تستبعدون إسرائيل
قد يستغرب الكثيرون من السرعة التي أدت إلى اشتعال نار الفتنة بعد اتفاق مكة الأخير الذي أسس لأرضية مناسبة ومناخ جيد لوحدة فلسطينية حقيقية تكون أساساً لممارسة سياسية فعالة تأخذ في الاعتبار المصالح الفلسطينية العليا ، ومن ثم ذلك الاستبعاد غير المتعمد على ما يبدو من قبل الماكنة الإعلامية والسياسية الفلسطينية والفصائل المتناحرة للممارسات الإسرائيلية التي ما انفكت تعمل بكل قوة لتوتير الساحة الفلسطينية الداخلية وبالتالي هنا الأساس .
حيث من غير الممكن أن يتم تجاهل اليد الإسرائيلية الطولى وهي الحاضر الغائب بلا شك عن كل ما يدور من أحداث على ساحتنا الداخلية والقارئ للأحداث الفلسطينية والمستجدات السياسية والأمنية على الساحة الفلسطينية يستطيع وبدون الكثير من الجهد استنتاج أن كل ما دار ولا يزال إنما هو خطة إسرائيلية مدروسة للفت الأنظار الفلسطينية و العربية الرسمية والشعبية وحتى الدولية عن تلك الإجراءات الخطيرة التي ستقوم بها الحكومة الإسرائيلية كهدم سور مدينة القدس قريباً وبناء مكاتب لشركات إسرائيلية فيها وهدم أجزاء من الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل والتي ستنجز ليلاً ربما، وهي الإجراءات التي حذر منها قادة الحركة الإسلامية في أرضنا المحتلة عام 1948م لذلك وعت إسرائيل أن ذلك لا يمكن القيام به من دون أن تلتفت الأنظار عنها كما وسبق وأن حدث بإجراءات هدم جسر باب المغاربة، لذلك لا يمكن بحال من الأحوال أن نعيش بمنأى عن تلك التدخلات الإسرائيلية بالحياة الاجتماعية الفلسطينية وهي التي تدخلت وحلفاؤها في الحياة السياسية والاقتصادية الفلسطينية وقامت بفرض حصار لم يشهد العالم له مثيلاً على شعب مارس الديمقراطية كما يجب أن تكون وعلى الوجه الذي لا يمكن أن تشوبه شائبة ، ولكن عندما تنتج الديمقراطية من ليسوا على أهوائهم ولا يتماشون مع الكثير من مصالحهم بالمنطقة لا يمكن أن يترك المجال لهم كما قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية حينها بأن الديمقراطية ليست ماكينة غسيل يمكن لها تنظيف الإرهابيين من وجهه نظرها وبالتالي فإن الأمور باتت مكشوفة، لذلك فإنه لا يوجد مبرر نهائيا لأولئك الذين يستثنون إسرائيل من ربط تلك الأحداث الدامية فيها، لأنه بدون أدنى شك بأن المستفيد الأكبر هي إسرائيل .
أما على الصعيد الفلسطيني الفلسطيني فإن ما يجمع حركتي حماس وفتح خصوصا أكثر بكثير من تلك الأمور التي تفرقهما، خصوصا إذا ما أخذنا في الاعتبار القضية الفلسطينية من كل جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الأخلاقية، لذلك فإن الفصائل الفلسطينية مجتمعة باتت اليوم على مفترق طرق فإما أن تنهض وتعيد التفكير بحالة الانفلات التنظيمي التي تمارس على أيدي أعضاء كثر داخل التنظيمات الفلسطينية ورفع الغطاء الذي يوفر لأولئك الذين باتوا يعشقون الانفلات الأمني بل والانفلات الأخلاقي لأن الكثير من تلك الممارسات التي تقوم بها تلك المجموعات اللافلسطينية لا تمس لا من قريب ولا من بعيد بتلك الأخلاقيات التي تربى عليها الشعب الفلسطيني .
وحتى لا تأخذ الأمور الأمنية المنحى السلبي الذي يمكن أن يعود على القضية الفلسطينية من جراء عدم التعامل الجاد مع حاله الفلتان التي تجتاح غزة يجب أن يعمل الجميع انطلاقا من قاعدة المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني ، وأن الوطن هو ملك للجميع ثم إنه ليس عيبا أن نتعلم من الاختلاف الحاصل في لبنان وكيف يتم التعامل معه مع أن ما يحصل في لبنان لربما اخطر بمئات المرات من تلك الخطورة التي ربما يشكلها حصار اقتصادي ولكن ما قد يختلف في لبنان هو أن الفرقاء اللبنانيين لربما أكثر وعيا بمدى خطورة الاقتتال الداخلي لأنهم على دراية تامة بما قد يخلفه الاقتتال بهم ، سيما وأنهم أكثر خبرة نتيجة الاقتتال اللبناني اللبناني الذي حصل بالثمانينات والذي أنهك بلا شك الحياة الاجتماعية اللبنانية وأنهم دفعوا الكثير من دمائهم لكي يصلوا إلى الحالة الديمقراطية الحاصلة بلبنان اليوم .
لذلك فإن جُل ما نخشاه اليوم هو الوقوع في تلك الأوحال الذي يمكن أن يسببها اقتتال داخلي من شأنه أن يمزق النسيج الاجتماعي الفلسطيني ويقضي بتاتا على الحالة الديمقراطية الفريدة الذي أسسها الشعب الفلسطيني سيما وان المنتصر من تلك الأحداث مهزوم بدون أدنى شك ، ومع ذلك فإن الشعب الفلسطيني على درجة عالية من الوعي ومن الثقافة وهي بالقدر التي تمكن شعبنا من تشكيل شبكة أمان لمنع كل من تسول له نفسه العبث بالأمن الفلسطيني والأمان الاجتماعي كائناً من كان .
ولكن إذا ما ارتأينا أن ثمة مشكلة تواجه الفلسطينيين جميعا فإنها تتمثل في عدم التنفيذ الكامل لبنود اتفاق مكة والتي تتلخص في إنشاء لجان المصالحة التي انبثقت عن الاتفاق لمعالجة الأوضاع الدامية التي سبقت هذا الاتفاق ثم عدم البدء بتلك الخطوات العملية التي من شأنها أن تعيد لمنظمة التحرير اعتبارها لتكون الحاضن للشعب الفلسطيني والمرجعية الأساس لكل ما يمكن أن يعترض عمل المؤسسات الفلسطينية .
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الاحتلال يغتال القيادي طلال أبو ظريفة بقصف إسرائيلي على غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد طلال أبو ظريفة، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين -مساء الأحد- في جريمة اغتيال نفذتها قوات...
مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس
نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت مساء اليوم الاحد، مواجهات بين المواطنين والمستوطنين وقوات الاحتلال في بلدة قصرة جنوب شرق نابلس....
تفاصيل جديدة حول كمين كتائب القسام في حي الزيتون
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشف مصدر قيادي بكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الاحد، بعض تفاصيل الكمائن التي نفذتها الكتائب، الجمعة...
خلال 24 ساعة.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 50 من جنوده باستهدافات المقاومة بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال، إصابة 50 من جنوده وضباطه، في المعارك الدائرة في قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية. وارتفعت...
صحة غزة: 500 شهيد من الطواقم الطبية منذ بدء العدوان
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، استشهاد 500 من الطواقم الطبية جراء عدوان الاحتلال المستمر على قطاع غزة منذ 219...
بدران: مطالب وفدنا المفاوض محل إجماع وطني والاحتلال تزداد عزلته
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد حسام بدران رئيس مكتب العلاقات الوطنية في حركة حماس على وحدة الموقف الفلسطيني في الجانب السياسي والتفاوضي، مشيرًا...
هربًا من حمم القصف.. النازحون يفترشون لظى الرمال بشاطئ غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام يكابد الفلسطيني مرارات العدوان الإسرائيلي والإبادة الجماعية بغزة إلا أنه لا ينكسر ولن ينكسر... فإرادته فولاذية وعزمه...