الجمعة 31/مايو/2024

مصر بمسلميها ومسيحييها تشهد إطلاق حملة مليون توقيع من أجل الأقصى

مصر بمسلميها ومسيحييها تشهد إطلاق حملة مليون توقيع من أجل الأقصى

دشّنت نقابة أطباء مصر، فى الثانية بعد ظهر الثلاثاء (15/5) بتوقيت القاهرة، “حملة المليون توقيع من أجل الأقصى”، تحت رعاية الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، بالتعاون مع مؤسسة الشيخ عيد القطرية التى أطلقت الحملة فى عدد من الدول العربية.

وقال الدكتور عصام العريان، أمين صندوق النقابة، في المؤتمر الصحفي الذى صاحب إطلاق الحملة، إنّ ذكرى النكبة التى نمرّ بها اليوم وتأتي مع انطلاق الحملة؛ هى ذكرى دخول الإرهاب منطقتنا بزرع الكيان الصهيوني فيها، مؤكداً أنّ القدس رمز لقضية وليس مجرد مسجد فقط تجسدت فيه كل المعاني التي من المفترض أن تستحث همم كل المسلمين لإنقاذ الأقصى وتحرير فلسطين.

ورحّب العريان باتصال عدد من قيادات الأقباط المصريين به، وإبدائهم الرغبة في التوقيع على العريضة، مؤكداً أنّ الأقصى ليس مسجداً للمسلمين فقط؛ بل رمز للعرب كلهم أيضاً.

وأضاف العريان أنّ منسِّقي الحملة في مصر أجروا اتصالات مع المسؤولين المصريين لنيل موافقتهم على السماح بالانتقال بالعريضة إلى أماكن التجمعات الضخمة، كالأندية والأسواق الكبيرة لتسهيل عملية التوقيع عليها، لعدم قدرة النقابات وحدها على استيعاب الأعداد الكبيرة المطلوبة للتوقيع على العريضة.

من جهته؛ أكد الدكتور حمدي السيد، نقيب أطباء مصر، أنّ الأمة كلها مطالبة بألاّ تنسى الأقصى الذي يحاول الأعداء الآن تدميره بالحفريات والاستيطان، وآخرها نقل مكاتب صهيونية إلى القدس العربية، مراهنين على أنّ العرب والمسلمين يمكن أن ينسوا الأقصى فى زحمة أعمالهم ومشاغلهم.

وشدّد السيد على أنّ “حملة المليون توقيع” ليست بديلاً عما تقوم به الأنظمة، ولكنه دور شعبي تحاول أن تقوم فيه نقابة الأطباء بالدور الذي قطعت به العهد على نفسها، بأن تتصدى للتطبيع مع العدو الصهيوني، وتدعم نضال الشعب الفلسطيني، ودعم المسجد الأقصى والتذكير الدائم بما يتعرّض له من عدوان.

وأبدى السيد تفاؤله بقدرة المصريين على جمع الأربعمائة ألف توقيع التي تمثل حصة مصر من الحملة خلال الأسبوعين القادمين، والتى ستُختتم يوم الثلاثين من أيار (مايو) الحالي، بمقر النقابة أيضاً، بعد أن تنتقل العريضة لعدد من المحافظات المصرية ذات الكثافة العددية.

رسالة للعقلاء في العالم

من جهته؛ أكد خالد زعرور، مدير العلاقات العامة والإعلام بمؤسسة الشيخ عيد، أنّ الحملة هدفها الرئيس نصرة الاقصى المبارك ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، بعدما أثقلته جراح الاحتلال الصهيوني لفلسطين.

وقال زعرور إنّ الحملة تأتى فى إطار دعم دولة قطر الدائم للشعب الفلسطيني، والتى وضع أميرها الشيخ حمد آل ثاني مؤخراً حجر الأساس لمشروع “برج وقف القدس”، المكوّن من مائة طابق، والتبرّع بإيراده الشهري لصالح القدس الشريف والبالغ سبعة ملايين دولار شهرياً.

وأشار زعرور إلى أنّ القدس الشريف شهد خلال تاريخه كل أنواع الانتهاكات، من تدنيس وإحراق ومحاولات هدم، بينما يحاول الاحتلال الصهيوني أن يروِّج للعالم ما يقوم به مؤخراً من حفريات لهدمه بأنها أعمال صيانة للمسجد الأقصى. وأبدى زعرور خشيته من أن يستيقظ المسلمون يوماً ما ولا يجدون الاقصى، من فرط تهديدات الاحتلال التي تحيق به.

وأضاف زعرور أنّ الحملة تستهدف أيضاً توصيل رسالة للعالم بأسره، أنّ الحفريات لا تستهدف المسجد الأقصى، ولكنها تنتهك كرامة أمة بأكملها لن تنسى أبداً ما يحدث لها ولمقدساتها، حيث يستوى لديها ما يحدث لأول القبلتين أو للكعبة المشرفة.

وخاطب زعرور المسلمين في أنحاء العالم، مؤكداً أنّ العريضة خطوة عملية لمخاطبة عقلاء العالم من على منبر الأمم المتحدة، وكى تكون عرفاناً منّا للمسجد الأقصى المبارك، كما قال.

ومن جهته؛ أكد محمد صبيح، مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية ومندوب الأمين العام للجامعة العربية، أنّ حملة التوقيع على العريضة هى نوع من أنواع الجهاد فى سبيل القدس والأقصى، ولا يجب أن يستصغر أحد هذا الجهد، لأنه رسالة للعالم بأنّ المليون توقيع يمكن أن تكون الشرارة التى ستنطلق للدفاع عن الأقصى إن وقع عليه اعتداء.

وناشد صبيح الأمة بأن تدعم الفلسطينيين بالمال، لأنه لا جهاد دون دعم، ولا حماية دون مال، داعياً لأن يكون عدد الموقعين ضمن الحملة عشرة ملايين وليس مليوناً واحداً فقط.

وذكّر صبيح الأمة بأنّ يوم 15 أيار (مايو) هو ذكرى مرور 59 عاماً على نكبة فلسطين، التى يتعرّض شعبها منذ ذلك التاريخ للتشريد والتقتيل والمجازر والإرهاب الصهيوني، والحصار الدولي بمنع الغذاء والدواء عن الشعب المظلوم.

وندّد صبيح باجتماع حكومة الكيان الصهيوني فى القدس مؤخراً، وقرارها القاضي بتخصيص مليار ونصف المليار دولار لبناء عشرين ألف وحدة سكنية فى القدس العربية، لتهويدها وتهجير سكانها العرب منها.

تأييد مسيحي للحملة

وفى كلمته؛ أكد جمال أسعد عبد الملاك، النائب السابق بمجلس الشعب المصري، أنه سيشارك بالتوقيع هو وغيره من الأقباط بوصفه مسيحياً عربياً يقف ضد المشروع الصهيوني فى المنطقة، وضد محاولة “صهينة المسيحية” لتحقيق أهداف الكيان التوسعية.

وأكد عبد الملاك أنّ الدعاوى الصهيونية والمسيحية الصهيونية بهدم المسجد الأقصى للتمهيد لعودة المسيح الثانية؛ هى دعوة ترفضها “المسيحية الحقيقية ويرفضها المسيحيون الذين يرفضون المشروع الصهيوني”، ويعتبرون هذه الحملة هى أحد أدوات الوقوف فى وجه مشروعه الاستعماري الذى يستهدف المنطقة.

يُذكر أنّ الحملة التى أطلقتها مؤسسة الشيخ عيد القطرية، قد انطلقت من الدوحة ووقّع عليها سبعة وعشرون ألفاً في قطر، ثم انتقلت إلى سورية ولبنان واليمن. وقبل أن تصل مصر؛ استطاع القائمون على الحملة أن يجمعوا ستمائة ألف توقيع على العريضة، التى سيجري التقدم بها إلى الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، لمطالبته بوقف الانتهاكات الصهيونية بحق المسجد الأقصى المبارك، على أن ينتهى المقام بالعريضة للحفظ فى المسجد الأقصى، في لحظة تاريخية عصيبة تعيشها أولى القبلتين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات