حالة من الإحباط تسود الخليل جراء الأحداث المؤسفة في غزة

تسود حالة من الإحباط والأسف مدينة الخليل (جنوبي الضفة الغربية)، نتيجة الأحداث المؤسفة الجارية في قطاع غزة، والتي راح ضحيتها العديد من المواطنين بين قتيل وجريح، دون مبرِّر أو سبب وجيه.

وبدت شوارع مدينة الخليل وأسواقها وكأنها خاوية على عروشها، فيما الحزن والأسف، والغضب باديا على وجوه المواطنين الذين يحرص بعضهم على متابعة آخر التطورات عبر وسائل الإعلام، فيما أغلق آخرون أجهزة التلفاز والراديو وفضلوا عدم سماع “السموم التي تهز البدن”، كما قال أحدهم.

استنكار وقلق برلماني

وإزاء هذه التطوّرات؛ كان ندّد مكتب نواب الخليل من أبرز المنددين بالأحداث المأساوية الجارية في قطاع غزة، وطالب بوقف عمليات القتل والخطف وحالة الفلتان فوراً، منادياً بتحكيم “العقل على السلاح في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة من حياة شعبنا”.

وقال المكتب في بيان له في هذا الشأن؛ إنّ هذا التصعيد يأتي في الوقت الذي بدأ فيه وزير الداخلية الفلسطيني بالعمل على وضع الخطوات الأولى للخطة الأمنية التي صودق عليها من قبل الرئاسة والحكومة، متسائلاً عن الجهات التي تحاول توتير الساحة الفلسطينية وإعادتها إلى مربع الاقتتال الداخلي.

ودعا المكتب كلاً من رئاسة السلطة والحكومة الفلسطينية إلى “التدخل الفوري لتطويق هذه الأحداث المؤلمة، وتشكيل لجنة تحقيق لملاحقة الجهات المشبوهة التي تريد زج الشارع الفلسطيني في ظلمات الاقتتال الداخلي”.

ومن جهته؛ شدّد الشيخ تيسير التميمي، قاضي قضاة فلسطين رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، على حرمة الاقتتال الداخلي وإراقة الدم الفلسطيني شرعاً، مناشداً “كافة الفصائل الفلسطينية إنهاء كافة أشكال المظاهر المسلحة من الشارع الفلسطيني، وتجريم كل من يشهر السلاح في وجه أخيه في الدين والوطن”.

وقال التميمي في هذا الصدد إنّ الاختلاف والتنازع ينبغي أن يكون مع الاحتلال فقط، داعياً إلى “الاتفاق على القواسم والثوابت المشتركة لتحقيق الأهداف العظيمة لشعبنا الصابر المرابط، لدحر الاحتلال عن أرضه ونيل حريته وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المباركة:.

وطالب الشيخ التميمي بتطويق الأحداث المؤسفة، واحترام اتفاق مكة، مشدداً على ضرورة العمل على التهدئة وعدم اللجوء إلى التصعيد، داعياً أيضاً كافة أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات وفي فلسطين المحتلة، إلى “التدخل لتطويق هذه الأحداث المؤسفة التي تدمي القلوب وتهز النفوس”.

هدية مجانية

بدوره؛ وصف المواطن أبو أحمد، هو سائق سيارة أجرة، ما يجري في غزة بأنه “هدية مجانية للاحتلال الذي كان يخطط لاجتياح غزة، وهدية للخارجين عن القانون واللصوص لممارسة هوايتاهم في صنع الفوضى”.

وأضاف أبو أحمد قائلاً إنّ ما يجري “يدلّ على تغليب المصلحة الفصائلية على مصلحة الوطن، ويعطي للعالم صورة بأن شعبنا غير قادر على حكم نفسه، الأمر الذي يحرمنا من حقوقنا ويفقدنا موقف العالم وحتى الإخوة والأشقاء”، على حد تقديره.

أما المواطن أيمن ياسين، وهو صاحب بقالة، فقال إنه مصاب بالإحباط، ويرى الإحباط في وجوه زواره، لافتاً الانتباه إلى أنه اضطر لإغلاق جهاز التلفاز والراديو حتى لا يسمع “أخبار اليأس والقتل والتدمير بأيدٍ داخلية”.

واعتبر ياسين ما يجري في غزة “خطة صهيونية لإشغال الشعب الفلسطيني في نفسه في ذكرى النكبة، كي ينشغل العالم في الشأن الداخلي وينسى الهم الأصلي وضياع الوطن والحقوق الفلسطينية”، كما قال.

وبدوره؛ فإنّ الحاج أبو موسى، وهو والد ثلاثة أسرى في سجون الاحتلال يقول “ذهبت تضحيات شعبنا سدى، وذهبت تضحيات الشهداء والمعتقلين أدراج الرياح مع استمرار الصراع في غزة وتحكيم السلاح على لغة العقل والمصلحة الوطنية”، كما يذكر بنبرة يعلوها اليأس والإحباط.

وطالب أبو موسى عناصر كافة الفصائل “أن ينظروا إلى السماء ويستحضروا الله عز وجل قبل إطلاق أية رصاصة، وأن عليهم أن يتذكروا العدو الذي يستبيح الأراضي الفلسطينية والضفة وغزة ويقتل ويعتقل كيفما يشاء”، وفق قوله.