عاجل

الثلاثاء 14/مايو/2024

انتفاضة ثالثة بلا قواعد أو قوانين

وميض قلم

من يوم انتخابات المجلس التشريعي الأخيرة إلى يومنا هذا، تعلمنا العديد من الدروس والعبر التي ستؤخذ بعين الاعتبار مع أول مواجهة شاملة أو انتفاضة جديدة ضد العدو الصهيوني.. وأهم هذه الدروس هو تأكيد العالم ( كل العالم ) عداءه لنا وخضوعه للابتزاز الصهيوني..

تعلمنا أن الخوف وحده هو الذي يحدد سياسات الدول، بل ويجلب عطفها ومودتها، تعلمنا أن مصالح الدول واستقرارها وأمنها يجب أن يتم ربطهم بمصالحنا واستقرارنا وأمننا، حتى تحافظ الدول على مصالحنا كما تحافظ على مصالحها.. تعلمنا أن العلاقة مع العالم يجب أن يكون محورها الابتزاز وحشر أنوفنا في كل كبيرة وصغيرة في سياسات الدول وشؤونها الداخلية..!

ليس لدينا ما نهدد به استقرار العالم .. فنحن لا نملك ترسانة عسكرية ولا جيشاً منظماً يمكنه أن يخيف دولة.. ومع هذا يمكننا أن نترك العالم يشتعل اشتعالا ذاتياً بتخلينا عن سياسة حصر الصراع داخل فلسطين فقط .. ليس لأننا مقتنعون بهذا.. ولكن لم يعد هناك ما يغرينا للحفاظ على قواعد اللعبة بعد أن كسرها الجميع بفرض الحصار والميل مع عدونا والانصياع لابتزازه..

لم يُقدر لنا العالم حصر صراعنا مع العدو الصهيوني داخل فلسطين فقط واعتبره قلة حيلة !.. لم ينتبه العالم أننا لم نستعن باللاجئين الفلسطينيين في شتى بقاع الأرض ومنهم من هو داخل فلسطين الـ 48 .. لم ينتبه العالم أننا لم نحرض أو ننظم مئات ألوف المسلمين لضرب كل ما هو صهيوني في أنحاء العالم أو داعماً له .. لم ينتبه العالم أننا أبقينا تقنية صناعة المتفجرات والأسلحة داخل فلسطين فقط ولم نزود بها مئات الآلاف الذين يؤمنون بضرورة ضرب المصالح الأمريكية والصهيونية في الشرق الأوسط وخارجه .. لم ينتبه العالم أننا حافظنا على الحدود واحترمنا سيادة الدول على أراضيها، ومنعنا انخراط مواطنيها في صفوف فصائلنا وتنظيماتنا حفاظاً على استقرارها وأمنها..

كل ذلك كنا نفعله ونلتزم به حتى لا نسبب ضررا أو أذى لدول نعرف تماماً أنها بالكاد تحافظ على استقرارها وأمنها ، وحتى لا نُتهم بالتدخل في غير شؤوننا ، أو يتم تحميلنا مسؤولية تدهور سياسي أو أمني أو اقتصادي قد يصيبها كما كان يحدث في الستينيات والسبعينيات .. لكن يبدو أن التزامنا وحدنا بقواعد اللعبة لم يعد يُجدي نفعا .. فهذا الالتزام منح الصهاينة فرصة ابتزاز العالم ليقف ضدنا ويحاصرنا ويضغط علينا.. ونحن بدورنا وصلنا لقناعة بأن الابتزاز هو السبيل الوحيد للضغط على العالم والتعامل معه .. وأن وقوفنا كحجر عثرة أمام صخرة تنتظر التدحرج من جبل شاهق ، لم يعد له معنى حتى لو تسبب تدحرجها في كوارث لغيرنا ، فمهما كان حجم هذه الكوارث وضررها ، فلن يكون واحد على عشرة مما نحن فيه بسبب هذا العالم الظالم ..
فلتتدحرج الصخرة وتندفع بقوة القصور الذاتي نحو صخور أخرى تنطلق هي أيضاً بعشوائية وجنون، فلعل الجنون يخلق واقعاً يكون في مصلحتنا بدل هذا الواقع الذي يتفنن في أذانا والإضرار بنا !

لم يعد لدينا ما نخسره أو نبكي عليه، ولكننا وصلنا إلى مرحلة لم يعد يعنينا فيها أن يخسر العالم معنا.. ليس لأننا نريد هذا .. ولكن حراستنا لصمام أمان القنبلة أصبح بلا جدوى وبلا منفعة.. بل إنه أضر بنا وسبب لنا مزيدا من الأسى والألم .. لذا فلنخلي بين العالم وقنبلته ، وليرينا القريب والغريب كيف سيتعاملون معها حين يشكون ويرتابون في كل شيء .. حتى في قطرة الماء وهي تتسلل في الممرات المائية .. وفي ذرة الهواء وهي تتنقل بين الموانئ الجوية والبحرية !!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية على عدة بلدات جنوب لبنان

غارات إسرائيلية على عدة بلدات جنوب لبنان

بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام تجددت الغارات الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، على عدة بلدات في جنوب لبنان. وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية عدة غارات...