عاجل

الثلاثاء 14/مايو/2024

إسرائيل تشهد صيفاً سياسياً ملتهباً والانتخابات المبكرة أقوى السيناريوهات

خليل مبروك

بات في حكم المؤكد أن ما تعيشه دولة الاحتلال اليوم من أزمة حكم بعد صدور تقرير فينوغراد المرحلي حول الحرب الأخيرة على لبنان لن تمر إلا بهزة سياسية من العيار الثقيل تكون كفيلة بإعادة صياغة توازنات القوى في الخارطة الحزبية الإسرائيلية بشكل جذري ووفق أسس جديدة.

الكل في إسرائيل في حالة ترقب وانتظار والجميع هنا أيضا يتوق لمعرفة الطبيعة التي سيسفر عنها هذا الصيف الملتهب الذي سيحمل في طياته المقبلة عناوين جديدة لا يقف تأثيرها على عتبات دولة الاحتلال بل ربما يمتد إلى ما هو أبعد من ذلك على النطاقات العربية المجاورة والإقليمية.

وتختلف أحوال كل ضلع من المثلث الحاكم في إسرائيل اليوم عن أحوال مجاوره فالليكود يراهن على الدفع باتجاه الانتخابات الجديدة مرتكزا على نتائج استطلاعات الرأي التي تقول أنه بزعامة بنيامين نتانيوهو في المقدمة فيما يرزح حزب العمل تحت وطأة الإخفاقات التي قاده زعيمه عمير بيرتس إليها وهو يطلب اليوم النجدة أي نجدة قبل أيام معدودة على الانتخابات الداخلية في صفوف الحزب فيما يكتنف الصمت عالم كاديما الباحث عن الهوية الحزبية في وقت يبدو أنه قد صار في حكم الضائع.

وتقول كل المؤشرات القادمة من داخل الدولة العبرية أن أي بديل عن الانتخابات المبكرة ليس في دائرة الممكن الآن رغم كل ما يبديه أولمرت وليفني وبيرتس من حرص ظاهري على التصدي للزلزال المقبل.

هناك يقولون أن زمام الائتلاف الحاكم في إسرائيل قد انقطع وأن عقد حكومة أولمرت ذات الرؤوس الثلاثة الذي انفرط لا يمكن لملمة أجزائه عدا عن وقوع هذا الائتلاف في حسبة معادلة من غير المنطقي التعامل معها إذ يبدو رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت الذي يقود كاديما مضطرا للاستقالة أو الرحيل مُقالا بفعل الضغط الشعبي والرسمي الذي يتعرض له وقد أظهرت المعادلة الحالية في إسرائيل أن رحيل أولمرت في أي من الحالتين لن يوفر البديل المقبول لدى شركاء الحكم في إسرائيل فمن غير المعقول أن يكافأ عمير بيرتس على إخفاقاته في حرب الجنوب اللبناني بترفيعه إلى منصب رئيس وزراء ولو اتفق الجميع على ذلك فسيثور غضب الشارع من جديد ويطالب برحيله لأنهم ببساطة لا يريدون استبدال فاشل بفاشل آخر.

وتبدو الصورة مختلفة بعض الشيء إذا ما تم النظر لوزيرة الخارجية تسيبي ليفني لتولي رئاسة الوزراء خلفا لأولمرت لكن الآمال بإلقاء مهام هذا المنصب على كاهلها تبدو أمرا غير عملي في ظل إعلان شاس وإسرائيل بيتنا_ الحزبين الأساسيين في الائتلاف الحاكم_عن انسحابهما منه إذا تولت ليفني مهام رئاسة الوزراء .

وتستعد الأحزاب السياسية الثلاث التي تتقاسم الحصة الأساسية من الحكومة الاحتلالية لخوض جبهات خاصة بها اليوم لعل تحقيق الغاية في كل جبهة يساهم في تثبيت موقع جيد لكل حزب أو يساهم في إخراجه من هذا المعمعان بأقل الخسائر.

فعلى صعيد حزب العمل لا يبدي عمير بيرتس أي إشارة على اعتزامه الانسحاب من معركة رئاسة الحزب الذي يقبل على انتخاباته الداخلية بعد شهر واحد تقريبا.

بيرتس الذي يبدو في غاية تخبطه الآن يحاول بيع ماء الائتلاف الحكومي بسمك حزب العمل بحديثه في أكثر من مناسبة عن رغبته في تولي حقيبة المالية في الحكومة الائتلافية مقابل وضع ملف وزارة الحرب بيد كاديما وكأنه يحاول إقناع الناخبين في حزبه بتكرار المقامرة عليه رغم خذلانه لهم في المرة الأولى حين خاض الانتخابات على أساس مشاريعه وأفكاره الخدمية والمتعلقة بالرفاه الاجتماعي لكن الذين انتخبوه فوجئوا به يتوجه لحرب حزب الله بدلا من محاربة الفقر رغم أنه في الميدان الثاني أضلع.

ويبدو بنيامين نتنياهو في موقعه على رأس الليكود أهم الشامتين اليوم بانفراط التحالف الحاكم والمتحمسين للانتخابات المبكرة فكل منافسيه على رؤوس الأحزاب الأخرى فاشلون في نظر الشارع لقد منحه تقرير فينوغراد فرصة من ذهب ليكون الفارس المنتظر والمخلِّص في نظر الشارع الذي ضاق ذرعا بإخفاقات زعماء الحكومة الحاليين.

نتنياهو يدير الآن معركة انتخابية وفق مزاجه وعلى كل الأصعدة التي تخدمه لكنه لا يخرج عن طور التعامل مع الموضوع بهدوء فالرجل لا يبدي أي ثناء على تقرير فينوغراد حتى لا يظهر أمام الشارع المهتاج بصورة المستفيد من هزيمة الدولة العبرية أمام حزب الله ولسان حاله يقول أن خبر فوزه بالانتخابات المقبلة (إن كان اليوم بفلوس فغدا ببلاش).

وتبدو في الضلع الثالث من الأحزاب الحكومية في إسرائيل فرص كاديما بتحقيق أي شيء أو الحفاظ على أي شيء ضئيلة جدا وربما منعدمة فالحزب لا يملك أي قواعد حزبية أو سياسية يستنهضها لخوض أي انتخابات مرتقبة وهو لا يتمتع بأي عمق أيديولوجي يخاطب به أتباعه لإعادة انتخابه لقد قام على أساس شخصيات سياسية معروفة وأسماء كبيرة أثبتت مؤخرا فشلها لذلك فان المتوقع أن يكون تبخر هذا الحزب في أول مواجهة انتخابية له من أبرز العلامات الفارقة في أي انتخابات مقبلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية على عدة بلدات جنوب لبنان

غارات إسرائيلية على عدة بلدات جنوب لبنان

بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام تجددت الغارات الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، على عدة بلدات في جنوب لبنان. وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية عدة غارات...