الإثنين 12/مايو/2025

الاحتلال يشدد الخناق على الفلسطينيين بالخنازير التي تهاجم الحقول والحدائق

الاحتلال يشدد الخناق على الفلسطينيين بالخنازير التي تهاجم الحقول والحدائق

يواصل مزارعو مدينة سلفيت في وسط الضفة الغربية بكثير من الحسرة والاستياء، الإحجام عن زراعة أراضيهم وفلاحتها، ليس فقط خوفاً من اعتداءات الاحتلال الصهيوني ومستعمريه؛ بل كذلك خشية من الخنازير البرية التي تدمر الأخضر واليابس أمامها.

وضمن سلسلة الأساليب الإجرامية للاحتلال الصهيوني من إجرام وقتل ومجازر وتهجير واعتقال، ومصادرة لتفريغ الأرض من أصحابها الحقيقيين، ومواصلة بناء جدار الهضم والقضم؛ عمدت سلطات الاحتلال إلى أسلوب نشر الخنازير البرية والمتوحشة في الأراضي الفلسطينية.

سلفيت نموذجاً

ويبدو أنّ سلفيت قد اتخذها الاحتلال نموذجاً لتطبيق فكرة نشر الخنازير البرية للتضيق على المزارعين، وإجبارهم على تركها خراباً، ليسهل مستقبلاً سرقتها، ولم يكتف بما سرقه من أراض لصالح الاستعمار، أو ما تم نهبه لصالح الجدار العنصري، أو ما تم مصادرته بحجة الأوامر العسكرية.

ونشرت سلطات الاحتلال وعبر مستعمريها المئات من الخنازير البرية والمتوحشة في سلفيت، خاصة قرب مستعمرة “آرائيل”، حيث تنتشر الخنازير في منطقة المطوي، بفعل وجود مياه صرف صحي في المستعمرة المذكورة، والتي تشكل تربة خصبة لتوالد الخنازير والتكاثر المثير للدهشة ودون توقف.

مستعمرات محصنة

ولا تستطيع الخنازير دخول مناطق المستعمرات بسبب وجود أسلاك شائكة، وتمركز حرس الاحتلال حولها، وهي بالتالي تتوجه مباشرة إلى قرى وبلدات محافظة سلفيت حيث تأكل الخنازير وتخرب كل ما تجد في طريقها. فالمزارع عثمان بلاسمة، سنوياً يخسر آلاف الدنانير بسبب تلف محاصيله الزراعية بفعل الخنازير البرية والمتوحشة القادمة والمرسلة من قبل المستعمرين.

ويعانى المزارع بلاسمة من ويلات الخنازير كل عام، وقد أحجم هذه السنة عن زراعة أرضه من القمح أو الفقوس خشية تدميرها من قبل الخنازير كما حصل في العام السابق، ولم يبق له مصدر دخل لهذا العام غير العمل في برنامج البطالة وأن ينتظر على الدور.

مكافحة على مدار الساعة

إلى ذلك؛ يؤكد إبراهيم الحمد مدير وزارة الزراعة الفلسطينية في سلفيت؛ أنّ الوزارة لم تدخر جهداً في مكافحة الخنازير البرية، مع ضعف الإمكانيات المتاحة لها.

ويضيف الحمد موضحاً “من الصعب مكافحة ظاهرة الخنازير لسببين الأول: استمرار نشرها من قبل الإحتلال، والثاني: سرعة تكاثرها بشكل كبير، ومع ذلك نبذل كل ما بوسعنا لمساعدة المزارعين مع ضعف الإمكانيات”.

ويشير أشرف زهد، مسؤول قسم الصحة ببلدية سلفيت وعضو لجنتها الزراعية؛ إلى تلقي القسم يومياً عشرات الشكاوى من قبل المواطنين بوجود خنازير حول منازلهم، تقوم بتدمير حقولهم الزراعية.

وقد أكد زهد أنّ اللجنة الزراعية والبلدية لم تدخر جهداً في مقاومة هذه الظاهرة المقلقة، لكن كما يبدو تظل النتائج متواضعة، أمام احتلال يستهدف القطاع الزراعي في محافظة سلفيت، ولا يتوانى عن نشر الخنازير كأسلوب إضافي في تضييق سبل العيش على الفلسطينيين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات