الثلاثاء 30/أبريل/2024

الأطفال الفلسطينيون ضحايا الإرهاب الصهيوني

الأطفال الفلسطينيون ضحايا الإرهاب الصهيوني

منذ بداية انتفاضة الأقصى والأطفال الفلسطينيون يقعون ضحية العنف الإسرائيلي، حيث قتلت سلطات الاحتلال حتى نهاية العام 2004 أكثر من 676 طفلا دون الثامنة عشرة من العمر، إضافة إلى قتل 22 طفلا فلسطينيا منذ بداية هذا العام حتى هذا اليوم، وخلال انتفاضة الأقصى أصيب ما يزيد عن 9000 طفل، المئات منهم أصيبوا بإعاقات جسدية دائمة، كما عانى الآلاف من الأطفال من صدمات نفسية نتيجة لمعايشتهم ومشاهدتهم لأحداث مروعة، إضافة إلى اعتقال ما يزيد عن 3000 طفلا خلال الانتفاضة، وما زال أكثر من 300 طفل منهم يقبعون في السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية، فالعنف الاحتلالي ترك بصمته على مختلف مناحي حقوق الأطفال الفلسطينيين، سواء حقهم بالحياة أو حقهم بالتعليم أو حقهم بالحرية أو حقهم بمستوى معيشي أو صحي ملائم، ويبدو أن واقع الحياة بالرغم من جهود التهدئة، لا يبشر بالخير في ظل الاستمرار ببناء جدار الفصل العنصري، وعزل تجمعات سكنية بالكامل خلف الجدار، وإبقاء الحواجز العسكرية التي تتحكم بحرية تنقل المواطنين بين أجزاء الضفة الغربية وقطاع غزة، والاستمرار في فرض العقوبات الجماعية والممارسات الهمجية التي تطال الأطفال

قيود على الدراسة:

وفيما يتعلق بالقيود المفروضة على الوصول إلى المدارس، أوضح التقرير أن القيود المفروضة على حريّة التحرّك في الضفة الغربية، والتأخير المستمر على الحواجز العسكرية، والاضطرار لاستعمال الطرق الالتفافية الطويلة، أدّت إلى إغلاق المدارس، ورفعت من درجة تغيّب التلاميذ والمعلمين عن مدارسهم، حيث أظهر تقرير صادر في السنة التعليمية 2002 ـ 2003 عن إغلاق 95 مدرسة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ـ الأنروا في الضفة الغربية (والتي تستوعب 25% من الطلاب الفلسطينيين)، وأنّ عدد الأيام الدراسية التي خسرها الطلاب الفلسطينيون وصل إلى( 4751 يوماً)، ويجد في المعدل( 145 معلماً) فلسطينياً (ما يعادل 9% من مجمل طاقم المعلمين التابعين للوكالة) صعوبة في الوصول إلى مدارسهم مما يكلف الوكالة( 230831 دولاراً أمريكياً) .

وبخصوص تدهور مستوى التعليم، أكد التقرير أنه بالرغم من تدنّي نسبة تسرّب الطلاب من المدارس نتيجة التحاقهم بمدارس أخرى، فإن مستوى التعليم مازال يتدهور، وذلك نتيجة للإغلاق المستمر والجدار الفاصل، والعنف في المناطق المدنية، ممّا أدّى إلى تدنّي معدّلات النجاح في مدارس الوكالة بشكل جدّي في العام الدراسي 2003 ـ 2004، مقارنةً مع العام الدراسي 2000 ـ 2001، وبالتحديد يظهر التقرير أن: التحصيل في اللغة العربية للصف الثامن انخفض بنسبة 112% (من 776% إلى 664%)، بينما انخفض التحصيل في الرياضيات للصف السادس بنسبة 135% (من 768% إلى 633%)، وانخفض كذلك التحصيل في العلوم للصف الرابع بنسبة 533% (من 571% إلى 38 %. )

الحرمان والعنف

فقد أعلن الجهاز المركزي للإحصاء في فلسطين، أن الأطفال الفلسطينيين يعانون من الحرمان والعنف، ولا يمارسون حقوقهم الأساسية، وأن 65% من الأسر الفلسطينية، تعتقد بوجود عنف ضد الأطفال، وأن 38.7% من الآباء والأمهات، يعتقدون بأن مستويات التوتر وعلامات الضغط النفسي، قد ارتفعت خلال العامين 2005 و2006، وأن طفلين من بين كل خمسة أطفال، يعيشون في أسر فقيرة، وأشارت البيانات التي أصدرها الجهاز المركزي للإحصاء أن نسبة عالية من الأسر الفلسطينية تعتقد بوجود عنف ضد الأطفال في الأراضي الفلسطينية، بواقع 69.8% في الضفة الغربية و55.5% في قطاع غزة، وذلك خلال النصف الأول من العام 2006 في حين أن 56.8% من الأسر تعتقد بأن الوضع الأمني السائد في الأراضي الفلسطينية، يشكل المصدر الرئيس للعنف ضد الأطفال في الأراضي الفلسطينية، يليه الفلتان الأمني (9.6%).

كما تظهر المؤشرات وجود تفاوت واضح ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة، أما بخصوص مقدرة الأسرة على توفير الحماية والعناية بشكل كامل للأطفال، فقد بينت النتائج أن ما لا يقل عن نصف الأسر في الأراضي الفلسطينية (52.2%) يعتقدون أن بإمكانهم توفير الحماية والعناية لأطفالهم، بالإضافة إلى أن 38.7% من الآباء والأمهات الفلسطينيين، يعتقدون بأن مستويات التوتر وعلامات الضغط النفسي قد ارتفعت خلال الفترة من 2005 إلى 2006 بين صفوف الأطفال المقيمين في نطاق أسرهم المعيشية.‏

 

رغم قسوة المحتل ورغم ما يتعرض له الطفل الفلسطيني، فإن الطفل يظل يمثل ركيزة المجتمع الفلسطيني، حيث إن أكثر من 50% من المجتمع الفلسطيني هم دون سن الثامنة عشر، وهم الجيل الذي يمثل ركيزة العمل المقاوم.
 
* صحيفة فلسطين

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات