الخميس 02/مايو/2024

دبابات الاحتلال تبدد آمال مزارعي شرق خانيونس في جني محاصيلهم

دبابات الاحتلال تبدد آمال مزارعي شرق خانيونس في جني محاصيلهم
حاتم أبو دقة تبددت أمال المواطن محمد طبش (45عاماً) بقدرته على حصاد محصول القمح الذي يشكل مصدر الرزق لأطفاله، بعد أن شاهد مساء أمس الدبابات الإسرائيلية تجول في الأراضي الزراعية شرق منطقة الفراحين في بلدة عبسان الكبيرة شرق محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة.

وقال: المواطن طبش إنه ذهب إلى أرضه ليتفحص إمكانية جني محصول القمح ليفاجأ بالدبابات والجرافات تنطلق من الموقع العسكري الذي تمت إقامته مع بدء الانتفاضة شرق منطقة الفراحين باتجاه الأراضي الزراعية في خطوة تنذر بوجود نوايا سيئة لدى الاحتلال.

وأكد انه منذ أن بدأ موسم الشتاء وقام بزراعة أرضه لأول مرة منذ أكثر من ست سنوات، وهو يراقب عن كثب نمو المحصول الذي يفترض أن يوفر عليه جزءاً من الأعباء المادية ومتطلبات الحياة اليومية بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بأسره جراء سياسة الحصار الذي يفرضها المجتمع الدولي على السلطة الوطنية.

وأشار طبش إلى الموقع الإسرائيلي الذي أقامته قوات الاحتلال مع بدء الانتفاضة وقال: من هنا تنطلق الدبابات في كل عملية اجتياح تنفذها تلك القوات لبلدتي عبسان الكبيرة والجديدة.
وأعرب المواطن طبش عن تخوفه من أن تكون عملية التوغل ترجمة لتهديدات الحكومة الإسرائيلية التي تتوعد يومياً بتنفيذ عملية عسكرية واسعة في القطاع الذي يشهد حالة من الترقب بسبب التصعيد الإسرائيلي وسياسة التهديد والوعيد التي تصدر عن المسؤولين الإسرائيليين.

ولم يكن المواطن طبش أفضل حالاً من آلاف المواطنين الذين يعيشون على امتداد الحدود الشرقية للقطاع التي بدت تشكل نقطة انطلاق للاحتلال الإسرائيلي عند تنفيد كل عملية اجتياح بعد الانسحاب الإسرائيلي من القطاع منذ أكثر من عام ونصف.

والى الشمال من ارض المواطن طبش يقف الحاج إبراهيم قديح (62 عاماً) بالقرب من حمامه الزراعي الذي لم يتمكن من الوصول إليه يراقب حركة الجرافات التي بدت تتحرك باتجاه الغرب.
وأكد الحاج قديح أنه حاول أكثر من مرة فكفكته ونقله إلى مكان آخر ولكن كافة جهوده باءت بالفشل جراء تعرض العمال لإطلاق النار من قبل جنود الاحتلال المتمركزين داخل الموقع العسكري الذي يقع في أعلي نقطة في المنطقة ويشرف على المنطقة بكاملها.

وذكر أن قوات الاحتلال انتهجت هذا الموسم سياسة جديدة للتخلص من محاصيل القمح، حيث بدأ الجنود يطلقون النيران باتجاه المحاصيل بهدف اشتعال النار فيها والتخلص منها، منوها إلى انه قبل أربعة أيام تم إشعال النار في ارض تعود ملكيتها لأحد المواطنين وبعد جهد جهيد تم السماح لسيارة الإطفاء بالوصول إليها وإخماد الحريق الذي كاد أن يمتد لمئات الدونمات لولا تدخل عناية.

واعتبر قديح أن التوغل الإسرائيلي وإطلاق النار على المزارعين ومحاصيلهم يهدف في نهاية المطاف لإلحاق الضرر بهم وحرمانهم من جني محاصيلهم التي يسبحون الله كل ساعة ليحفظها لهم لتساهم في تخفيف جزء من معاناتهم بسبب الظروف الاقتصادية السيئة.

وينظر المواطنون الذين يقطنون في المناطق الشرقية بالقرب من الحدود الشرقية للقطاع بخطورة إلى التهديدات الإسرائيلية بتنفيذ عملية عسكرية في القطاع الذي يعيش فيما يشبه السجن.
ويؤكد المواطن جبر أبو رجيلة الذي يبعد منزله نحو 600 متر عن الحدود الشرقية انه منذ أن بدت التهديدات الإسرائيلية باجتياح القطاع مطلع الشهر الماضي، بدأ يشهد تحركات غير طبيعية للدبابات التي لم تكن تظهر خلال فترة التهدئة.

وذكر أبو رجيلة رغم انه يحاول أن يعيش حياته بشكل طبيعي إلا انه بات يخشى على أطفاله ومنزله أكثر من أي وقت مضى جراء التهديدات الاسرائيلية التي تتصاعد وتيرتها يوما بعد يوم.
وأكد انه مهما كانت الظروف سيبقى صامدا في منزله الذي يشكل المأوى الوحيد لأطفاله، منوها إلى انه لم يغادر منزله ولو لساعة واحدة رغم تعرض منطقة الفراحين لعدة اجتياحات، وكان آخرها الصيف الماضي عندما نفذت قوات الاحتلال حملة أمطار الصيف على القطاع.

من جانبه حذر الدكتور أسامة الفرا محافظ خانيونس حكومة الاحتلال من ارتكاب حماقة جديدة بالإقدام على اجتياح القطاع.
وندد د. الفرا بعملية التوغل التي قامت بها قوات الاحتلال في منطقة الفراحين التي يعمل معظم سكانها في الزراعة، واصفا العملية بالاستفزازية في ظل التزام الجانب الفلسطيني بالتهدئة.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي كعادته يحاول من وراء مثل هذه العمليات استفزاز المواطنين وخلق حالة من التوتر بدلا من حالة الاستقرار ويظهر للعالم بأن الفلسطينيين هم من يخترقون التهدئة.

وأكد د. الفرا أن هذه الممارسات تأتي ضمن سياسة ممنهجة للاحتلال الإسرائيلي، دأبت حكومة الاحتلال على مثل هذه الممارسات لاستكمال سياسة الحصار المفروضة على شعبنا، خاصة وان المناطق الشرقية تعتبر مناطق زراعية بالدرجة الأولى وتشكل مصدر الرزق الوحيد لأصحابها الذين يعملون في الزراعة.
وأعرب عن تخوفه بأن تستمر هذه الممارسات خلال موسم الحصاد، خاصة ونحن عشنا مثل هذه التجارب مع الاحتلال الإسرائيلي قبل الانسحاب من القطاع، حيت كان يتم إغلاق المعابر في موسم الجوافة والحمضيات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات