اللاجئون الفلسطينيون: الوطن حاضر في الذاكرة ولا تنازل عن حق العودة

وتستعيد ذاكرة الفلسطينيين هذه المناسبة الأليمة، في ظل استمرار التآمر الصهيوني المدعوم أمريكياً على قضيتهم، واشتداد وطأة الحصار السياسي والاقتصادي المفروض على شعبهم في الأراضي المحتلة، منذ ما يزيد عن سنة، دون الاكتراث بأبسط حقوقه الإنسانية.
لا تفريط بالحق
وبعد مرور أكثر من نصف قرن على النكبة؛ فإنّ اللاجئين في الوطن والشتات يُجمِعون على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم وأجيالهم على التمسك بالعودة إلى أراضيهم التي شِّرِّدوا منها. ويقول اللاجئ خليل شاهين، الذي تجاوز العقد الخامس من عمره، “أولادي وأحفادي متشبثون بالعودة إلى أرضنا التي اغتُصبت عام 1948، على يد عصابات الإجرام الصهيونية، ومهما توالت الكوارث والنكبات والمجازر فلن نفرط بهذا الحق، وكل ما يتردد عن محاولات إيجاد حلول منقوصة لهذا الحق فهي مرفوضة وسنقاومها بكل السبل”
إحيـاء الذكـرى
وعلى الرغم من صغر سنهم وحداثة أعمارهم؛ فإن التلاميذ والتلميذات في المدرسة الابتدائية المشتركة (ج) للاجئين بغزة، يستعدون لإحياء ذكرى نكبة فلسطين عبر الإذاعات المدرسة والنشاطات الطلابية الأخرى، كالمعارض والندوات والحصص والحفلات. ففرقة النشيد الوطني التي تتكون من أطفال لم يعوا معادلة الصراع أو يعاصروا النكبة ـ وإن كانوا التي يدفعون ثمنها ـ؛ تمزج أناشيدهم وأهازيجهم التي يتدرّبون عليها بين مرارة النكبة وحلم العودة ووهج الانتفاضة. وتحفظ الطفلة شهد العصار، أسماء المدن التي دمّرتها عصابات الإجرام الصهيونية، وهي تُقسم أنها ستعود يوماً إلى هناك، حيث كان الآباء والأجداد يعيشون.
تحالف قوى الشر والاستعمار
وكان الكيان الصهيوني قد قام على أنقاض وطن احتُلّ وشعب شُرِّد، بتواطؤ استعماري. وتعود الذاكرة إلى سنة 1897، حيث أنه وبعد انعقاد مؤتمر بال (بالفرنسية، وبازل بالألمانية) في سويسرا؛ أطلق تيودور هرتزل قائد الحركة الصهيونية قولته المشهورة: الآن وبعد انتهاء هذا المؤتمر أستطيع أن أقول: إنّ دولتنا ستقوم بعد خمسين سنة من الآن. وكان له ما أراد، فبدعم وتحالف من قوى الاستعمار، وبالأخص الاستعمار البريطاني المتحالف مع مع الصهيونية العالمية، احتل الصهاينة أجزاء من فلسطين وأقاموا عليها دولتهم المزعومة (الجزء المغتصب من فلسطين في العام 1948)، بزعامة الإرهابي بن غوريون رئيس الوزراء الصهيوني الأول.
إرهاب وقتل وتشريد
ولم يتورع الصهاينة في سبيل تحقيق أحلامهم وأطماعهم الاستعمارية وإقامة كيانهم البغيض؛ عن استخدام شتى الأساليب الإرهابية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، من مجازر جماعية وتشريد، وتهجير لسكان البلاد الأصليين.
وتعد مجازر دير ياسين وطنطورة، مجرد شواهد متفرقة من قائمة طويلة من المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية. ولم يكتف الصهاينة بذلك بل إنهم عمدوا إلى تدمير قرى ومدن فلسطينية بأكملها، ومحوها من الوجود، وأقاموا في مكانها قراهم ومدنهم (المغتصبات)، وسموها بأسماء مختلفة لا تمت بأية صلة للقرى والمدن المدمرة التي بلغت حوالي (468) قرية، واستمروا في سياسة التدمير والتهجير بعد احتلال بقية الأراضي الفلسطينية عام 1967. حيث مسح الاحتلال الصهيوني إحدى عشرة قرية وموقعاً في الضفة الغربية، محاولاً مواصلة نهجه السابق لولا صمود الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه وتصديه للاحتلال دفاعاً عن الأرض والوطن.
تزييف التاريخ والجغرافيا
يذكر أنّ عملية الإزالة الجماعية للقرى والمواقع السكنية الفلسطينية تُعتبر من الأسرار المكتومة في الكيان الصهيوني، حيث لا تتوفر أية نشرة أو كتيب أو كتاب يشير إلى هذه العملية من قريب أو بعيد في أدبيات الكيان.
بل إنّ الخرائط الصهيونية الرسمية تشير إلى بعض هذه المواقع الفلسطينية على أنها آثار، كمحاولة منها للتغطية والتضليل عما حدث بعد عام 1948، وإظهار فلسطين وكأنها “أرض بلا شعب” عمّرتها الحركة الصهيونية، بينما الواقع يؤكد أنّ ما أقيم من المستعمرات الصهيونية قد بُني على أنقاض القرى والمدن الفلسطينية، وقد أُطلق على هذه المستعمرات أسماء عبرية مستحدثة، حلّت محل أسماء المدن والقرى التاريخية الأصلية التي عرفت بها، إمعاناً من الكيان الصهيوني في إزالة الصبغة العربية لا عن التراب الفلسطيني فحسب؛ بل عن الخرائط الجغرافية أيضاً، وربما سعياً منه لمسح التسميات الحقيقية من الذاكرة الفلسطينية والعربية، في تزييف واضح لتاريخ وجغرافية لفلسطين المحتلة.
من المؤكد أن الكيان الصهيوني مهما حاول أن يزوِّر المعلومات، ويُخفي آثار جرائمه التي قام بها عبر أكثر من نصف قرن، ويسمي الأسماء بغير مسميّاتها؛ فلن ينجح في طمس الحقيقة، أو تغيير معالمها الواضحة، وستبقى فلسطين بكل ذرّة من ترابها وكل قطرة من بحرها وأنهرها، في وجدان كل فلسطيني وعربي ومسلم، لن يقبل أن يتنازل عن شبر منها، حتى تتحرر، ويتمكن كل من شرد أو هجر منها من العودة إلى دياره ومسكنه.
إنّ فلسطين الأرض والتاريخ والوطن في ذاكرة أبنائها شمس لا تغيب، وحلم لا يفارق المخيلة، تتناقله الأجيال جيلاً إثر جيل، مسقطين مقولات الصهاينة المستعمرين “يموت الكبار وينسى الصغار”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...