السبت 11/مايو/2024

سلموا المفاتيح وارحلوا

سلموا المفاتيح وارحلوا

صحيفة الخليج الإمارتية

“أولمرت، بيرتس وهيروشيزون.. اجمعوا أوراقكم الشخصية واشكروا طواقم السكرتارية والمساعدين وأعيدوا مفاتيح مكاتبكم وارحلوا الآن”.

هذه العبارات نشرتها “يديعوت أحرونوت” بقلم سيفر بلوتسكر في التاسع من مارس/آذار الماضي أي قبل نشر التقرير الذي صدر عن لجنة التحقيق في الحرب على لبنان بخمسين يوماً على الأقل وما كان لكاتب في صحيفة عبرية أن ينصح أولمرت وبيرتس بالرحيل وتسليم مفاتيح المكاتب لولا أنه ارتكز إلى احصاءات واستفتاءات أظهرت أن 3% فقط من اليهود في الدولة العبرية يعتقدون بأن أولمرت يصلح لتولي منصب رئيس الوزراء، بينما تصل نسبة الذين لا يثقون به وبحكومته إلى 98% وإذا كانت الحروب تقيّم من خلال نتائجها باعتبارها مباريات بالذخيرة الحية، فإن الحرب على لبنان أخفقت، وكان الفشل الذي منيت به سريعاً وذريعاً، لهذا فهي مسجاة منذ تسعة شهور في غرفة الإنعاش أما الجلوكوز الذي يتقطر في شرايينها الجافة فهو مجرد وعود بالاستدراك أو تلويح بحرب أخرى، إضافة إلى مواصلة العزف على الوتر الصهيوني القديم، بحيث يبدو ترويع اليهود من الراديكاليين العرب والمسلمين بمثابة ابتزاز أمني، ومحاولات لتأجيل انفجار الأزمات الداخلية إذا لم تنجح الحكومة في تصديرها.

يقول كاتب المقالة المفخخة ضد عربة حكومة أولمرت شبه المعطلة إن الاقتصاد في الدولة العبرية لم تبد عليه حتى الآن علامات الشحوب لكن في المدى المنظور سيفتضح ما ألحقته به حكومة أولمرت من أذى، هكذا يوحي الكاتب لقرائه بأن كاديما لم يعد الحزب الجدير باسمه وهو التقدم إلى الأمام، لأنه اقترن على نحو واضح بالتقهقر، وأزمة الثقة، وتخبط الهواة في محيط السياسة الذي لا يجيدون السباحة فيه، لأن تدريباتهم كانت على السرير كما تقول حكاية قديمة.

وحين طالب هذا الكاتب الثالوث الذي تجسد فيه الفشل السريع بالرحيل لم يستجب أحد لموعظته، وكانت لجان التحقيق تواصل عملها وتضع عينات من منجز الحكومة الكاديمية تحت المجهر.

تزامن مثير بين تلويح الديمقراطيين في أمريكا بإطاحة بوش الابن قبل انتهاء مدة رئاسته وبين مطالبة أولمرت بالرحيل، فالتحالف غير المقدس بين واشنطن وتل أبيب في الحرب على العراق انتهى إلى تحالف بين نمطين من الفشل، أحدهما سقطت عنه الأقنعة وتعرى والآخر لا يزال يتخفى تحت مساحيق التجميل التي توحي للمخدوعين بأن الإفراط في استخدام القوة هو دلالة عافية وتمكن وحقيقة الأمر أن هذا الإفراط يفتضح ضعفاً كبيراً وإحساساً بأن المفتاح انكسر في القفل، والبوابة لا تزال موصدة.

كلا الحليفين في واشنطن وتل أبيب اقترنا الخطايا ذاتها والتي لم تكن مجرد أخطاء إجرائية كما وصفتها د. رايس في محاولة لنقد الذات سرعان ما تراجعت وتحولت إلى مداعبة خشنة.

أولمرت كما يقول خصومه الكثر أعطى للوزراء الذين كلفهم بحمل أعباء حكومته الحقائب غير المناسبة، وربما كان موفقاً في أمر واحد هو تعيين الوزير غير المناسب في الموقع غير المناسب، تماماً كما فعل جورج بوش الذي يصفه خصومه الديمقراطيون بأنه استبدل القفازات فوضع ما كان في اليد اليمنى في اليد اليسرى والعكس صحيح أيضاً.

أولمرت دافع عن أخطاء فريقه الذي زيّن له الحرب وخصوصاً عمير بيرتس.

وبوش لم ينقطع دفاعه عن وولفويتز حتى بعد ضبطه متلبساً بالفساد الإداري في البنك الدولي.

إنها إذن كوميديا الأخطاء، لكن شكسبيرها ليس كاتباً مسرحياً ماهراً، بل أحد الهواة الذين يورطون أبطالهم في مصائر مجهولة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34943 شهيدًا

صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34943 شهيدًا

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الجمعة، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر جديدة ضد العائلات في قطاع...