عاجل

السبت 01/يونيو/2024

منظمة التحرير الفلسطينية: تقييم التجربة وإعادة البناء

منظمة التحرير الفلسطينية: تقييم التجربة وإعادة البناء

معلومات النشر:

المحرر: د. محسن محمد صالح

العنوان: منظمة التحرير الفلسطينية: تقييم التجربة وإعادة البناء

المكان: بيروت

الناشر: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2007

توزيع: الدار العربية للعلوم – ناشرون

عدد الصفحات: 233 صفحة

 

أصدر “مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات” في بيروت كتاب “منظمة التحرير الفلسطينية: تقييم التجربة وإعادة البناء”، تحرير الدكتور محسن محمد صالح، ويتألف من 233 صفحة من القطع المتوسط.

شكّل هذا الكتاب خلاصة جهد نحو ثمانين خبيراً ومتخصصاً ومهتماً بالشأن الفلسطيني، شاركوا في المؤتمر الذي عقده مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت خصيصاً لمناقشة هذا العنوان، بمناسبة الذكرى 42 لتأسيس المنظمة، وفي ظل التطورات الدولية والإقليمية والفلسطينية، وبعد مسيرة طويلة من الإنجازات والإخفاقات. وفي ظل تأكيد مختلف القوى الفلسطينية على ضرورة إعادة ترتيب البيت الفلسطيني.

ويتضمن الكتاب ستة عشر ورقة عمل، شملت تقييما لتجربة م.ت.ف، ورؤى الفصائل الفلسطينية الخمسة الرئيسة (فتح، حماس، الشعبية، الجهاد، والديمقراطية) لتطوير المنظمة وإعادة بنائها. وهذا ما أكسب الكتاب قيمة استثنائية؛ زاوجت بين آراء الخبراء وأصحاب التيارات السياسية. وبالتالي فقد غطت المناقشات كافة جوانب الموضوع.

يركز الكتاب على محورين، الأول: قدم فيه نخبة من الأساتذة المختصين تقييم التجربة، والثاني: قدمت فيه الفصائل الفلسطينية رؤيتها.

ففي الورقة الأولى: تكلم الأستاذ شفيق الحوت، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية سابقاً، عن رؤيته للمنظمة، مؤكداً على أهم إنجازاتها. ثم أشار إلى سلبيات “اتفاقات أوسلو” التي سعت لتعطيل م.ت.ف. وقدّم شواهد على تخوّفاته التي كان من أهمها: الإبهام في القسم الدستوري الذي أداه رئيس السلطة باستخدام مصطلح “الوطن” من غير تعريف ما هو هذا الوطن أو حدوده.

وفي الورقة الثانية: تحدث الكاتب والمذيع الفلسطيني الأستاذ نافذ أبو حسنة عن تطور الوعي الفلسطيني بمنظمة التحرير: ابتداءً من مرحلة التشكل والتكوين، مروراً ما بين النكبة والنكسة، وصولاً إلى الكيان المعنوي والبيت الشرعي. وعدّ الكاتب بأن الاعتراف العربي بالمنظمة جاء على أساس تصور تسوية اختلفت عليه الفصائل وانقسمت. ثم القى الضوء على انعكاسات حرب 73، التي أبرزت منطقين فلسطينيين، أحدهما دعا إلى الحل المرحلي، والثاني إلى التفاوض؛ باعتبار أن التوازن الدولي لا يسمح بحسم الصراع. وختم بالدعوة إلى تأسيس ثالث للمنظمة.

ومن خلال الورقة الثالثة: قدم الأستاذ تيسير الخطيب، الكاتب والمفكر الفلسطيني، قراءة نقدية في الميثاق الوطني. فتعرض للتعديلات التي أُدخلت على الميثاق، معتبراً أنها جاءت استجابة للمبادرات السياسية التي رأى البعض بأنها نتيجة تغيير موازين القوى مع “إسرائيل”، وبين المعسكرين الدوليين. وأرجع “تعقيدات القضية وغموضها” إلى هذه التعديلات. ودعا إلى ضرورة موافقة الميثاق للثوابت التاريخية. ورأى بأن أي انتخابات لا تكون شرعية، إلا إذا راعت التمثيل الفلسطيني كاملاً.

وأما الورقة الرابعة: فقد تناول فيها الدكتور محسن صالح، الأستاذ المشارك في الدراسات الفلسطينية، إعادة تشكيل المجلس الوطني. فقدم نبذة عن مكانة المجلس الدستورية وصفته التمثيلية، ثم عرض قراءة نقدية لأدائه أظهر فيها كيف تمّ تهميش دوره وإضعافه وكيف تم استخدامه لأغراض تمرير مشاريع التسوية، وكيف فقد دوره الرقابي والتشريعي. كما تعرض لإشكالية العضوية، فبيّن بأن عدد الأعضاء قد تراوح بين (100-850) وأن العضوية افتقدت لمعايير التمثيل الحقيقية. ثم قدم تصوراً تفصيلياً، مستنداً إلى أرقام وحقائق، حول أشكال وأحجام  تمثيل كافة قطاعات الشعب الفلسطيني ضمن المجلس الوطني في مختلف أماكن تواجده في حالة إنشاء مجلس وطني جديد.

وعبر الورقة الخامسة: عرض الأستاذ الدكتور أحمد سعيد نوفل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الأردنية، تصوراً للعلاقة الصحيحة بين م.ت.ف والسلطة الوطنية. فبيّن أن المنظمة بدأت تعاني من “التهميش والعزلة” لمجرد بروز “السلطة” إلى حيز الوجود، وأشار الى “التباين بين الحكومة والرئاسة”. وبيّن بأن إسرائيل لم تعترف بالمنظمة إلا عندما لم تعد منظمة “لتحرير” فلسطين، وقال: من هنا جاءت “أوسلو”. وختم بمقترحات تساعد في إعادة بناء المنظمة.

ومن خلال الورقة السادسة: قيم الأستاذ منير شفيق، الكاتب والمفكر الفلسطيني، تجربة الوحدة الوطنية الفلسطينية. فرأى بأن العلاقات الفلسطينية كانت محكومة بالاعتبارات الفكرية والسياسية، وأحياناً بصراعات المحاور العربية. وأكد بأنه لم يتوفر الالتزام بميثاق أو برنامج، وناقش حالة الوحدة الشكلية والانقسام حول المضمون. وقدم تصوره لبرنامج سياسي يمكن الاتفاق عليه، معتبراًَ أن القوى الفلسطينية هي أمام هذا الاستحقاق.

وفي الورقة السابعة: عرض الأستاذ صقر أبو فخر، الكاتب والباحث في مؤسسة الدراسات الفلسطينية، إدارة المؤسسات لدى م.ت.ف (مركزي الأبحاث والتخطيط مثالاً)، فاستعرض تاريخ التجربة الفلسطينية في مجال العمل المؤسسي عموماً، وقدم دراسة نقدية لتجربة مركز الأبحاث الفلسطيني ومركز التخطيط على وجه التحديد.

وقدم الورقة الثامنة: الدكتور سلمان أبو ستة، خبير شؤون الأرض واللاجئين الفلسطينيين. فرصد مسيرة اللاجئين في السعي للعودة. وأشار إلى حسابات “الأنظمة” في التعامل مع اللاجئين. وتكلم عن مشاريع التوطين. ونبّه إلى مدلولات وانعكاسات فصل هدف إقامة الدولة عن قضية عودة اللاجئين. ثم تأسف لحال “دائرة العائدين” التي تحوّلت إلى “دائرة اللاجئين”، وبيّن أن عدداً من القائمين عليها “يقيم صلات وثيقة بالجانب الإسرائيلي”. ثم قدّم شرحاً مفصلاً ومدعماً بالخرائط والجداول، يظهر أعداد اللاجئين وأماكن تواجدهم، وخلص إلى إمكانية تمثيلهم من خلال انتخابات نزيهة، وختم باقتراح مجموعة “أفكار هامة” لضمان تفعيل قضية اللاجئين.

وفي الورقة التاسعة: تناول الأستاذ حلمي موسى، خبير الشؤون الإسرائيلية، إدارة م.ت.ف للمفاوضات مع إسرائيل، فتناول تبريرات “القوى المتنفذة” في إعلان فشل “منهج المقاومة”، وسقوط فكرة المصير العربي المشترك. وأكد بأن فكرة التسوية كانت تشغل عقول عدد من قادة فتح منذ العام 1968. واعتبر بأن قيادة م.ت.ف استثمرت الانتفاضة في حماية المنظمة كممثل شرعي ووحيد بوصفها عنوان القضية. ولفت إلى أن المفاوضات مع “إسرائيل” تمت إدارتها على أساس القرارين 242 و338 اللذان لا يتطرقان للحقوق الفلسطينية. وختم بالإشارة؛ أن المفاوضات هي عبارة عن “جري” الطرف الفلسطيني للحصول على “الموافقة الأمريكية”.

وقدم الورقة العاشرة: الدكتور محمد السيد سعيد، الخبير الاستراتيجي المصري، عن إدارة م.ت.ف العلاقات الفلسطينية – العربية، فانطلق من التأكيد بأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الجماعية. ثم تناول العلاقة العضوية بين “الفلسطينية والعربية”، واستعرض صنوف “الحصار والبطش” الذي واجهه النضال الوطني الفلسطيني في أكثر البلاد العربية. وعدّ الجانب الفلسطيني شريكاً في المسؤولية، بسبب انجراره إلى الخلافات والنزاعات العربية، والحروب الأهلية. ومع ذلك؛ أكد حاجة القضية الفلسطينية للساحات العربية المختلفة بمستوييها الرسمي والشعبي، وهو ما يفرض إعادة تصحيح هذه العلاقة بحسب مبدأ “من كل حسب قدرته”. وختم بتقديم جملة مقترحات تسهم في تحقيق هذه الغاية.

وتكلم في الورقة الحادية عشرة: السفير الدكتور عبد الله الأشعل، خبير العلاقات الدولية، عن الدبلوماسية الدولية الجديدة لمنظمة التحرير. فأكد على مكانتها بوصفها “التجسيد السياسي لحق تقرير المصير الفلسطيني. وأشار إلى تبدل عنوان الصراع بعد حرب 1967، من “إزالة إسرائيل” إلى “إزالة آثار العدوان”، وتأثيرات حرب 1982، في إخراج المنظمة من “منطقة الصراع”. وقال: بعد أن كانت المنظمة في أوائل 1985 تمثل “حكومة المنفى الفلسطينية”، جعلت حسابات “أوسلو” الجدل حول من يمثل الفلسطينيين. وناقش وثيقة الاعتراف بين المنظمة وإسرائيل. وناقش إمكانية أن تعترف حماس بإسرائيل بعد أن قبلت بإقامة دولة فلسطينية ضمن حدود 4 حزيران/ يونيو 1967. ثم استعرض جدلية العلاقة بين المنظمة والسلطة. وختم بالتخوف من نشوب صراع دامٍ بين فتح وحماس، يجعل القيادة الفلسطينية عبئاً على شعبها.

وفي المحور الثاني من الكتاب عرض مسؤولو وممثلو الفصائل رؤى تنظيماتهم لتطوير المنظمة وإعادة بنائها.

فقدم الورقة الثانية عشرة: الأستاذ فتحي أبو العردات، أحد قيادات حركة فتح في الساحة اللبنانية، رؤية فتح. وقد أكد فيها على أن الشرعية الحقيقة التي اكتسبتها م.ت.ف. هي التفاف جماهير شعبها من حولها، وانضمام قواه الحية تحت لوائها. ودعا إلى الإسراع في إنجاز ما تم الاتفاق عليه في القاهرة في آذار/ مارس 2005، ورأى أن يضم المجلس الوطني 500 عضو بالتساوي بين الداخل والخارج.

وفي الورقة الثالثة عشرة: شرح الأستاذ أسامة حمدان، ممثل حركة حماس في لبنان، رؤية حماس. فبين أن حركته ترى المنظمة باعتبارها وطناً معنوياً، وذكر ثلاث جوانب أثرت على وجود المنظمة وفعالية تمثيلها، وهي: انتقال مركز القرار للسلطة الفلسطينية، ومحاولة “تذويب المنظمة”، وإبقاء “حماس والجهاد خارجها”. ودعا إلى تفعيل إعلان القاهرة “على قاعدة الأهداف الكلية لشعبنا”، التي عدّ منها عودة اللاجئين، وإقامة الدولة على كامل التراب الوطني، وإعادة صياغة الميثاق،.. . وقدم تصوراً شاملاً حول “إعادة البناء والتفعيل”، وتناول البرنامج السياسي، وإسلامية القضية، وإعادة النظر في التنازلات. وتحدث عن الأسس التنظيمية. ورأى أن يتكون المجلس الوطني من 300 عضو، مقترحاً له تصوراً تفصيلياً.

وعرض الورقة الرابعة عشرة: الأستاذ مروان عبد العال، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، رؤية الجبهة الشعبية. فقدم نقداً تاريخياً لقيادة فتح التي تعاملت مع المنظمة باعتبارها “حاملاً تنظيمياً وسياسياً لبرنامجها الخاص”، ولم يستثن المعارضة على انصياعها لـ”أصول اللعبة”. كما حذر من نوايا “أهل السلطة” لتفعيل المنظمة في سياق استخدام ضيق. وخلص إلى اقتراح تشكيل قيادة موحدة واتفاق على برنامج القواسم المشتركة كأسس لإعادة بناء المنظمة وتفعيلها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيد جديد بسبب المجاعة في غزة

شهيد جديد بسبب المجاعة في غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد الطفل عبد القادر السرحي (13 عاما) في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة، السبت؛ نتيجة سوء التغذية...