الأسرى .. صمود في مواجهة سجون الموت البطيء ومحطاتها المتعددة

وفيما يلي تعريف بسجون العدو، وممارساتها التعسفية، وجرائمها بحق الأسرى الفلسطينيين على امتداد الوطن المحتل، وهي كافية لأن يتدخل أصحاب الضمائر لإنقاذ هذه الشريحة التي تتكبد ثمن الدفاع عن حريتها وحقوقها في معتقلات تجرّد القائمون عليها من أبسط قواعد التعامل الإنساني.
سجن الرملة
يقع سجن الرملة في منتصف الطريق بين مدينتي اللد والرملة المحتلتين عام 1948، وهو عبارة عن قلعة محصنة تحيط بها الأسوار العالية.
فتح هذا المعتقل (الرملة) أبوابه لاستقبال الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين منذ اليوم الأول للاحتلال (1967)، حيث كانت إدارة المعتقل تعاملهم بشكل وحشي جداً، ويعتبر هذا المعتقل سجنا مدنيا ولكن بعض أقسامه مختلطة بين المعتقلين الأمنيين، والمدنيين الجنائيين.
ويتكون هذا السجن الصهيوني من عدة أقسام هي: “المستشفى – المعبار – معاليه إلياهو – نيتسان – العزل – الخيام – نفي ترتسا “النساء”، ويعتبر كل قسم من الأقسام منفصلا عن الآخر من حيث الإدارة والموظفين.
أنشئ قسم المستشفى من قبل مديرية السجون ووزارة الشرطة الصهيونية، ليتم من خلاله معالجة الحالات المرضية الكثيرة والمتنوعة التي يعاني منها الأسرى الفلسطينيون في السجون الصهيونية، وجاء إنشاؤه بعد خطوات احتجاجية وإضراب عن الطعام، وضغوطات قامت بها عدد من الدول ومنظمات حقوق الإنسان احتجاجا على الكيان الصهيوني، مطالبة إياه بضرورة توفير العلاج اللازم للأسرى، باعتباره حق كفلته لهم القوانين والأعراف الدولية، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
ويتكون المستشفى من 13 غرفة يتسع بعضها لـ 6 أفراد وبعضها لـ 4 أشخاص وبعضها الأخر لشخص واحد. ست من هذه الغرف مخصصة للمعتقلين الأمنيين، وتتسع ل 28 سريرا، تخدم نحو 2000 معتقل فلسطيني في السجون الصهيونية.
إن قلة عدد الأسرّة المتوفرة جعل من المستشفى مكتظا باستمرار، ويتسبب في التأخير والمماطلة بتقديم العلاج للمعتقلين المرضى، بالإضافة إلى ذلك يعاني الأسرى المرضى في مستشفى الرملة من العديد من المشاكل أبرزها مشكلة العلاج والدواء، كما يعانون من سوء الرعاية الطبية والإهمال المتعمد والتسويف.
وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن إجراء عملية جراحية بسيطة كالبواسير، والتي يعاني منها عدد كبير من الأسرى نظرا لظروف الاعتقال وطبيعة الغذاء المقدم، قد يستغرق ما بين سنة أو سنتين، رغم وجود توصية طبية بإجرائها، والأمر الأخطر من ذلك هو فشل عدد كبير من هذه العمليات، مما يستدعي إجراءها من جديد، وبذلك يدخل المعتقل المريض مرحلة جديدة من المماطلة.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ إدارة السجن ترفض السماح لأطباء من خارج السجن بالدخول إلى المستشفى، لمعاينة المرضى، كما يلزم التنويه بأن العلاج المقدم هو عبارة عن مسكنات أكثر من كونها علاجات شافية.
ومن ضمن معاناة الأسير في المستشفى أنه يمكث في غرفة مغلقة 24 ساعة في اليوم، ورغم المطالبة المستمرة من قبل الأسرى المرضى بضرورة فتح الغرف لاستنشاق الهواء، إلا أن إدارة المستشفى ترفض الطلب باستمرار بحجة وجود مرضى مدنيين في القسم نفسه، وعلى الرغم من وجود نظام (الفورة) ـ تعريض الأسير للتنفس ـ إلا أن وضعها سيء للغاية، فالفورة موجودة فوق بناية المستشفى في الطابق الثالث، ومحاطة من جميع الجوانب بجدران إسمنتية سميكة، بالإضافة إلى عدم وجود مظلة تحمي من أشعة الشمس المحرقة، فضلا عن المكرهة الصحية الناتجة عن خروج رائحة المجاري من المواسير الموجودة على سطح المستشفى الأمر الذي يجعل غالبية الأسرى تفضل البقاء داخل الغرف المغلقة عن الخروج.
أما نوعية الطعام المقدم للمعتقلين فهو سيء للغاية، ولا يفي بحاجات المرضى، ولا يراعي وضعهم الصحي، وضرورة تقديم الغذاء المناسب لحالاتهم المرضية.
ويُعدّ قسم العزل “أيلون” من أقسى أنواع العزل في السجون الصهيونية، حيث يعاني الأسرى فيه من أوضاع قاسية للغاية، إذ يتم عزلهم في زنازين منفصلة عن المعتقلين الجنائيين اليهود، وتبلغ مساحة الزنزانة 1.5× 3 متر لا يوجد فيها شباك أو تهوية، بحيث لا يرون الشمس سوى وقت الفورة ولمدة ساعة واحدة فقط في النهار، ويخرجون إليها وهم مقيدي الأرجل.
سجن تلموند
يقع سجن “تلموند” جنوبي الخط الممتد بين مدينتي طولكرم ونتانيا، على الطريق القديمة المؤدية إلى الخضيرة، وقد شُيّد هذا السجن خصيصا للأحداث من العرب واليهود، ويقسم إلى قسمين: قسم للأحداث الذكور وآخر للأحداث الإناث، ويحيط بالسجن سور عال يصل ارتفاعه لثلاثة أمتار، وأربعة أبراج عالية للمراقبة.
وعلى الرغم من أن هذا السجن يعتبر مركزا للإصلاح وخاصة للفتيان اليهود، إلا أنه يُلاحظ ومن خلال المعلومات التي تخرج منه؛ مدى الجرائم المنظمة التي تحدث في صفوف هذه الشريحة، إضافة إلى انتشار المخدرات بكافة أنواعها، ويحتجز في السجن حاليا عدد كبير من الأطفال الفلسطينيين المعتقلين دون سن 16 عاما بين عدد من المعتقلين الجنائيين اليهود، الأمر الذي يهدد حياتهم بالخطر، ويجعلهم عرضة للانتهاكات المتكررة.
سجن صرفند
يعد هذا المركز، معتقلا للتحقيق، ومكانا لممارسة أنواع مختلفة من التعذيب والإرهاب بحق المعتقلين الفلسطينيين، ويتألف من بناية كانت تستخدم في عهد الانتداب البريطاني، وتقسم إلى قسمين: القسم الأول: الزنازين وتشرف عليها المخابرات – وهي مخصصة للتعذيب – ، ومساحتها لا تتجاوز المتر المربع الواحد، بحيث لا يتمكن المعتقل من النوم، والقسم الآخر: عبارة عن مجموعة من الغرف، وهي أشبه بالزنازين أيضاً.
وقد تحوّل هذا المعتقل حالياً إلى سجن عسكري، يُحظر على المؤسسات والمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان زيارته، كما أنّ الأسير عندما يُجلب إلى هذا المعسكر يكون معصوب العينين، وكذلك الحال عند خروجه منه، ولذلك فإنّ المعلومات المتوفرة عن هذا المعسكر قليلة جداً، إلاّ أنّ إفادات المعتقلين الذين أُحضروا إلى هذا المعتقل كشفت عن حجم المعاملة السيئة التي يلاقونها، وأدوات التعذيب التي لا يمكن للعقل البشري تصورها، إذ أنها باستمرار تخضع لما جد وابتكر من هذا المجال الذي تعتبره سلطات الاحتلال الصهيوني فنا.
وقد اتضح أنّ جميع الذين تم إدخالهم إلى هذا المعسكر هم من المعتقلين الذين يعدوا بالنسبة للكيان الصهيوني من الخطيرين، ويعتقد كثير من المراقبين والمهتمين بشؤون الأسرى بأن عددا من المعتقلين المفقودين، هم رهن الاعتقال في هذا المعسكر الغامض.
سجن مجدو
يقع معتقل “مجدو” في منطقة مرج بني عامر، ويتبع منطقة حيفا، حيث تقع إلى الشمال منه العفولة، وجنوباً جنين، وشرقاً بيسان، وغرباً وادي عارة وقرى المثلث، ويتميز بجوه الدافئ وبرطوبته الزائدة، لأنه يقع في منطقة غورية.
وتعتبر منطقة مجدو معقلا عسكريا قديما، وقد تم افتتاح معتقل مجدو للأسرى الأمنيين الفلسطينيين في شهر آذار من عام 1988مع بدء الانتفاضة، حيث كان نزلاؤه قبل ذلك من الأسرى الجنائيين اليهود واللبنانيين، ويوجد به ستة أقسام منها خمسة أقسام مفتوحة “خيام”، وقسم الغرف (فيه غرفتان فقط).
ويتبع معتقل “مجدو” لسلطة الجيش الصهيوني وليس لمصلحة السجون الصهيونية، ويبلغ عدد المعتقلين فيه نحو 700 معتقل، معظمهم من ذوي الأحكام المنخفضة نسبيا، بالإضافة إلى عدد من المعتقلين الإداريين.
سجن الدامون
أقيم هذا السجن منذ زمن الانتداب البريطاني كمستودع للتبغ، بحيث روعي في بنائه توفير الرطوبة لحفظ أوراق الدخان، وبعد عام 1948 وضعت سلطات الاحتلال الصهيوني يدها عليه، وتم تحويله إلى سجن.
وتقول الكاتبة الصهيونية ليئا اتجيد عن هذا السجن سيئ السمعة “لقد رأيت سبعة عشر سجيناً في غرفة واحدة، بالرغم من أن ذلك اليوم كان حارا وخانقا، كانت رائحتها نتنة كريهة، وفي الزاوية كومة من الفراش المصنوع من الإسفنج الرقيق، أما البطانيات فهي ممزقة ومهترئة، وعلى حافة حائط الغرفة كان العديد من السجناء واقفين، مرصوصين صفا واحدا، وأعمار معظمهم لا تتجاوز 17 سنة، وعندما كنت أنظر إليهم أراهم كسمك السردين داخل علبة صغيرة؟!”. أما المرحاض؛ تتابع الكاتبة الصهيونية، “فيقع في الزاوية وهو عبارة عن ثغرة فتحت في الحائط، تستعمل في حالة الوقوف، وبدون باب، والمياه لا تصل إليه دائماً”، حسب شرحها.
سجن بئر السبع الصحراوي
يقع سجن بئر السبع الصحراوي على بعد خمسة كيلو مترات جنوب مدينة بئر السبع، على طريق “أم الرشراش”إيلات في منطقة صحراوية، وقد افتتح هذا السجن في الثالث من كانون الثاني (يناير) 1970، ويحيط بالمعتقل سور مرتفع يتراوح ارتفاعه بين ثمانية وتسعة أمتار فوق سطح الأرض، وتمتد جذوره إلى ثلاثة أمتار تحت الأرض. وقد أقيم بشكل متموج بحيث يصعب تسلقه، وقد ثبت سلك حلزوني في طرفه العلوي من الداخل، وتحيط بالسور من الخارج طريق ترابية ممهدة، بحيث يظهر أثر أي شيء يتحرك عليها، وتلي تلك الطريق طريق أخرى لسيارات الدورية، التي تتحرك حول المعتقل بين الفينة والأخرى، وعلى بعد مئة متر تقريباً من تلك الطريق، يحيط بالمعتقل جدار شائك، وقد أقامت سلطات الاحتلال ثمانية أبراج عالية للمراقبة فوق السور، سعة كل برج حوالي عشرين متراً مربعاً، عدا البرج الرئيسي المقام فوق الباب الكبير للمعتقل، والذي تبلغ مساحته ثلاثين متراً مربعاً.
ويتسلّح حراس الأبراج بالأسلحة النارية الخفيفة والمتوسطة، في حين يتسلح حراس البرج الرئيسي بالمدافع الرشاشة ومدافع من عيار 500 ملم، وذلك لأن هذا البرج هو حلقة الاتصال الرئيسة بين إدارة المعتقل ومديرية السجون العامة والمؤسسات الأخرى في فلسطين وخارجها، ولهذا فإنّ الباب الرئيس للمعتقل لا يُفتح إلا بأمر من حراس البرج الرئيس، الذين يشرفون على كل من يدخل أو يخرج من المعتقل.
وتبلغ مساحة المعتقل أكثر من كيلو متر مربع، وقد أقيم عليها تسعة أقسام رئيسية، وقسمين فرعيين آخرين، ويتسع كل قسم من الأقسام الرئيسية ما بين 100 و 110 سجيناً.
وقد خصّصت سلطات السجون الصهيونية الأقسام الرئيسة المقامة إلى جانب بعضها بعضاً للمعتقلين، وما تبقى هو للسجناء والجنائيين اليهود، ويفصل بين هذه الأقسام والأقسام الأخرى مساحة واسعة من الأرض، بالإضافة إلى عدة مبان ومستشفى وعيادة ومطبخ المعتقل، وهذا يعني أنّ أقسام المعتقلين تشكل سجناً قائماً بذاته، وأقسام السجناء اليهود تشكل سجناً قائماً بذاته أيضاً، ولهذا خصصت سلطات السجون لكل سجن من هذين السجنين مديراً وإدارة مستقلة، وأوجدت مديراً عاماً للسجن بكامله.
ولقد أكثرت سلطات السجون من وضع القضبان الحديدية على الأبواب والشبابيك، وأكثرت من وضع الأقفال على كل باب، وفضلاً عن “السكرة والزرفيل” المثبت داخل الباب؛ فقد خصصت على كل باب مكانين، لوضع قفلين نحاسيين صغيرين.
وقد أقامت سلطات
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...