الإثنين 13/مايو/2024

الإسرائيليون لا يبحثون عن تهدئة مع الفلسطينيين

الإسرائيليون لا يبحثون عن تهدئة مع الفلسطينيين

صحيفة الوطن القطرية

ليس من بند في ميثاق الأمم المتحدة أو في القوانين الدولية يشرع الاغتيالات من أي نوع وتحت أي عنوان أو مبرر، وإنما تندرج سياسة الاغتيالات بأصنافها تحت قائمة الجرائم التي يعاقب عليها القانون، ولكن يبدو أن المجتمع الدولي الخاضع للسطوة الأميركية وبقانون الغاب الذي تفرض الإدارة الأميركية أحكامه على هذا المجتمع المنافق باعتبارها الطرف الأقوى، أخذ في تشريعها خاصة التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي من عمليات اغتيال إرهابية بحق أبناء الشعب الفلسطيني الذين يقاومون هذا الاحتلال، اللافت أن الكيان الإسرائيلي يقدم على ارتكاب هذه الجرائم بثقة وعدم تردد، بل وبتفاخر في أحيان كثيرة عندما يتمكن من اغتيال أحد القادة التاريخيين أو الأبطال لفصائل المقاومة الفلسطينية، ويكثف من هذه الجرائم بالتزامن مع تزايد الصمت الدولي بدءاً من الإدارة الأميركية راعية الإرهاب الإسرائيلي والمدافع الأول بل والمحارب الأول في الصفوف الإسرائيلية ضد الحقوق الفلسطينية مروراً بالاتحاد الأوروبي الذي يتخذ من المنطقة الرمادية مكاناً له.

وهذا في كل الأحوال لصالح السياسة الإسرائيلية الأميركية المشتركة في إخلاء الساحة إلا من القاتل والضحية، وصولاً إلى مجلس الأمن الدولي الذي يختفي صوته أمام جرائم الحكومات الإسرائيلية، ويعلو بأقصى ما عنده من مدى عندما تسيل نقطة دم إسرائيلية واحدة، أو حتى عندما تمس مشاعر هذا الإسرائيلي، أو يشعر بعدم الارتياح.

والاغتيالات التي تشكل الحلقة الرئيسية في السياسة الإسرائيلية الآن ومنذ مدة طويلة، تفتح الأبواب على ردود كبيرة من المقاومة الفلسطينية التي تعهدت بالانتقام لشهدائها الذين طالتهم يد الغدر الإسرائيلية في جنين وغيرها خلال الساعات القليلة الماضية وذلك بالرد القوي والقريب.

وبالرغم من كل الجرائم التي تقترفها حكومة أولمرت وريث الإرهابي شارون الذي سن سياسة الاغتيالات التي تتناقض مع القوانين والشرعية الدولية، فإن المجتمع الدولي يغيب عن المشهد الذي يجب أن يكون موجوداً فيه للمساهمة في إفهام الكيان الإسرائيلي مدى الضرر الذي يلحقه في فرص التوصل إلى تسوية بهذه الجرائم، ونجده ينشط إلى حد الاندماج في المشهد الآخر لحماية الاحتلال وانتزاع مكاسب مجانية في المشهد الذي أسقط الفلسطينيون خلاله أكثر من عشر سنوات من تاريخهم السياسي ليفتحوا صفحة جديدة بقاعدة انطلاق جديدة وبفكر جديد وإرادة جديدة لاسترداد حقوقهم، الأمر الذي أثار حفيظة هذا المجتمع الدولي السائر خلف أوهام السياسة الأميركية وثمارها المرعبة في أبعادها الخطيرة على السلام والأمن والاستقرار الدولي، وبدلا من التوقف وإعادة الحسابات، ومحاولة استخلاص العبر وفهم الدرس، أخذ الجانب الأميركي والإسرائيلي الذي يساهم في تزايد انتشار رقعة ما يطلقون عليه بـ «الإرهاب» نتيجة الاستعلائية وعدم فهم الآخر، والإصرار على رفض أي معالجة أخرى غير المعالجة العسكرية.

فالإسرائيليون هم الذين يستنفرون المقاومة الفلسطينية، وهم الذين لا يريدون هدوءا، ويدفعون الاستشهاديين دفعاً للقيام بعمليات، لأنهم لا يرغبون بالسلام الحقيقي، فهم يخيرون الفلسطينيين ما بين الاستسلام أو الاغتيال، فلا يبقى أمام الفلسطيني سوى الدخول إلى الخيار الثالث وهو الدفاع عن النفس بالاستشهاد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس

مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس

نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت مساء اليوم الاحد، مواجهات بين المواطنين والمستوطنين وقوات الاحتلال في بلدة قصرة جنوب شرق نابلس....