الإثنين 20/مايو/2024

الاحتلال الإسرائيلي وشرعية المقاومة والعمليات الاستشهادية

الاحتلال الإسرائيلي وشرعية المقاومة والعمليات الاستشهادية

(( إنّ كل احتلال أجنبي يؤدي إلى مقاومة مشروعة، وكلما ازدادت أعمال القمع لهذه المقاومة كلما ازدادت المقاومة عنفاً واتساعاً، فرفْض الاحتلال ومقاومته أمر طبيعي و مشروع.

 إنّ استمرار الاغتصاب والاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية واستمرار ممارسات إسرائيل الوحشية، وبناء المستعمرات اليهودية في الأراضي المحتلة، ورفض حق العودة تجعل من المقاومة الردّ الشرعيّ على الاحتلال والعدوان والاستيطان واغتصاب الأرض والمياه والحقوق العربية.

 من مقدمة الكتاب الجديد للباحث الدكتور غازي حسين الصادر في بداية نيسان 2007 عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق.

تناول الكتاب المقاومة الفلسطينية ضد الانتداب البريطاني والصهيونية وبعد حرب عام 1948 التي أشعلتها الصهيونية لاغتصاب فلسطين العربية، وحتى حرب السويس العدوانية عام 1956.

ويتطرق إلى تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في القدس في أيار 1964 لتحرير الأراضي الفلسطينية المغتصبة، وعودة اللاجئين واندلاع الثورة الفلسطينية المعاصرة قبل حرب حزيران العدوانية عام 1967، وتطرق إلى المقاومة قبل وبعد حرب حزيران كخيار استراتيجي لمواجهة الاحتلال ويقول:

(( إنّ الاحتلال والاستعمار الاستيطاني اليهودي، والهولوكست الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني هو ذروة الإرهاب، ويعتبر من أخطر الظواهر التي عرفها المجتمع البشري وأكثرها وحشية وهمجية في العصر الحديث، وثبت بجلاء أن الاستعمار الاستيطاني اليهودي هو أبشع وأوحش وأشرس أنواع الاستعمار التي ظهرت في التاريخ، وإنّ ما أُخِذَ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وأنّ العدو الإسرائيلي لا يفهم إلا لغة القوة)).

ويستعرض الكتاب شرعية المقاومة الأوروبية للاحتلال النازي والمقاومة الفلسطينية في نظر رجال المقاومة الفرنسية ويتساءل: ” لماذا المقاومة الأوروبية شرعية وسواها غير شرعي؟ ويؤكد أنّ المقاومة الفلسطينية للاحتلال ليست إرهاباً في القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة حيث تميّز بين الإرهاب والمقاومة، وتنص على تجريم إرهاب الأفراد والدول وتعترف بالوقت نفسه بشرعية المقاومة ضد الاحتلال من أجل تقرير حق المصير، ويدين المؤلف ازدواجية المعايير لدى الولايات المتحدة الأمريكية وفقدانها لأي حس بالعدل والإنصاف ومبادئ الشرعية الدولية عندما يتعلق الأمر بالعرب والمسلمين..

وتتناول العمليات الاستشهادية التي اندلعت على أثر تصاعد الإرهاب والعنصرية والهولوكوست (الإبادة الجماعية)على الشعب الفلسطيني، وبعد فشل الأمم المتحدة في توفير حتى الحماية للشعب الفلسطيني كأسلوب لوقف الإبادة والاستعمار الاستيطاني. ويورد الأسباب التي تدفع الفلسطيني إلى الاستشهاد ونظرة المجتمع إلى هذه الظاهرة وفي التراث العربي والإسلامي، وأثر العمليات الاستشهادية على الكيان الصهيوني.

ويتحدث عن البعد الديني للمقاومة أي “الجهاد في الإسلام” بعد أن تناول موقف القانون الدولي، وأراء الفقهاء في أوربا وتجارب الشعوب الأوروبية في مقاومة الاحتلال النازي وموقف بعض رجال الدين من العمليات الاستشهادية، وكيف أن استمرار الهولوكوست الإسرائيلي على الشعب يزيد من مقاومة الاحتلال ومن العمليات الاستشهادية.

والكتاب الجديد للدكتور غازي حسين وثيقة فكرية وسياسية وتاريخية هامة حول المقاومة الفلسطينية وغنية بالمعلومات والاستخلاصات القانونية التي تؤكد أنّ اغتصاب الأرض والحقوق وممارسة الإرهاب والعنصرية والاستعمار الاستيطاني هي التي أدت إلى اندلاع المقاومة والعمليات الاستشهادية.

 

 
* موقع مؤسسة فلسطين للثقافة

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات