الأحد 02/يونيو/2024

الرفض الإسرائيلي فلسفة أيديولوجية

الرفض الإسرائيلي فلسفة أيديولوجية

صحيفة الخليج الإماراتية

الرفض “الإسرائيلي” للمبادرة العربية لم يحمل أي جديد، ف “إسرائيل” رفضت كل مشروع حل للصراع العربي – “الإسرائيلي”، ولم تتقدم هي بأي مشروع سلام لحل هذا الصراع، والذي يقف في مقدمته الحق الفلسطيني.

ولا أقصد هنا موقف اليمين “الإسرائيلي” الحاكم الآن، فحسب، بل اليسار الصهيوني بكل تياراته. وكل ما تحاول “إسرائيل” عمله في حالة تقدم العرب بمشروع لحل الصراع وإعادة الحقوق الفلسطينية. تسارع إلى احتواء ذلك عن طريق التقدم باقتراحات طنانة ولكن من دون جوهر، تتبناها وسائل الإعلام بدعوته عقد مؤتمر للمنطقة تشارك فيه “إسرائيل”.

وعن استعداده للقاء القادة العرب، وذلك في أعقاب مؤتمر القمة الذي عقد مؤخراً في الرياض، وهو يعرف حق المعرفة أن هذا الكلام ما هو إلا للاستهلاك الخارجي، ذلك أن وسائل الإعلام “الإسرائيلية”، أكدت أن أولمرت غير قادر على قبول المبادرة العربية، أو طرح مبادرة بديلة. إضافة إلى أن بعض السياسيين اليهود، على غرار دينس روس، الذي كان مبعوثاً للرئيس كلينتون لمنطقة الشرق الأوسط، قال في مقابلة مع صحيفة “معاريف”، إن حكومة “إسرائيل” لا تستطيع أن تصل إلى سلام مع جيرانها.

وتحاول “إسرائيل” الآن، خصوصاً بعد القرار العربي تسويق المبادرة التي تبنتها مجدداً القمة العربية الأخيرة، القيام بتحركات تحاول من خلالها احتواء التحرك العربي.

ولكن كيف يمكن الوصول إلى حل مع “إسرائيل” الرافضة، والتي تتقدم بشروط مسبقة لكي تقبل “التحدث” و”الحوار”، وليس “التفاوض” مع الجانبين العربي والفلسطيني؟ ف “إسرائيل” تطالب:

أولاً: أن يدخل العرب في حوار معها من دون شروط مسبقة، في الوقت الذي وضعت هي فيه شروطاً مسبقة باغتصابها فلسطين وغير مستعدة للاعتراف بالخطأ التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني.

 ثانياً: تطالب “إسرائيل” الفلسطينيين الاعتراف “بحقها في الوجود” كشرط أساسي لقبول الحوار معهم، في حين ترفض هي الاعتراف بالشعب الفلسطيني وبحقه بالوجود. ويجب أن نلاحظ كيف أنها تفرق بين “الاعتراف بها” و”الاعتراف بحقها بالوجود”.

ثالثاً: تطالب العرب والفلسطينيين بالاعتراف بها كدولة، وهي ترفض أن ترسم حدودها، وترفض العودة إلى حدود عام 1967، وتستمر في إقامة المستعمرات على الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ تلك السنة، مناقضة كل القرارات الدولية، في الوقت الذي حدد به العرب حدود الدولة الفلسطينية حسب قرار مجلس الأمن 242.

رابعاً: لا تعترف “إسرائيل” بحق الفلسطينيين، بالسيادة على جزء من أرض فلسطين التاريخية، تمشياً مع أيديولوجيتها الصهيونية بأن أأرض إسرائيل” تابعة للشعب اليهودي فقط.

خامساً: ترفض “إسرائيل” الاعتراف بالقدس الشرقية مع أنها تشكل جزءاً من الأراضي المحتلة، ولهذا لا تريد التفاوض عليها معتبرة أن “القدس الموحدة عاصمة “إسرائيل” الأزلية”. ويبقى السؤال الكبير: على ماذا تريد أن تفاوض “إسرائيل”؟

المنطق يقول إنها تريد أن يقبل العرب شروطها، وأن تفرض هي الواقع الذي تريده حسب مصالحها وحسب أيديولوجيتها، أي أنها تريد أن يطبّع العرب العلاقات معها “مجاناً”.

التسويق العربي للمبادرة العربية يجب أن يسير بخط متواز مع إظهار الشروط المسبقة ل”إسرائيل” وتفنيد مواقفها الرافضة، وتسليط الضوء على عدم احترامها وتنفيذها للقرارات الشرعية، وعلى ممارساتها الإجرامية في الأراضي المحتلة التي تتناقض مع القوانين الدولية، وقوانين حقوق الإنسان.

ونأمل في هذه المرة أن ينجح العرب في تسويق المبادرة ووضعها في إطار عالمي صحيح يدحض كل المزاعم “الإسرائيلية”، ويقدم للعالم الوجه الحقيقي للعرب الداعي إلى السلام العادل والاستقرار الدائم في منطقة الشرق الأوسط.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات