الأحد 12/مايو/2024

حماية فلسطين من هجمة صهيونية

حماية فلسطين من هجمة صهيونية

 

لا يحتاج المراقب لتسارع الأحداث في الساحة الفلسطينية، كثير تدقيق وتمحيص ودراسة ليفهم حالة الكيان الصهيوني وتوتره الشديد بل وتخبطه، فالإدارة الصهيونية تحاول – مستعينة بأمريكا- الالتفاف على المبادرة العربية، وتحاول شق الصف العربي تجاه قضية العرب والمسلمين الأولى قضية فلسطين، فالصهاينة قد أعياهم أن يفشلوا الاتفاق الفلسطيني- والذي بالرغم من عدم إنجازه بالصورة المثلى- إلا إنه شكل ضربة سياسية قاسية للكيان الصهيوني، وعلى الرغم أنهم حاولوا الضغط على رئيس السلطة، وحاولوا استخدام أزلامهم وعملائهم داخل الصف الفلسطيني، وحاولوا عبر بعض الدول العربية المطبعة معهم، وحاولوا بكل الوسائل أن يفشلوا قيام الحكومة الفلسطينية الموحدة، إلا إنهم فشلوا في ذلك، وهو مكسب كبير يسجل لكل الاتجاهات الفلسطينية، وعلى رأسهم حماس التي كانت تشكل الحكومة السابقة، واستطاعت إدارة الأزمة السياسية بحنكة واقتدار، وأمكنها سحب (فتح) لطاولة الحوار في مكة، وانطلقت إلى الدول العربية وعبر العالم، تحشد التأييد للوحدة الفلسطينية وللحكومة الموحدة، ونجحت في ذلك، وهذا ما أرق الصهاينة وأقض مضاجعهم.

وإثر ذلك بات أولمرت الزعيم الإرهابي الصهيوني الكبير في حيرة من أمره، كيف يمكنه أن يواجه الأزمات المتتالية التي تحل بكيانه المهلهل، فمن أزمة الخلاف الداخلي في السياسة الإسرائيلية بعد أن أقعد المرض الإرهابي المجرم الكبير شارون، ثم إلى أزمة الجندي شاليط ، ثم أزمة الحرب على لبنان والتي خرجت منها إسرائيل بخسارة سياسية وعسكرية، ولم تحقق الافراج عن جندييها المعتقلين لدى المقاومة اللبنانية، إلى أزمة تنامي قوة التيار الإسلامي في غزة والضفة، إلى أن جاء تشكيل حكومة الوحدة الوطنية واتفاق مكة ليكون ضربة شبه قاضية على الإدارة السياسية للكيان المزعوم.

والسؤال المطروح الآن، كيف يحاول الكيان الصهيوني الخروج من هذه الأزمات المتتالية ؟ وكيف يمكن للقادة السياسيين والعسكريين في فلسطين أن يفشلوا مخططات الصهاينة المحتملة ؟

الإجابة على هذا السؤال ليست قطعية وحتمية، ولكن لعلنا نحاول فهم الموقف وتحليله بشكل جيد للإجابة على السؤالين السابقين.

إسرائيل مرت بأزمات عديدة سابقة، ونظراً لكونها لا تملك علاقات جيدة مع دول جوارها، ولا تتمتع بقبول في المنطقة، ولأنها متفوقة عسكرياً، وتحظى بدعم غير محدود من أمها الروحية أمريكا، فإنها دأبت باستمرار على استخدام الخيار العسكري كأسرع وأسهل حل لتصدير مشاكلها الداخلية إلى الخارج، ولكي تشعر نفسها بالأمان والاطمئنان المزعوم.

فالمتابع للتحركات الإسرائيلية العسكرية مؤخراً على الحدود مع قطاع غزة، وكذلك تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، وما ينشره المحللون العسكريون الإسرائيليون، فإنه لا يشك في أن الصهاينة يخططون لعمل عسكري كبير ضد غزة، وأما الضفة فإنها مستباحة لهم ليل نهار يعيثون فيها الفساد، وينكلون بأهلها بصورة يومية، ويقتلون ويختطفون العشرات من أهلها بشكل أسبوعي.

إذا فالمتوقع وفق ما سبق، أن تكون الخطوة القادمة هي هجمة شرسة صهيونية على قطاع غزة، تحاول بها أن تفشل عمل حكومة الوحدة الوطنية، وتحاول أن تضرب البنية العسكرية للمقاومة الفلسطينية – التي يدعي الصهاينة أنه تم إعادة بنائها خلال الفترة الأخيرة وبعد فوز حماس بالانتخابات التشريعية -، وقد تبدأ هذه الهجمة بسلسلة من محاولات الاغتيال لقادة ورموز العمل السياسي والعسكري الفلسطيني.

وفي المقابل ما الذي ينبغي أن يفعله الفلسطينيون ؟

هناك عدة أمور لابد أن يسارع الفلسطينيون باتخاذها في مواجهة هذا الأمر، أولاً: أن تمضي الحكومة قدماً في برنامجها بشكل كامل ومستمر، وتسعى بقوة وجدية أكثر بكثير من ذي قبل للاتصال بالحكومات العربية والإسلامية، وبكل العالم لشرح الموقف الفلسطيني، وكسب التأييد العربي والدولي، وحث الدول جميعاً على لجم الصهاينة، بل والتهديد بإعلان انتفاضة فلسطينية كبرى في فلسطين وفي الدول العربية، بل وفي جميع أنحاء العالم، وذلك بدعوة كل الفلسطينيين في شتى بقاع الأرض لإعلان الإضراب العام، والعصيان المدني حتى يتم إجبار الصهاينة على الرضوخ للحق والعدل، والامتناع عن العربدة السياسية والعسكرية.

الأمر الثاني هو الاستمرار في تقوية البنية التحتية العسكرية، وتشكيل لجان مقاومة مشتركة، وغرف عمليات مشتركة، والتجهيز لأي وضع طارئ بوضع الخطط البديلة للمياه والكهرباء والطعام والصحة، والتعليم، ولكل الأمور المعيشية للشعب الفلسطيني، والاستعداد المؤكد لتنفيذ عمليات ضخمة مزلزلة داخل الأرض المحتلة سنة 1948، وداخل القدس، والإعلان عن الاستعداد لاستهداف الصهاينة في سفاراتهم وأماكن تواجدهم خارج فلسطين في حالة أصروا على الاستكبار والطغيان، والعدوان على أهل فلسطين.

الأمر الثالث : السعي بقوة لتنظيف الساحة الداخلية الفلسطينية من العملاء والدخلاء والمندسين، وتشكيل أكبر جبهة فلسطينية داخلية موحدة من الشرفاء والصلحاء، والبدء بإعداد الخطط للسيطرة على الوضع الداخلي، وعدم السماح للانقلابيين والمخربين بالتمكن من القيام بأي عمل كان، وأن تتضمن الخطة زيارة العائلات الكبرى، والهيئات والنقابات والعشائر، وطلب تعاونهم في القضاء على ظاهرة الفلتان الأمني والفساد الداخلي، فلن نكون قادرين على مواجهة الاعتداءات الخارجية بقوة، حتى تكون جبهتنا الداخلية قوية.

وأخيراً وليس آخراً .. لابد من الحشد الإعلامي الكبير داخلياً وخارجياً، والسعي لعرض القضية الفلسطينية بكل اللغات العالمية، وتنبيه العالم على الإرهاب الصهيوني، ونشر الصور والأفلام والمقالات والتحقيقات الصحفية، التي تظهر معاناة الشعب الفلسطيني، والتهديد الإسرائيلي المستمر له، وصور التنكيل والتعذيب والإذلال، واحتمالية الهجمة الشرسة من جديد على الفلسطينيين.

ولعلنا نختم هذا المقال بدعوة العرب والمسلمين جميعاً إلى مؤازرة أهل فلسطين، والسعي على كل المستويات المحلية والدولية لتخفيف المعاناة عنهم وحمايتهم من البطش الصهيوني والكلاب الصهيونية، والمجنزرات الصهيونية والقصف الصهيوني والاغتيالات الصهيونية، وأن شرف العرب والمسلمين مرتبط بحماية أهل فلسطين وحماية المقدسات فيها، فهل نحافظ على هذا الشرف؟

 موقع: مكة.كوم

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات