عاجل

السبت 22/يونيو/2024

أولمرت في انتظار المعجزة!

أولمرت في انتظار المعجزة!

صحيفة الدستور الأردنية

في حوار له مع موقع صحيفة يديعوت أحرونوت على الإنترنت أول أمس الثلاثاء، ذهب رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت إلى أن الدول العربية “المعتدلة” قد توصلت بعد حرب لبنان إلى قناعة مفادها أن إيران والإسلام الأصولي هما الخطر الأكبر عليها وليس الدولة العبرية. مضيفاً أن النظرة العربية الجديدة لمشهد الصراع، وهي نظرة مغايرة تماماً للنظرة القديمة، ستفتح أفقاً واسعاً للسلام في المنطقة.

خلال عامه في السلطة، أثبت أولمرت أنه زعيم ضعيف، بل لعله الأضعف بين زعماء الدولة العبرية طوال تاريخها، وها هي استطلاعات الرأي تثبت ذلك، حتى قبل نشر تقرير لجنة فينوغراد الذي سيعمّق أزمته السياسية، وربما أزمة الدولة برمتها.

في ضوء ذلك يحتاج أولمرت إلى معجزة تنجيه من واقعه المزري، الأمر الذي لن يحدث من دون اختراق سياسي يتمثل في موجة تطبيع مع الدول العربية، معطوفة على تكريس للتهدئة، وربما انتقال إلى المرحلة التالية من مشروع كاديما القديم الجديد، ممثلاً في الدولة المؤقتة التي تأسس الحزب من أجل تنفيذها، إضافة إلى خطوة عملية في التعاطي مع التحدي النووي الإيراني الذي يشغل بال المجتمع الإسرائيلي، فيما يعلم الجميع أن التعاطي مع هذا الملف ما زال من اختصاص الدوائر الأمريكية.

الآن تنشأ معادلة مدهشة بالنسبة لأولمرت تخلط الأهداف المشار إليها ببعضها على نحو بالغ الروعة، إذ يمكن للأمريكان الذين يحضّرون لضرب إيران أن يبيعوا ذلك على العرب الخائفين من “المشروع الإيراني” مقابل التطبيع ودعم التهدئة الفلسطينية، وصولاً إلى المضي في برنامج “كاديما” المشار إليه.

يحدث ذلك بالطبع لأن المحافظين الجدد لا يتحركون إلا على إيقاع الهواجس الإسرائيلية، أكان باحتلالهم للعراق أم باستهدافهم لإيران، أم بدعم الصفقة المشار إليها مع ما بات يعرف بالدول العربية المعتدلة.

يشار هنا إلى أن الإسلام المتطرف أو الأصولي، بحسب تعريف أولمرت، قد دخل في الصفقة أيضاً، وهو هنا لا يعني إيران، بل يعني جميع الحركات الإسلامية التي منحت الأنظمة حق التعامل معها: قمعاً وتنكيلاً وتحجيماً.

تلك هي المعجزة التي ينتظرها أولمرت ودولته بكل أركانها السياسية والعسكرية، وحيث سيجري التخلص من كافة الأعداء على صعيد واحد (إيران، الحركات الإسلامية، ومن ضمنها حماس)، فيما تعبّد الطريق أمام رؤية شارون العتيدة التي صعد من خلالها إلى سد الزعامة التاريخية في الدولة العبرية، وهي كما أشرنا رؤية الدولة المؤقتة وتأبيد النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين مع تطبيع شامل مع الدول العربية.

هي رؤية حالمة يرسمها أولمرت وصهاينة الإدارة الأمريكية، مضيفين إليها الأمل بتطبيع الوضع العراقي: أيضاً بمساعدة المعتدلين العرب، لكن الفارق بين الحلم والواقع تبقى كبيرة، ونتذكر هنا ذلك الحلم الوردي الذي رسمه القوم قبل أعوام (نحتل العراق، فيستقبلنا العراقيون بالورود، ثم نتوجه نحو طهران وسورية ونعيد تشكيل المنطقة على أسس جديدة كي تكون جاهزة للتسوية وفق المقاس الإسرائيلي، مع تقبل الزعامة الإسرائيلية).

لم يحدث شيء من ذلك، وهو ما سينطبق على الحلم الجديد، حتى لو مضت بعض مقدماته كما حصل في المرة الماضية عندما تعاونت بعض الدول العربية، إلى جانب إيران، مع الأمريكان من أجل التخلص من صدام حسين، لكن النتيجة كانت فتح “صندوق البندورا” والغوص في مستنقع بلا قرار.

لن يحدث شيء من ذلك، فالعراق سيواصل مقاومته، فيما سيساهم التورط مع إيران في تعميق الأزمة الأمريكية تبعاً لردود الإيرانيين المتوقعة في العراق وخارجه، أما تطبيع الوضع الفلسطيني على تهدئة مجانية ودولة مؤقتة بائسة فلن يمر، وتبقى الحركات الإسلامية التي لن تغدو نسياً منسياً بسبب ملاحقة الأنظمة، بل ستمنحها هزيمة الأمريكان دفعة جديدة، والنتيجة هي أن اللعنة التي أصابت المحافظين الجدد منذ مطلع الألفية الجديدة ستظل تلاحقهم حتى تدفع إمبراطوريتهم نحو التراجع، هي التي خططوا كي تتسيّد القرن الجديد من دون منافس.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يقتحم جنين والمقاومة تتصدى

الاحتلال يقتحم جنين والمقاومة تتصدى

جنين- المركز الفلسطيني للإعلام اقتحمت قواتُ الاحتلال الصهيوني - صباح السبت- مخيم جنين ومدينة قلقيلية، في الضفة الغربية المحتلة وسط إطلاق نار كثيفٍ...

مقتل مستوطن بإطلاق نار وسط مدينة قلقيلية

مقتل مستوطن بإطلاق نار وسط مدينة قلقيلية

قلقيلية - المركز الفلسطيني للإعلام قتل مستوطن إسرائيلي -صباح السبت- بعملية إطلاق نار وسط مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة، بعد يوم من اغتيال...